حـــوار شخصــي..؟

[عبدالكريم السعدي]

حقيقة أنا لست هنا من أجل تقييم الساحة الشعرية العمانية لأن لها خبراءها اللائي يعرفونها
وأيضا أنا لست من المقيمين في السلطنة ولا ألجها إلا بعد أن يمر عامين أو أكثر هذا بحكم
إقامتي في دولة قطر ولا أعرف شيئا عن خبايا الساحة الشعرية العمانية إلا ما شاهدته هنا..
من قصائد وأجهل الكثير عنها وهذه حقيقة ولم أقترب من بيئتها إلا من خلال السلطنة الأدبية..


الموضوع وإسقاطاته التي ستقرؤونها هنا..


حقيقة هناك العديد من التساؤلات التي كانت تتربص ببعض أفكاري ولم أجد لها تفسيرا
الى يومنا هذا..ويبدو لي بأن الأمر بات بحاجة إلى أكثر من تفاسير تذهب بنا بعيدا..

حقيقة هو سؤال كان يلج عقلي بالعديد من علامات الاستفهام حول الساحة الشعرية
العمانية وما يحيط بها من شطحات وتعجبات واستغرابات من قبل الكثير من
الشعراء في الساحة الخليجية حول الشعر العماني ومنهجيته ومدارسه وغيرها من الأمور..
المستشرقة التي باتت واضحة للعيان وتمحورت في بوتقةٍ واحدة ألا وهي أين الشاعر
العماني من دائرة الاهتمام الإعلامي الخليجي وماذا ينقص الشعراء العمانيين حتى
يصلوا إلى قمة الشعر الخليجي وما زاد غيضي هو حواري مع أحد الشعراء الخليجين
حول مضمون القصيدة النبطية العمانية في عصرنا الحديث حيث أن هذا الأخ قد صدمني
برؤياه وربما تكون هذه الرؤيا لدى الكثيرين غيره وتتمخض هذه الرؤيا حول بعض الأوزان..
والبحور في الشعر النبطي العماني وحول موضوعية النص الشعري لدى الشاعر العماني
وحول العديد من الجوانب وأما السبب الآخر كما ذكره لي هذا الأخ فيكمن في النسق البياني
للقصيدة والإيحاءات غير المفهومة من قبل بعض الشعراء واستدرك القول بأن الشاعر العماني
يعيبه التنسيق على مستوى السلم الوزني والموسيقي للقصيدة حيث إنك تجده يكتب بيتا
على بحر المسحوب ومن ثم ينساق الى بحر آخر دون أن يعطي الأولوية للبحر الذي بنى
عليه قصيدته وهذا الأمر بات مخالفا للهوية الشعرية إذ أن البناء لا يتم باستحضار الكثافة التصويرية
وإنما يتم باستحضار الكم الكلمي والموضوعي في بناء أية قصيدة لذلك لا تجد من
شعراء السلطنة إلا القليل من يتأهل الى الـــ 48 في مسابقة شاعر المليون طوال الخمس
سنوات مضت بالرغم من أن لديكم شعراء كثر لذلك أستغرب عدم تأهل الكثيرين منكم
وأعتقد بأن السبب في بعض القصائد التي يتم طرحها من قبلكم للجنة تحكيم شاعر المليون..

الى هنا انتهى هذا الشاعر من إلقاء حجارته في طريق الوصول المتعرج إلى القمة تاركا كل
هذه التساؤلات مع أني حاولت مرارا وتكرارا في إقناع هذا الشاعر بأن تأهل أي شاعر لمثل
هذه المسابقة يعتمد بالدرجة الأولى الى أمور تحدث من تحت الطاولة ولكنه لم يقتنع..

وهنا سؤال أطرحه للجميع هل الشاعر العماني هو أقل شعرا من أقرانه في دول الخليج..
وإذا ما كان كما ذكر بعض الكتاب والشعراء والأدباء وأجمع على نظريتهم الكثير من المؤرخين..
بأن الشاعر العماني يحتاج إلى أكثر من نقلة حتى يقارع إخوانه من شعراء الخليج..

لذلك لا أعرف إلى الآن ماذا ينقص الشاعر العماني من أدوات حتى يصل إلى قمة الهرم الشعري
في الخليج العربي ولا أعرف إلى الآن ماذا نحتاج حتى نكون أكثر ألقا من باقي الشعراء الخليجين
هل تنقصنا فعلا الموضوعية في الطرح أم أننا بتنا نركز على الصورة الشعرية وكثافتها أكثر
من تريكزنا على استدراك المواضيع التي تهم الشارع وتعالج بعض السلبيات التى أراها
قد بدأت تستفحل في محيط مجتمعنا وهنالك الكثير منها ما يستحق تسليط الضوء عليه وتناوله
في قالب وجداني يلامس الحس الإنساني لكل مواطن.. لا أعرف لماذا هم دائما في مقدمة
الركب ونحن دائما نقبع خلف الستار ونجلس حيث الكراسي الخلفية المهمشة.. لا أعرف لماذا
هم يعتقدون بأنهم الأفضل ونحن نعتقد بأننا الأقل منهم شاعرية.. لا أعرف لماذا نقلدهم في
كل شيء ونتقمص شخصياتهم في كل مناسبة وفي كل أمسية حتى على مستوى اللهجة
بات الكثير يقلدهم مع أن هؤلاء الشعراء لم يبرحوا أماكنهم الى تلك الدول حتى نقول بأن لهم
الحق في التشدخ بلهجاتهم وتقليد قصائدهم وإلغاء الهوية الشعرية للمدرسة العمانية القديمة بحداثتها..
حتى بات الشاعر حامد زيد يسكن ألف شاعر والشاعر سعد علوش يسكن ألف شاعر..
والشاعر الفلاني والفلاني والفلاني وغيرهم يسكنون آلاف الشعراء وأما الشاعر
والذي ظل عالقا في شباك التهميش وهو الشاعر العماني فإنه لم يعد يسكن إلا الغياب..
لذلك البعض منهم اثر عدم التواجد والانسحاب خوفا على تاريخه الذي لم يعد يتذكره
الجيل الجديد من الشعراء العمانين وخوفا على نفسه أن يسلك الطريق نفسه ويتلبسه محمد
الشريف هو أيضا أو يتلبسه ويسكنه بن شلحاط وغيره من الفطاحل عند المتلقي والشاعر العماني..





عبدالكـريـم السعــدي