|
|
|
| روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
      |
|
|||||||
 |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
27-05-2014, 01:30 PM
|
||||
|
||||
ملوك الراس لحمر الجزء الثامن
وقعت أحداث هذه الحكاية في عام 1979 ميلادية حكاية رائعة ملوك الراس لحمر الجزء الثامن كرداس وفكيهه فنهض التبع أطغاي واقفا , وصفق لي إغتباطا بما قلت ثم قال منتشيا : أبشروا بما يسر خواطركم ويفرّح قلوبكم وتمتم بعبارات وهو يرسم بأصبعه دائرة واسعة في الهواء أشرق فيها شعاعا سنيا , رأينا في تلك الدائرة الضوئية النساء الآدمية وأطفالهن يمرحون مع مجموعة من أطفال ونساء الشقر ثم تمتم التبع بكلمات أخرى فشاهدنا مجلسا فخما وإذا بإخواننا من الإنس ملتمين حول أشقر يحدثهم والفرحة بادية على وجوههم فحمدنا الله تعالى وشكرنا التبع وقومه الشقر فصفق بيديه مرارا وقد شعر بالفخر وأقبل غلمان يحملون جوالقا من الإستبرق المنسوجة بخيوط الذهب وصناديقا من الخشب الفاخر البديعة الصنع الزاهية الزخارف المختلفة الأحجام ثم جلبوا تخوتا مكتظة بملابس القطن والكتان والخزّ يحار العقل في وصف نعومتها ودِقّةِ تطريزها وتذهل عقل الناظر إليها ويشغف بزركشتها عشقا ووضعوا أمام كل واحد منا مجموعة خاصة به من التحف ثم قال التٌبّع أطغاي : هذه بعض الهبات المتواضعة هدية لكم من أهالي هاشاباشا ثم ودّعنا وإنصرف , فخلفت على كرسيه إمرأة فارعة الطول , ذات هيبة وسمت حكمة فأمرت الغلمان بوضع أساورا جلدية في معاصمنا  فلما لامس السوار معصمي شعرت بذبذبة خفيفة تسري في بدني وفي لحظة صرت أفهم كلام الشقر فأقبلوا علينا يحدثونا قال حمود بر غبرى : وفيما كنا نحطب بليل مع الشقر دخل علينا رجل كهل يتبعه آخرون عابسون فلم يسلموا ولم يلقوا تحية بل وقفوا أمامنا مدبرين وقد لبسوا السواد وعندما شاهد الشقر تصرفهم ذلك نهضوا جميعا خفافا ونكسوا رؤوسهم فوثبت تلك المرأة , وقالت للكهل : حقك مصان , وطلبك مجاب . فمن ظلمك؟ فأستقبلنا بوجه بشع وأشار إليَّ بسبابته دون أن يتكلّم فأصابني الهلع , وزلزلت الأرض من تحت قدمي وقد بهتني ذلك الرجل الذي أراه لأول مرة فقالت نائبة أطغاي : تفضلوا جميعا بالجلوس , ولكل حادث حديث فجلسوا متذمرين متنمرين , وأستقبلونا بوجوهٍ مكفهرة فلاحظت أنهم من المهجنين وخفت أن يكون للأمر علاقة بالعجوز التي كانت تطاردني فقطع تفكيري صوت الرجل المرعب وهو يقول : إن هذا الآدمي قد حطّم قلب إبنة أخي اليتيمة فكيهه وأهانها إهانة لا تغتفر قال حمود : فتأكدت شكوكي , وصدقت ظنوني فخاطبتني النائبة وقد مالت إلى تصديقه فقالت : لقد أحسنا إليكم وأويناكم وحميناكم من الرماديين وها أنتم تنكرون المعروف وتجحدون الإحسان وتعبثون بمشاعر بناتنا . فهل لديك ما تقوله أيها الآدمي؟ قلت لها : إنّ ما يقوله هذا الرجل غير دقيق فأنا لا أعرف فتيكه هذه , ولم أسمع بها من قبل فعج المجلس بالضحك من قولي فتيكه بينما وثب الرجل وأتباعه واقفين غضابا وقد فار الدم في عروقهم وبان السخط على وجوههم فقالت له النائبة : إجلس من فضل يا سيد كّرداس فهولاء ضيوفنا , يجب علينا تحمل أخطائهم فقال غاضبا : أ لا تسمعينه يتندّر بإسمها ويسخر من ذكرها؟ ثم تكلم كلاما كثيرا , أتهمني فيه بخداع تلك الفكيهه وإنني قد أوهمتها بحبي لها ثم هجرتها وعندما سكت قلت له : صدّقني أيها الرجل إن كنت تقصد تلك العجوز وعندما ذكرت كلمة العجوز لم تتمالك النائبة نفسها ودخلت في نوبة ضحك مستمرة قطعها صوت العم الموتور وهو يقول :أراك أيتها النائبة قد أستحسنت سفاهة هذا الآدمي وأستطعمتي نذالته , وأحببتِ وقاحته فأظهرت الحزم وقالت : معذرة يا سيد كرداس ثم خاطبتني بلهجة جادة فقالت : حاذر أيها الإنسان , فلقد تماديت في السخرية فقلت خائفا: إن إبنة أخيك هي التي تعرضت لي وقد شرحت لها مرارا وتكرارا أنني لست من جنسها ولا من طبيعتها لكنها لا تفهم فغضب المهجن كثيرا وخرج من المجلس وهو يتوعد ويقول : لا تفهم لاتفهم .. سوف نرى فأرسلت النائبة خلفه من يسترضيه لكنه رفض العودة فقالت لي مستعطفة : أرجوك يا ابن آدم حاول أن تستلطف فكيهه قبل أن يتخذ قومها خطوة لا نحمد عقباها فإن هولاء ليسوا مثل الشقر إنهم سريعوا الإنفعال قليلوا الصبر ركيكوا الفهم , بطيئوا الإدراك فسألتها مستنكرا : وكيف تعايشونهم وهم بهذه الصفات القبيحة؟ قالت : لأنهم يقومون بالأعمال البدنية الشاقة في الأجواء القاسية التي لا نستطيع نحن إنجازها فهم يستخرجون المعادن من قيعان البحار ويحفرون المناجم إلى أعماق خيالية وينسفون الجبال مثلما تهشم أنت الرغيف فإن هجروا مدينتنا فسينضمون إلى مدن الأعداء وينقلبون ضدنا , فالمصلحة تقتضي محاباتهم فقلت لها : وهل توجد مدن أخرى غير مدينتكم؟ فقالت : نعم , هناك الألآف من المدن يسكن بعضها الشقر ويعمر الرماديون مدنا أخرى بل يقال أن أمم من البشر يسمون يأجوج ومأجوج يستوطنون الأجزاء الشرقية من الأرض الثانية فوعدتها بإصلاح الأمور مع فكيهه ثم إستأذنا في الإنصراف , فرافقنا حراس وغلمان يخدموننا وقد خصص لكل واحد منا منزلا فوجدت الشقر قد حملوا إلي كل ما يتمناه الإنسان من وسائل الراحة والترفيه غير أن تلك المظاهر المبهجة لم تنسيني أهلي وعشيرتي فجلست حزينا كئيبا أفكر في كيفية العودة إلى الديار وقد تذكرت والدتي وإخوتي فبكيت ثم أخذتني عيني ولم أشعر بمرور الوقت وعندما أنتبهت وجدت الغلامين قد هيّأ لي طعاما وملابسا وفيما كنت أسامرهما سمعنا طرقا عنيفا فأخرج أحدهما سوار معصمه فأظهر صورة الشخص الذي يرزع الباب , إنها العجوز المشئومة فتيكهه يرافقها قطيع من المهجنين فلما رأيت صورتها زاد حزني وعظم همي وسلّمت الأمر لله وقلت للغلامين : دعاها تدخل لوحدها فأقبلت تمشي مشية غراب وقد إرتدت ملابسا ضيقة تبرز منها ما تسمى بالمفاتن , وهي في الحقيقة مفاجع وقد صبغت وجهها بالوان صارخة غير متناسقة ونتفت حاجبيها ونفشت شعرها المستعار الباهت الشبيه بصوف الضأن البلدي وجعلت على شفتيها المتهدلتين طلاء بلون الدم المتجلّط وهي تصفّر صفيرا منكرا متشبهة بالشباب العصري فلمّا رأيتها على تلك الصفة صعقت جوارحي وتماوتت أحاسيسي , وكدت أقفز من النافذة فرارا وقد غثني منظرها , وكبتني مرآها وأزعجني صفيرها وخذلني الغلامان الخائنان إذ هربا إلى غرفة مجاورة وطفِقا يضحكان في هيستيرية فقلت في نفسي : لا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم ماذا جنيت على نفسك يا حمود؟ ثم قلت لها : تفضلي وأجلسي يا خالة فتيكه فقرفصت أمامي وأخذت تتأملني بعينين أصفرين كأنهما عيني نمرٍ مرقّط وشرعت تحن وتئن وتتأوه وتتنهّد فأشفقت عليها من قلة عقلها وضحالة فكرها وإختلال ذوقها ورداءة معدنها وقبح خلقتها وطيش أحلامها وفساد أخلاقها وهي مستمرة في تمثيل دور ليلى العامرية فتحاملت على نفسي ونظرت في عينيها لعلي المح فيهما ما يحببها إلي أو يرقق قلبي عليها فرأيت شهوة مستعرة ورغبة قذرة فنعيت الشرف وبكيت حتى التلف وكانت تظهر حزنا دفينا وأسى قديما وأدركت أنها تعاني من الوحدة والإهمال وتقاسي من الفراغ القتّال وقد وجدت فيني منقذا يخلصها من عزلتها ويؤنس وحدتها ويشغل فراغها النفسي فربت على كتفها وأمسكت بيدها مواسيا وانا مغمض العينين قرفا بينما كانت فكيهه في منتهى السعادة إذ تخيلت أنني مشتاق إلى لقائها حريص على رؤيته , هائم في غرامها فأخذت تغني بصوت يشبه غطيط محرك سفينتي ميمونة في الوقت الذي كنت أعالج فيه روحي من الهلاك محاولا إنقاذها قبل أن تفيض إلى بارئها ثم وعلى حين غرة ضمتني إلى صدرها فكادت تسحق عظام قفصي الصدري وقد أوشكت على الإختناق فأظهرت فتورا مضجرا , وتماوت بين يديها وصرت مثل الشن البالي , قد برد جسمي وخدرت أطرافي وفقدت الإحساس والشعور وغشي علي فعلا من تضارب الروائح المتنافرة التي لطّخت بها جسدها وملابسها وأشد ما قاسيت كان من رائحة الزيت الذي دهنت به رأسها الأصلع فغلب نفاذ تلك الروائح الصارخة على دماغي واصابته الهلوسة والتخبط فأغمي عليّ وذكر لي الغلامان بعد ذلك وأنا لست أصدقهما أنني تقيأت في حجر العجوز وأنها أصيبت بالغثيان وبخيبة أمل مريرة إذ كانت تحسبني فارس أحلامها وذكرا أنها بصقت في وجهي وشتمتني وأتهمتني في رجولتي وإنما يعزيني أنها إنصرفت من تلقاء نفسها مشمئزة قالية إلى غير رجعة بيد أنني لم أخرج من المنزل في تلك الليلة خوفا من إنتقام المهجنين وفي اليوم التالي صباحا وعندما خرجت من المنزل عارضني كرداس ومجموعة كبيرة من المهجنين يحملون مزاميرا وطبولا وسنجا ودفوفا ثم أحاطوا بي يتبع إن شاء الله 
|
|
#2
28-05-2014, 04:56 PM
|
||||
|
||||
|
كاتبنا القديروأستاذنا الراقئ ناجي جوهر ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لاتزال كما عهدت أيها النبيل صاحب قلم متميز وفكر متجدد وقلبا نابضا بالحياة لا عدمنا هذا الإبداع وزاخمة الفكر تحياتي وامتناني
|
|
#3
28-05-2014, 10:00 PM
|
||||
|
||||
|
السلام عليكم الأستاذ الشاعر / سالم الوشاحي سرني مرورك الراقي وأسعدني تفاعلك المثمر فأهنىء نفسي وأهنىء أخواتي وإخوتي أعضاء وإداريو وزوار منتديات السلطنة الأدبية بعودة الأستاذ الرائع / سالم الوشاحي حفظك الله ورعاك ولا حرمنا من قلمك وفكر المستنير وتقبل تحياتي
|
|
#4
01-06-2014, 12:24 PM
|
||||
|
||||
|
الأخ ناجي جوهر
بعد غياب كنا في شوق لتذوق شهد حروفك وروعة ما تقص وتروي لنا لك المجد
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر
|
|
#5
03-06-2014, 02:16 PM
|
||||
|
||||
|
اقتباس:
هلا بالمصممة المبدعة أسعدني كثيرا مرورك الجميل تحياتي وتقديري
|
|
#6
03-06-2014, 02:18 PM
|
||||
|
||||
|
اقتباس:
حفظك الله ورعاك أستاذ / خليل عفيفي شكرا جزيلا وتقبل تحياتي
|
|
#7
03-06-2014, 06:51 PM
|
||||
|
||||
|
أخي العزيز الرائع الكاتب أ. ناجي جوهر...
مذهلة هذه الملاحم النابضة بالحياة بوابتك تعطينا درراً وفرائدٍ نفيسة تتحرى الإبداع من كل النواحي ابهرتني تلك الاسماء كأطغاي وحمود بر غبرى، ما شاء الله زخم راقي من الاحداث وقد ذكرت لك سابقا هذه السيناريوهات لابد من جعلها افلام روائية أو افلام هيولودية... بارك الله فيك اخي القريب من الوجدان وننتظر التالي إن شاء الله..
__________________
 سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور
وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
|
|
#8
05-06-2014, 10:58 PM
|
||||
|
||||
|
أخي الرائع الأستاذ / زياد الحمداني نفاسة معرفتك والتفاعل مع رقيك لا توازيها نفاسة وتناظرها مزية فمن رقي كتاباتك نستلهم المعاني حفظك الله ورعاك وتقبل تقديري البالغ
|
|
|
|
 |
 |
العرض العادي
