حورية البحر

[مفيد نبزو]

.. حورية البحر ..
مفيد نبزو
رآها على شاطئ البحر ، وطلبت منه أن يصورها بعدسته الشعرية ،
فكانت هذه القصيدة للذكرى :
*****
يا من رآها وهي حافية ٌ وبصدرها الشهواتُ تختنقُ
تختالُ فوق الرمل ِ باردة ً والرملُ بالنيران يحترق ُ
في خصرها الأفعى إذا رقصتْ ماذا أقول ُ، وكلها شبق ُ
نزلتْ وعند الشط ِّمذ نزلتْ بالصخر صار الموجُ يصطفق ُ
هربتْ من الأمواج ِغفوتها وكأنَّ فيها الجنَّ تنطلقُ
ما عانقََ ((المايو)) أنوثتها إلا ولوَّنَ وجهها الشفق ُ
أعضاؤها سبحانَ خالقها جسدٌ به التكوين ُ مُتسّقُ
والظهرُ مستلق ٍ يداعبه ُ موجٌ تماوجَ فانتشى العبقُ
يأتي إليها الموج ُ مبتهجا ً ويغم ُّ إذ ينأى ويفترق ُ
فإذا العيون أشعة ٌ عبرتْ سرَّا ً إلى المجهول تخترقُ
يا صوتها يا صوت ضحكتها دعني به ِ يا صاح ِ أنعتقُ
وأذوب مثلَ الملح من ولعي فيطيبُ لي في بحرها الغرق ُ
يا صاح ِ هل في البحر يأسرني عند الغروب الشمسُ والأفقُ
لو لم يكنْ حضنا ً لفاتنة ٍ من صدرها يتحرَّرُ القلقُ .؟!
********

[سعيد محمد البلوشي]

الأخ العزيز مفيد نبزو

شكراً لقلبك على تلك الشامخة التي نُقشت بماﺀ الذهب

لقد أبدعت الوصف هنا

كُن بالقرب

[عبدالله الراسبي]

اخي العزيز مفيد نبزو تسلم على هذه القصيده الرائعه
ابيات جميله جدا ورائعه
ودمت بكل خير وموده
وتقبل تحياتي

[ناجى جوهر]

السلام عليكم
أيها الشاعر مهلا ...
أنت يا أخي عاينت وسمعت.. فطلبت الإنعتاق
ولكنك ذوبتنا مثل الملح بسب ...
وصفك المبهر
وكاننا نرى الموصوف عيانا
ما شاء الله
تهانينا وتحياتنا

[يزيد فاضلي]

...مع كَوْن قناعتي الأدبية الراسخة-أخي المبدع الكريم مفيد-تستهجنُ أيُّما استهجانٍ مُجاوزة التلميح في ترجمةِ مشاعر التعبير عن خلجاتِ النفس وخبايَا عنفوانها تجاه جمالياتِ الأنوثة إلى التصريح الذي لا يُداري-باسم فنيةِ الإبداع أو إبداع الفن-أيَّ مستوًى في الوصف والتوصيف في أنوثة المرأة..ورقة المرأة..وعذوبة المرأة،مُجاراة ًمع مبدأ الرمزيين المعاصرين ( الفن للفن )..وهو الشعارُ الذي يدورُ في أقنومه كثيرون كثيرون،ممن لا تستسيغ ذوائقهم المنفلتة أن توضَعَ هناكَ ضوابط معينة-ولو كانتْ أعرافاً ودينَ مُجتمَعٍ-على اعتبار أن أيَّ ملمَحٍ أخلاقي أو ديني أو عُرفي،يقيدُ حركة الفكر ويَحجر على طاقة الإبداع الكامنة من أن تنطلقَ انطلاقتـَها الحرة الحقيقية...

ومع كوْن قناعتي-أخي المبدع-أن ترجمة العنفوان الشعري لدوحة الأنوثة ممكنٌ أن يتم-فنيًّا وجماليا ودراماتيكيًّا،بل ويمكنُ أن يرحلَ في عنفوان الوصف إلى أقصى نرجسياتِ الإلهام-وليسَ بالضرورة أن يكون بـلغةِ ( العريس والعروس ) و ( الليلة الحمراء والظلماء ) و ( المايوه ) و( بصدرها الشهواتُ تختنق ) و..و...وما اشتـُقَّ عن هذه الألفاظ والعباراتِ أو تفرَّعَ عنها..

مع كون قناعتي الأدبية المبدئية هي هذه-في غير أن أفرضها على الآخرين-والتي صارتْ مع التجربة وتلاحق الأيام تتأكدُ عندي دائماً،إلا أنني لن أخفي أبداً إعجابي وإكباري بصنعتِكَ الشعرية في رصْفِ المبنى على المعنى..في قدرتِك الملحوظة على تغزير اللفظِ في اتجاه الحبكة الشعرية وتطويعه في قالبٍ فنيٍّ،لا ينبو فيه زحافٌ من علةٍ أو ترفيلٌ عن قافيةٍ...وهذا في حد ذاته إبداعٌ لا تـُغمَط القصيدة فيه...

سَجلْ-سيدي-حضوري وإعجابي البنيَوي في ما نثرتْ قريحتـُكَ هنا-على اختلافي معكَ في الوسيلة التي عبرتَ بها عن الأنوثة-ودمتَ بيننا مبدِعاً متألقاً...

[كعواش عائشة]

شكرا لك اخي مفيد على الوصف الجميل ..... وأذوب مثلَ الملح من ولعي فيطيبُ لي في بحرها الغرق ُ ... تمثيل بديع متعدد الصور ... وكل ما سيقال فيها لن يزيدها فقد اكتملت معنى و مبنى ... ودمت مبدعا

[سعيد الخيال]

لك تحيه

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيقول الشوكاني رحمه الله في تفسيره لهذه الآية وهي قول الحق سبحانه: مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (قّ:18)، أي ما يتكلم من كلام فيلفظه ويرميه من فيه إلا لديه، أي ذلك اللافظ، رقيب، أي ملك يرقب قوله ويكتبه، والرقيب الحافظ المتتبع لأمور الإنسان الذي يكتب ما يقوله من خير وشر، فكاتب الخير هو ملك اليمين، وكاتب الشر ملك الشمال. انتهى.

وليست هذه الكتابة خاصة بالقول فقط، وإنما شاملة للفعل أيضاً، قال ابن كثير في قوله تعالى: إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (قّ:18): أي إلا ولها من يرقبها معد لذلك ليكتبها، لا يترك كلمة ولا حركة كما قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ*كِرَاماً كَاتِبِينَ*يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (الإنفطار:10-12). انتهى.

واختلف العلماء هل يكتب الملك كل شيء من الكلام أم أنه لا يكتب إلا ما فيه عقاب وثواب؟ قال القرطبي في تفسيره: قال ابن الجوزاء ومجاهد يكتب على الإنسان كل شيء حتى الأنين في مرضه، وقال عكرمة لا يكتب إلا ما يؤجر به أو يؤزر عليه، وقيل يكتب عليه كل ما يتكلم به، فإذا كان آخر النهار محا عنه ما كان مباحاً نحو انطلق اقعد كل مما لا يتعلق به أجر أو وزر.

وذكر ابن كثير أن ظاهر الآية العموم. والله أعلم.


وانا استنكر على المشرفين اذ لم يصدر منهم تجاهك غير المديح والثناء

الا يستنكر يا اداره على تلك الاوصاف