دق الجرس وصوت عصفور وهليوكبتر وذكريات لاتنسى~

[ضوء نص القمر]

[center][size="5"]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ضوء نص القمر

دق الجرس و صوت عصفور وهليكوبتر وذكريات لا تنسى...

دق الجرس صوت عصفور وهليكوبتر وذكريات لا تنسى...ذكريات لا تنسى ...
ذكريات لا تنسى ...

ذكريات لا تنسى ...

ذكريات جميلة علقت هناك في ذهني تراكمت عليها السنين ،إلا أنني نفضت من عليها الغبار لتعود بي الذاكرة إلى سنين مضت ،هناك في تلك المدرسة التي كانت عالما غريب بالنسبه لي عندما التحقت بالصف الأول فيها ..كان عالمي محصورا بين أسرتي وبنات الجيران اللواتي كان عددهن في ذلاك الوقت ست عشرة فتاة من عمري لأصدم بأن ست عشرة فتاه أصبح عددهن يصل إلى مئات الفتيات يضمهن سور واحد وموزعات في عدة غرف تسمى "الصفوف" ...أول /رابع ذاك الصف الذي حوى أروع ذكريات لي ضم دمعي وفرحي ومشاكساتي ..دخلت إليه مع ابنة الجيران نحمل عقولا فارغة وحقيبة فارغة إلا من دفتر وبعض الأقلام ونحمل في يدنا
"مطارات الماء " ، كان مشهدا غريبا ،والعديد من الفتيات بصحبة أمهاتهن . كانت جميع الفتيات تبكين ويذرفن الدموع وكن جميعهن يشعرن بخوف وذعر ،نظرنا أنا وصديقتي إلى بعضنا نحاول أن نجد تفسيرا لهذه الدموع كانت أم كل منا قد غادرت المكان بعد أن أوصت المعلمات علينا ، ذهبن وتركننا نواجه المجهول في عالم غريب يسوده بكاء الفتيات وتشبثهن بعباءات أمهاتهن .عند الساعة العاشرة والنصف دق جــــرس الفسحة وكان هناك حشد كبير من البشر ،ضحكات تعالت واختلطت بصوت بكاء الأخريات ممن هن حديثات العهد بالمدرسة.. الصوت كان يعلو في كل لحظه ..أخذنا أنا وصديقتي ركنا وجلسنا على أحد المقاعد ننظر بذهول في كل ما حولنا نحاول أن نجد ما يجيب على تساؤلاتنا وحيرتنا ...ما هذا المكان
؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!ولم نحن هنا
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!ومن كل هؤلاء الفتيات
؟؟؟؟؟!!!!!!ومن أين أتين
؟؟؟؟!؟!!؟!؟!!!!؟!ولم كل هذه الدموع
؟؟؟!!؟؟!!!!ولم كل هذه العباءات السوداء هنا
؟!!؟!؟!؟!؟!؟ولم تركانا أمهاتنا هنا وحدنا
؟!؟!؟!!؟!؟!؟

كان هذا أول درس تدرسه لنا الدنيا ..هو أن نواجه الحياة بحلوها ومرها وأنه يجب أن نكتشف عالمنا الجديد بأنفسنا ونشق طريق المعرفة بأنفسنا دون الحاجة إلى مساعدة وأن نعتمد على أنفسنا لأن التجربة بحد ذاتها تصقل الشخصية...وسط الضجيج أحسست أنني عدت طفلة صغيرة تحاول أن تثبت قدمها في الأرض لكي تخطو خطواتها الأولى ، تلك الطفلة التي كانت تقع وتعاود الكرة لكي تقف دون تدخل من أمها التي كانت تراها وتحفزها من بعيد كي تعيد الكرة وتمد لها يدها وتقول لها تعالي يا صغيرتي كانت هذه الأم هذه المرة هي

((مدرستي الحبيبة)) ....في جو الضجيج الذي كان يسود المكان قطع حبل أفكاري ذلك الصوت بل .."الصوتان ".. ..صوت ..((العصفور )).. وصوت ..((الهليكوبتر)).. في آن واحد .. في تلك اللحظة اختفت كل الوجوه من أمامي وتلاشت كل الأصوات من مسمعي وما عدت أسمع غير صوت ..((العصفور)).. وصوت ..((الهيلوكبتر ))..كان صوت ..((الهيلوكبتر)).. كلما اقترب طغى على صوت ..((العصفور)).. وكان صوت المروحية يزيد من دقات قلبي ومن توتري ، وتمضي ..((الهيلوكبتر)).. بعيدا وكلما ابتعدت بعد صوتها عن مسمعي ليعود صوت ..((العصفور)).. الجميل يشدو بأعذب الألحان فيرطب الجو فأشعر بشيء من الطمأنينة والسعادة..وكان هذا هو الدرس الثاني الذي تعلمته من الدنيا ..

أن لكل شيء نهاية للفرح نهاية وللحزن نهاية فالحزن والفرح متلازمان ومتلاصقان مع بعضهما البعض فهما كالليل والنهار فالحزن والفرح دائما يتصارعان على حلبة الحياة ،جولة ينتصر فيها الفرح ويتوج قلوبنا بالسعادة ، وجولة يهزمنا الحزن فيها ويكسرنا ويدمي بنا الكثير من الجروح ...

لكن بكل الأحوال الحياة تمضي بحلوها ومرها وهذا ما تعلمته في
الدرس الثالث من دروس الدنيا عندما
دق جرس الخروج وكنت سعيدة بأني سأعود لأسرتي الصغيرة وقد انتهى هذا اليوم العصيب بالنسبة لي ..

وإن بعد العسر يسرا ..ليبدأ يوم آخر تشرق به شمس التفاؤل لأتفاجأ أن به العديد من الصعاب والمخاوف كان كل يوم بالنسبه لنا هو درس نتعلم فيه من أخطائنا كي لا نعيد الخطأ في اليوم الثاني وخضنا هذه التجربه بذاتنا لنحقق ذاتنا وبكل يوم تصقل شخصيتنا ونصبح أقوى وقادرين على مواجهة الحياة ..وتمضي الأيام وأنا بمدرستي الحبيبة هو نفس الروتين من طابور صباحي إلى أن ينتهي الدوام الرسمي لكن كل يوم يمر نكتسب فيه المزيد من المعرفة ، وفي ظل كل ذلك الروتين المتكرر كان أيضاً صوت ذاك ..((العصفور))..



وصوت ..((الهليكوبتر ))..


يأتيان في آن واحد عند الساعة العاشرة والنصف صباحاً دائماً..

كلما سمعت صوت ..((الهليوكوبتر )).. عادت بي ذاكرتي إلى تلك الطفولة الجميلة والذكريات الرائعة ..

وفي يوم من الأيام وعند
الساعة العاشرة والنصف تماماً
وبعد سنين مضت سمعت صوت ..((العصفور)).. مع أنني كل يوم أسمع صوت عصفور ، وكل يوم أسمع صوت مروحيه لكن كلن على حدة لكن في ذلك اليوم أتى صوت ..((العصفور ))..




مصاحبا لصوت المروحية ..((الهيلوكبتر )).. وبنفس التوقيت
العاشرة والنصف صباحاً
فعدت بالذاكرة إلى سنين مضت عندما كنا صغار ونلهو في الساحة ونركض وراء بعض وننادي "مينووووووووووووووووووو" أو عندما كنا نلعب ..((القوود)).. ببذور الصبار البني ..(( التمر الهندي )).. وعندما كنا ننط على الحبل وعندما كنا نعمل أكبر تجمع من الفتيات في الساحة ونمسك بأيدي بعضنا ونعمل حلقه كبييييييييييرة و نغني :

..فتحي يا وردة سكري يا وردة وهنا وردة وهنا وردة وهنا كعكة وهنا كعكة وحركة بركة استوب وسي سي ميمي ميمي سندريلا سندريلا افتحي الأبواب أنا أخوك من أبوك صياد الغزلان هيه أنا ياسمينة المسكينة أنا علي بابا زعيم العصابة افتح باب الدين واقفل بالسكين والعنبر والبيضةهههههههههههههه يا الله ذكريات جميييييييييييييييييييلة ..لطالما حلق فوق رأسنا وأصوات ضحكاتنا ذاك ..((العصفور)).. وتلك المروحية ..((الهليوكبتلر)),,اللذان رافقاني حتى بعد أن انتقلت لمدرسه أخرى في المرحلة الإعدادية وكذلك الثانوية وكأنهما أصبحا جزءا لا يتجزأ من يومياتي ..ومازالت تلك الذكريات الجميلة تبعث بشذاها بين الحين والآخر ...كم أحن إلى تلك الذكريات ...كم أتمنى لو أن الزمان توقف بي عند تلك المرحلة مرحلة الطفولة الجميلة وتجمد كل ما حولي عند تلك اللحظة لحظة سماعي أول مره صوت ..((العصفور)).. و..((الهليوكبيتر)..وتجمدت
وتجمدت معها لحظات الزمان وتجمدت همومي التي تجسدت في ذلك اليوم أن يمضي الوقت سريعاَ وينتهي اليوم الدراسي الأول لأذهب إلى حضن أمي ليتها تجمدت تلك اللحظة ولم تكبر وتتشعب بالأحزان ليت الثواني والدقائق والساعات جميعها تجمدت عند تلك اللحظة لكي أكون الطفلة الصغيرة وللأبد.والآن أترككم مع كلمات أغنية دق الجرس لأنها تذكرني بتلك الأيام ليت الزمان تجمد عند لحظة
دق الجرس...ودق الجرس ...

دق الجرس يلا زوايا المدرسة كلها تنادينا
دق الجرس يلا على السبورة نكتب كل حكاوينا
الحب ,
لحظات اللعب ,
الجد ,
بسمات الشغب ,
واجمل امانينا ,
هذا المكان اللي درى كل التفاصيل
هذا المكان اللي عرف كل شي صاير
نحمي ونخط حروف بين السطور نطور
يبقى الحضر يكتب عمر وسط الدفاتر
نحمي ونخط حروف بين السطور نطور
يكبر معانا عشقنا والعشق ساحر

ضوء نص القمر

عصفورة القلوب