عمان: طناء النخيل في نزوى.. مناسبة اجتماعية سنوية وتقاليد راسخة

[كوكب المعرفة]

/




تُعد ظاهرة طناء النخيل من المناسبات الاجتماعية السنوية التي من شأنها ترسيخ القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية بين الكبار والصغار في سلطنة عمان حيث تعتمد على بيع ثمار النخيل من خلال المزاد العلني بين الراغبين في الانتفاع بها.

وتعد ولاية نزوى من الولايات التي تهتم بهذه الظاهرة وتجد رواجاً كبيراً بين جموع المواطنين باعتبارها إحدى ولايات السلطنة ذات الكثافة العالية لأشجار النخيل وكما هو متبع فإن هذه الحملات تبدأ غالبا في أوائل شهر يونيو مع بداية تباشير القيظ وقرب اكتمال نضج الثمار وتستمر إلى نهايته حيث بدأت يوم الخميس الفائت بطناء أشجار النخيل التابعة لبيت المال والأوقاف التابعة للأهالي والمساجد والأفلاج والتي تقع معظمها على مجاري الأفلاج والطرقات الداخلية للمزارع ومن ثم تنتهي بأشجار المواطنين الذين يرغبون في طناء الفائض عن حاجتهم .
النظام المتبع
ويتحدث عن نظام هذه الحملات لهذا العام غسان بن شيخان بن مرهون السالمي مسؤول الحملة في علاية نزوى قائلا : نبدأ أولا بالإعلان عن الحدث ومكان التجمع والوقت ثم نسند عملية المناداة لبعض المنادين ومن ثم نتبع العادة في الأولوية في الطناء لأشجار النخيل فنبدأ بأشجار المواقيف سواء كانت للمواقيف الخاصة للأهالي أو الافلاج أو المساجد وأضاف: لقد وحدنا الحملة كما فعلنا في العام الماضي بحيث يتناوب على عملية المناداة منادون مختلفون وكذلك من يقوم على عملية التسجيل كل بما هو مكلف به أو منتدب من وكيل الوقف.
وعن مدة الحملة تحدث مسعود بن ساعد الكندي المسؤول عن عملية النداء حيث قال :نحاول أن نغطي جميع الأشجار في منطقتنا في ظرف أسبوع بالكثير ويمكن أن يزيد على ذلك لكي نتيح الفرص إلى الجميع لحضور عملية الطناء كما نحاول أن نركز العملية أكثر في يومي الخميس والجمعة وذلك مراعاة لظروف الموظفين و العاملين في مختلف المهن من حيث عدم تفرغهم في الأيام الأخرى أما باقي مناطق الولاية فلها شأن آخر بحسب ما يتفق الأهالي بها فهي عادة تتبع نفس نظامنا وعادة أخرى تختلف في مسألة الإعلان والوقت إذا كانت الأشجار تابعة لجهة خاصة أو حكومية.
أنواع النخيل
ويقول راشد بن سالم الشريقي: إن معظم أشجار النخيل التي تخضع لعملية الطناء في بداية الحملة تكون من النوع المسمى بالنغال وذلك لأن هذا النوع يتميز ببدء مرحلة الرطب قبل الأنواع الأخرى ثم أن الأشجار المستهدفة في البداية والتي يأتي دورها أول بشكل أساسي وهي الأشجار التابعة لبيت المال والمواقيف التابعة للأهالي والمساجد والأفلاج هي أصلا من هذا النوع من النخيل.
وعن الأنواع الأخرى يقول مسعود بن سالم المصلحي: إن نوع الخلاص يأتي في مقدمة أشجار النخيل من حيث الطلب وذلك لاعتماد الناس عليه في تحويله إلى تمر وتخزينه إلى فصل الشتاء والذي يعتبر ذات جودة عالية علاوة على أسعاره المرتفعة في الأسواق المحلية وكذلك اعتماد مصانع التمور المحلية عليه في عملية الصناعات المختلفة للتمور
الأسعار
أما عن الأسعار فيقول عيسى بن محمد الراشدي : إن أسعار هذا العام هي منخفضة عن أسعار العام الماضي فسعر النخلة الصغيرة في الطول بلغ 20 ريالا وهو ثمن مناسب جدا خلاف العام الماضي الذي وصل إلى 40 ريالا بينما تراوحت الأشجار العالية في الطول بين 4 و8 ريالات وهو ثمن جيد إذا ما قارناه بأسعار العام الماضي. كما أن هناك العوامل التي تتحكم بالأسعار فعلاوة على الثمار الكثيف للنخلة يأتي ارتفاع قامتها والذي من شأنه أن يجعل السعر مرتفعا إذا كانت الشجرة ذات ارتفاع بسيط والعكس صحيح وذلك لان كثيرا من الناس اليوم لا يستطيع تسلق أشجار النخيل لقطف الثمار ثم يأتي سبب آخر وهو مكان تواجد النخلة فكلما كانت قريبة من الشوارع زاد من سعرها لسهولة جلب الثمار والعكس صحيح


الشبكة العربية العالمية: سميح الادهمي




/