هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا؟؟

[رمزي]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أيها الأحبة الكرام،،
يقول الله عزوجل:
((فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ اللَّهُ))

وقال الله عزوجل:
((قُلِ ادْعُوا اللَّهَ))

وقال الله عزوجل:
((اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ))

وقال الله عزوجل:
((قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاء أَفَلَا تَسْمَعُونَ))

الله الله الله

ما أطيب هذا الاسم وما أسهله على اللسان،،

ونرطب ألسنتنا به فنقول،،

سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر،،

إن الله عزوجل قال في كتابه العزيز:
((هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا))

أيها الأحبة الكرام،،

هل تعلمون أحداً غير ربنا جل جلاله سمي ((الله))؟؟

إن اسم الله لم يسمى به أحد إلا هو جل جلاله منذ خلق الخليقة وبإذنه إلى أن تقوم الساعة،،

وكل الخلق ممن بلغهم العلم وأدركوا يعلمون علم اليقين عند سماعهم لهذا الإسم العظيم أنه يعود على ذات الرب جلاله،،

واليوم بإذن الله جل جلاله سنتدارس هذا الإسم سائلين المولى عزوجل أن يوفقنا لكل خير وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا،،


أيها الأحبة الكرام،،
يقول أبو حامد الغزالي رحمه الله:
((الله اسم للموجد الحق، الجامع لصفات الألوهية، المنعوت بنعوت الربوبية، المتفرد بالوجود الحقيقي، فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته، وهذا الاسم أعظم الأسماء التسعة والتسعين، لأنه دال على الذات الجامعة لصفات الإلهية كلها، حتى لا يشذ منها شيء، وسائر الأسماء لا تدل أحادها إلا على آحاد المعاني، من علم أو قدرة أو فعل أو غيره، ولأنه أخص الأسماء، إذ لا يطلقه أحد على غيره لا حقيقةً ولا مجازاً، وسائر الأسماء قد تسمى بها غيره، كالقادر والعليم والرحيم وغيره، وأما معنى هذا الاسم فخاصُ خصوصاً لا يتصور فيه مشاركة لا بالمجاز ولا بالحقيقة، ولأل هذا الخصوص يوصف سائر الأسماء بأنه اسم الله، ويعرف بالإضافة إليه، فيقال الصبور من أسماء الله))

*ونتحدث أولا عن أصل كلمة ((الله)) في اللغة ونذكر الأقوال فيها،،
1-قال ابن الأثير:
هو مأخوذ من إله وتقديرها فُعلانية، بالضم، تقول: إله بين إلالهية والأُلهانية، وأصله من إله يأله إذا تحير، يريد إذا وقع العبد في عظمة الله وجلاله وغير ذلك من صفات الربوبية وصرفِ همه إليها، أبغض الناس حتى لا يميل إلى أحد.

2-قال أبو الهيثم:
فالله أصله إله، قال عزوجل: ((مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ))، ولا يكون إلهاً حتى يكون معبوداً، وحتى يكون لعباده خالقاً ورازقاً ومدبراً وعليه مقتدراً، فمن لم يكن كذلك فليس بإلهٍ وإن عُبد ظلماُ بل هو مخلوق ومتعبد،،
وقال أيضا:
وأصل إله ولاهٌ فقلبت الواو همزةَ كما قالوا للوشاح إشاحٌ، وللوجاح إجاحٌ، ومعنى ولاهٍ أن الخلق يولهون إليه في حوائجهم ويضرعون إليه فيما يصيبهم ويفزعون إليه في كل ما ينوبهم كما يوله الطفل إلى أمه، وقد سمت العرب الشمس لما عبدوها إلاهة.
وقد ضعف الزجاج هذا القول وهو أن أصل إلهٍ ولاهٌ،،

3-قال الرافعي:
إن أصله إله كإمام ثم أدخلوا عليه الألف واللام، ثم حذفت الهمزة طلبا للخفة ونُقلت حركتها إلى اللام فصار بلامين متحركتين، ثم سكنت الأولى، وأدغمت الثانية للتسهيل.

4-قال أبو جعفر:
الله أصله الإله أسقطت الهمزة التي هي فاء الإسم فالتقت اللام التي هي عين الإسم واللام الزائدة وهي ساكنة فأدغمت في الأخرى، فصارتا في اللفظ لاماً واحدة مشددة.

5-قال الخطيب الشربيني:
والحق أنه أصل بنفسه غير مأخوذ من شيء، بل وُضِع علماً إبتداءً، فكما أن ذاته لا يحيط بها شيء، ولا ترجع إلى شيء، فكذلك اسمه تعالى.

والمطلع على هذه الأقوال المتدبر لها يتبين له أن القولين الثالث والرابع هما أقرب الأقوال إلى الصواب،،



*خصائصه وهي:
1-أن هذا الإسم ما أطلق على غير الله تعالى فإن العرب كانوا يسمون الأوثان آلهة إلا هذا الاسم فإنهم ما كانوا يطلقونه على غير الله عزوجل، والدليل هو قال الله عزوجل:
((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ))
وقال الله عزوجل:
((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ))
وقال الله عزوجل:
((لَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ))
وقال الله عزوجل:
((وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ))

وقد ذكرنا سابقا أيضا أن الله عزوجل قال:
((هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا)) معناه هل تعلم من اسمه الله سوى الله.

2-أن هذا الإسم هو الأصل في أسماء الله تعالى وسائر أسمائه مضافة إليه، قال تعالى:
((وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)) فأضاف سائر الأسماء إليه، ولا محالة أن الموصوف أشرف من الصفة، وكذلك يجد الناس يقولون الرحمن الرحيم الملك القدوس كلها من أسماء الله تعالى، ولا يقال الله اسم الرحمن الرحيم فدل هذا على أن الاسم هو الأصل.
فإن قيل لفظ ((الله)) قد جعل نعتا في قوله تعالى في أول سورة إبراهيم، قال الله عزوجل:
((الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، اللّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَوَيْلٌ لِّلْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ شَدِيدٍ))
فيقال:
قرأ نافع وابن عامر بالرفع على الإستئناف وخبره فيما بعده والباقون بالجر عطفا على قوله العزيز الحميد، وقال أبو عمرو: والخفض على التقديم والتأخير تقديره: صراط الله العزيز الحميد.

3-قال الله عزوجل:
((قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ))
فخص هذين الاسمين بالذكر وذلك يدل على أنهما أشرف من غيرهما، ثم إن اسم الله أشرف من اسم الرحمن، لأمرين وهما:
أولا: فلأنه يقال تقدمه في الذكر.
ثانيا: فلأن اسم الرحمن يدل على كمال الرحمة ولا يدل على كمال القهر والغلبة والعظمة والقدس والعزة، وأما اسم الله فإنه يدل على كل ذلك، فثبت أن اسم الله تعالى أشرف.

4-لهذا الاسم خاصية غير حاصلةٍ في سائر الأسماء وهي أن سائر الأسماء والصفات إذا دخل عليه النداء أسقط عنه الألف واللام، ولهذا لا يجوز أن يقال: يا الرحمن يا الرحيم، بل يقال: يا رحمن يا رحيم، أما هذا الاسم فإنه يحتمل هذا المعنى فيصح أن يقال: يا الله، وذلك أن الألف واللام في هذا الاسم صار كالجزء الذاتي فلا جرم لا يسقطان حالةَ النداء وفيه إشارة لطيفةٌ، وذلك لأن الألف واللام للتعريف فعدم سقوطهما عن هذا الاسم يدل على أن هذه المعرفة لا تزول أبدا البتة.



*معنى اللهم:
لفظة اللهم أيها الأحبة يراد بها ((يا الله))، ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب، فلا يقال: اللهم غفور رحيم، بل يقال: اللهم اغفر لي وارحمني.

وقد اختلف النحاة في الميم المشددة من آخر الاسم إلى عدة أقوال هي:
1-قال سيبويه:
زيدت عوضا من حرف النداء، ولذلك لا يجوز عنده الجمع بينهما في اختيار الكلام، فلا يقال: يا اللهم إلا فيما ندر، كقول الشاعر:
إني إذا ما حدثٌ ألما
أقول يا اللهم يا اللهما

ويسمى ما كان من هذا الضرب عوضا، إذ هو في غير محل المحذوف، فإن كان في محله سمي بدلا، كالألف في قام وباع فإنهما بدل عن الواو والياء، ولا يجوز عنده أن يوصف هذا الاسم أيضا، فلا يقال: يا اللهم الرحيم ارحمني ولا يبدل منه، والضمة التي على الهاء ضمة الاسم المنادى المفرد، وفتحت الميم لسكونها وسكون الميم التي قبلها، وهذا من خصائص هذا الاسم.

2-قال الفراء:
الميم عوض عن جملة محذوفة، والتقدير: يا الله أمنا بخير، أي اقصُدنا، ثم حذف الجار والمجرور، وحذف المفعول، فتبقى في التقدير: ((ياالله أم)) ثم حذفت الهمزة لكثرة دوران هذا الاسم في الدعاء على ألسنتهم، فبقي ((يا اللهم)).
وجوز الفراء دخول ((يا)) عليه كما هو ظاهر من كلامه واحتج بقول الشاعر:
يا اللهما
أردد علينا شيخنا مسلماً

وقد رد عليه البصريون من عدة وجوه فقالوا:
1-أن هذه التقادير لا دليل عليها، ولا يقتضيها القياس، فلا يصير إليها بغير دليل.
2-أن الأصل عدم الحذف، فتقدير هذه المحذوفات الكثيرة خلاف الأصل.
3-أن الداعي بهذا قد يدعو بالشر على نفسه وعلى غيره، فلا يصح هذا التقدير فيه.
4-أن الاستعمال الشائع الصحيح يدل على أن العرب لم تجمع بين ((يا)) و ((اللهم)) ولو كان أصله ما ذكره الفراء لم يمتنع الجمع، بل كان استعماله فصيحا شائعا، والأمر بخلافه.
5-أنه لا يمتنع أن يقول الداعي: ((اللهم أمنا بخير)) ولو كان التقدير كما ذكره، لم يجز الجمع بينهما لما فيه من الجمع بين العوض والمعوض عنه.
6-أن الداعي بهذا الاسم لا يخطر ذلك بباله، وإنما تكون عنايته مجردة إلى المطلوب بعد ذكر الاسم.
7-أنه لو كان التقدير ذلك لكان: ((اللهم)) جملة تامة يحسن السكوت عليها لاشتمالها على الاسم المنادى وفعل الطلب، وذلك باطل.
8-أنه لو كان التقدير ما ذكره لكَتَبَ فعل الأمر وحده، ولم يوصل الاسم المنادى، كما يقال: ((يالله قه))، لأن الفعل لا يوصل بالاسم الذي قبله حتى يجعلا في الخط كلمة واحدة، هذا لا نظير له في الخط، وفي الاتفاق على وصل الميم باسم الله دليل على أنها ليست بفعل مستقل.
9-أنه لا يسوغ ولا يَحسُنُ في الدعاء أن يقول العبد: اللهم أمني بكذا، بل هذا مستكره اللفظ والمعنى، فإنه لا يقال: اقصدني بكذا إلا لمن كان يعرِضُ له الغلط والنسيان فيقول له:
اقصدني، وأما من كان لا يفعل إلا بإرادته، ولا يضل، ولا ينسى، فلا يقال له: اقصد كذا.
10-أنه يسوغ استعمال هذا اللفظ في موضع لا يكون بعده دعاء، كقوله صلى الله عليه وسلم: ((اللهم لك الحمد)) وكقوله عليه الصلاة والسلام: ((اللهم إني أصبحت أشهدك)) وكقول الله عزوجل: ((قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء)).

وبهذا يتبين عدم تسويغ قول الفراء رحمه الله.

3-قيل:
زيدت الميم للتعظيم والتفخيم، كزيادتها في ((زُرقُم)) لشديد الزرقه، و((ابنُمَ)) في الابن.
وتوجيههم في هذا القول أن الميم تدل على الجمع وتقتضيه ومخرجها يقتضي ذلك، وهذا مطرد على أصل من أثبت المناسبة بين اللفظ والمعنى، كما هو مذهب أساطين العربية كأبي
الفتح بن جني.

وإلى هنا يتوقف حديثنا عن هذا الاسم العظيم سائلا المولى عزوجل أن يتجاوز عن أي خطأ ورد مني في هذا الموضوع وأن ينفعنا بما كتب فيه وأن يوفقنا للعمل به،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

[وهج الروح]

خوي رمزي




نص متكامل ومفبد ومعلومات ولا اروع شملت اسم جل جلاله


اشهد انه لا اله الا الله ......... شكرا من القلب ع مجهودك ومعلومات


الي طرحت هنا

[يزيد فاضلي]

...جلَّ جلالـُهُ..تعالى جَدُّهُ وتقدستْ أسماؤهُ الحسنى وتسامتْ صفاتـُه العليا....

سَجدَ له سَوَادي..وخشَعَ له فؤادي...

اللهُ ربي،لا أريدُ سِواهُ ** هل في الوجودِ حقيقة ٌإلاَّهُ..؟؟!!

اقرأ-أخي الحبيب رمزي-هذه الفيوضاتِ الجليلة وهذه الخطـَـرَاتِ النيِّرَاتِ،فترقُّ جوانحي وتشِفُّ فطرتي عن ندائها العلوي الأزليِّ الذي ما تزال أصداؤه ترنُّ في جنبَاتِها،حين راحَ الربُّ يسألُ والخلائقُ-وهي في الأصلاب-تجيب..فكانَ جواباً وكان ميثاقاً (( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ ))...

باركَ اللهُ فيكَ-أخي-وبارَكَ في قلمِكَ المؤمن الوضيء..ودمتَ لنا ذخراً وذخيرة...

[اسير الاشواق]

رمزي شكرا لك معلومات مفيدة

كنت هنا بين ظلال كلماتك