مسافر أعزف إيقاع الحزن وأغني ألمي ثم أعود راقصاً متأرجحاً ثملاً كالسكران في شوارع مدينة فارغة أفتح بؤس السنين وأعري جسدي دونما خجل للريح .. مسافر ودوامات الإحباط تقودني إلى مسابقة سيقان هذا الزمن لكنه لا يتعب ولا يتوقف وأنا أرسم عزلتي كل حين ....
هكذا أنا بعد أن توالد الزيف في كل شيء لم يعد لنا في البقاء مكان ويظل السؤال ينبش الأحشاء ترى لماذا هذا التوهان ، لماذا تحاربنا كل الأشياء .. لماذا تقودنا الحياة إلى الفوضى لنقع بين الحفر نتمنى النهاية فلا تأتي وننتظر من الأحلام أن تتحقق فلا تتحقق كسحاب الصيف حينما يزورنا يبقى جاثماً بلا ماء ،
والسنوات تفترق دون إلتئام وتبقى جراحنا نازفة دون أن تندمل والحزن مساحات كالمدى مفتوح الآفاق في صدري لأبقى وحيداً في سفري وتجاعيد الزمن على جدران وجهي وفي نبرات صوتي وبين النبض مسافر بها كمن يحمل بين يديه باقة من ورود ذابلة لا شيء يربطه بتلك الورود سوى تلابيب ذكرى مكتوب عليها مناسبة إهداء تلك الباقة الذابلة .
مسافر وعلى أبواب مدينتي علقت مفاتيح أبوابي وتركت ورائي نساء المدينة والطيور الملونة والسنديانة وهفهفة الرياح أحمل في اليد الأخرى غصن زيتون يتيم ربما أزرعه يوماً على تراب إحدى المدافن في ظل نهاية المشوار الطويل من ذاك المدى الفسيح هناك في بلاد الغربة لتظل حفنة الرمل تلك آخر ما تراه عيني من بقايا وطني ويظل غصن الزيتون معي هذا يفترش جسدي وذاك يغطي عري هذا الجسد بظلاله إلى أن أتلاشى ويقفل باب السفر . أقصد باب سفري أنا .
جزء من النص مفقود ...