روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,978
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,213عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-03-2016, 01:40 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي قصة سارة

ن
شأت سارة في بيت يحيطه الحب، ويحتويه الأمان في ظل والديها الكريمين، وأخيها الذي يكبرها بسنتين، وكانت أسرتها أسرة بسيطة محافظة، وقد نالت في هذه الأسرة الكثير من الحرية والاهتمام والحب والتقدير، دخلت المدرسة الابتدائية وهي مفعمة بالطموح، وهي تشعر بأن العلم هو الذي كان ينقصها، حتى تكون أكثر إشراقا وتميزا، ومرت السنوات، وتعاقبت الفصول، حتى وصلت إلى الصف الثالث الإعدادي( التاسع)، فتقدم ابن عم أبيها خاطبا لها لولده الذي كان يكبرها بخمسة أعوام، لم يعترض والدها، على هذه الخطبة، بل رحب بذلك كل ترحيب، فلم يكن هذا الأمر عجيبا بالنسبة لأهل القرية في ذلك الوقت، لم تكن سارة مهيئة اجتماعيا ولا نفسيا لتقبل أمر الزواج على الرغم من انها كانت تميل عاطفيا إلى ذلك الفتى الذي تربى معها، ونال حظوة كبيرة عند أمها وأبيها، إلا أنها أصرت على إكمال دراستها، موظفة كل طاقاتها من أجل العلم، فاتفق الجميع أن تظل الخطبة قائمة حتى الانتهاء من الدراسة، عمل هذا الأمر على زيادة تعلق سارة بابن عمها، وما فتئ فؤادها يخفق بحبه كلما تقدم الزمان بها، ولكنها لم تسلم من عروض علاقات حب من آخرين، فكانت تردهم وبشدة متفاخرة أنها مخطوبة لابن عمها الذي أنهى الدراسة الجامعية وبدأ الحياة العملية بالفعل، ومن بين هؤلاء شاب ذكي من أسرة طيبة كان يدرس معها في المدرسة المختلطة، حيث لاحظت شدة اهتمامه بها لزمن غير قصير، وكان يتعمد المرور كل مساء على الشاطئ الذي كانت تجلس عليه هي وصديقتها، يوميا؛ حتى يظفر بنظرة خاطفة، وذات يوم بعث إليها بظرف أيض اللون، وفي داخله، بطاقة تحمل صورة سفينة تقطع البحر، مكتوب على ظهرها، مدى حبه وتعلقه بها، حتى نصحه صديقه بضرورة الكتابة؛ حتى لا يظل معلقا بحبل الهوى طويلا وبدون جدوى، أكبرت منه هذا السلوك المهذب وردت برسالة تحمل إليه فيها رفض هذه العلاقة؛ مبررة ذلك بخطبتها لابن عمها، وانتهت الدراسة الثانوية، وطمحت في الدراسة الجامعية، وحبها لابن عمها يزداد يوما بعد يوم مع حرصها الشديد على عدم البوح بهذا الحب، وكانت تلمح في عينيه كذلك الحب والتقدير، وتتلمس ذلك فيما يكتب من قصائد، وما يرسم من صور، فكانت تعيش بذلك في سعادة غامرة، كما جاءت إليها الدراسة الجامعية بعاشق جديد، كان المسكين يتعمد القدوم مبكرا قبل زملائه؛ لعلمه بوصولها مبكرة إلى الصف الدراسي؛ حتى يملأ عينه بنظرة يطيب بها قلبه، فبدأت تدرك ذلك؛ مما أثار مخاوفها وقلقها، فاتفقت مع صديقتها الحميمة، على خطة تدفع بها هذا الشاب، وتصرفه عن هذه العلاقة، وفعلا وصلتا مبكرتين قبل الجميع، ثم دخل القاعة وبدأتا في تنفيذ الخطة؛ حرصا على مشاعره، فبدأت صديقتها ترفع صوتها مهنئة لها ومباركة خطبتها، وقرب وقت زواجها، فما كان منه إلا أن دفع بالكرسي بعيدا، مرتطما بالجدار، وولى خارجا من قاعة الدرس، انقطع عن الدراسة فترة ثم عاد من جديد بفضل زملائه، وقد خشيت أن تكون سببا في ضياع مستقبله، وخاصة أنهم كانوا في السنة الأخيرة ، فعندما عاد ارتاحت نفسها وحمدت الله تعالى.
بعد التخرج في الجامعة، حانت لحظة القرب والوصال، فبدأت الافكار تروح بها وتغدو جيئة وذهابا، وبدأ القلق والأرق يتناوبان عليها، حتى ذات مساء، حيث سمعت رنين جرس الهاتف( الهاتف الثابت)، فرفعت السماعة متفاجئة بصوت غريب، بدأ مكالمته ببعض أبيات من شعر الغزل، انفعلت مع الموقف وبدأت توبخ المتصل وتقرعه، ولكن صوته كان يعلو على صوتها، فاغلقت السماعة سريعا، وتولت غاضبة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فقد كرر الاتصال مرارا وتكرارا، معللا ذلك بأنه يحبها كثيرا ولا يمكن أن يتخلى عن هذا الحب، مرت عليها أيام وليال رهيبة خوفا من علم أمها وأبيها بما يحدث، وذات يوم رن جرس الهاتف من جديد وكانت في أشد حالات الضيق والغضب فبمجرد سماع صوته، انهالت عليه شتما، ولكنه قاطعها قائلا ماذا تريدين من فلان الفلاني وأخذ يسهب في وصفه، قاصدا ابن عمها بصورته وهيأته، وهنا أيقنت انه يعرفها ويعرف ابن عمها وأين تسكن، فازدادت حدة معه، فما كان منه إلا أن توعدها بسحر يحول حياتها إلى جحيم، فأغلقت السماعة بعد ما قالت له افعل ما شئت، فإن الله معي يحفظني من شرك.
شغل هذا الامر فكرها كثيرا وخافت من أن يصدق في وعيده، وفعلا تقدم ابن عمها بعد وفاة أبيه خاطبا، فكانت المرة الأولى التي تراه فيها متجهما، عابس الوجه، يشعر بالضجر، فما هي إلا ساعة من الزمان حتى تلاشى كل شيء رسمت له، في حياتها مع ابن عمها، فكان اعتراضه على المهر ولم يكن مكلفا، ورفضه لخروجها إلى العمل.
بعد هذه الصدمة العاطفية الرهيبة وقعت سارة فريسة المرض، لدرجة أنها لم تعد تخرج من البيت، ولا تتناول شيئا من الزاد إلا استفرغته، وبدأت تشعر بدنو الأجل، وتفكر كثيرا في الموت، انقضت الإجازة السنوية، فاستجمعت قواها وقررت أن تعود للحصول على شهادة الدبلوم التربوي، ليتهيأ لها العمل كمعلمة في مدارس الولاية، بعد حصولها على الليسانس في اللغة العربية وآدابها، ومضت تلك السنة مريرة ثقيلة وخاصة بع زواج ابن عمها من أخرى، ووفاة أبيها في حادث سير أليم.
اختفت الأحلام وحلت الأوهام، واختفى ذلك الصوت المشؤؤم، وبدأت الحياة العملية، محاولة تناسي ما حدث ولكن لا فائدة، وبعد ثلاث سنوات تقدم لخطبتها رجل وافقت عليه بعد أن صلت صلاة استخارة، وبدأت من جديد مع رجل جديد، وجدت فيه من المميزات ما يستوجب التفكير في موضوع الارتباط به، على الرغم من أنه كان رجلا سبق له الزواج من قبل، في وقت تقدم لها فيه آخرون فرفضتهم، لحكمة لا يعلمها إلا الله تعالى، وتم الزواج وبدأ مفعول السحر يعمل من جديد في حياتها، ولكنها لم تستسلم، وقررت أن تكون أقوى من أي باطل، وتقبلت الحياة بحلوها ومرها، صابرة محتسبة، قانعة بما قسم الله لها، وما زالت تتعثر حينا وتقوم حينا والعمر يمضي بين دمعة وابتسامة.
أم عمر

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 23-03-2016 الساعة 05:37 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25-03-2016, 11:24 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي



ما شاء الله
تبارك الوهّاب
أستاذة عائشة الفزاريّة
الذي وهبك هذه الموهبة الفذة في سرد وبناء
حبكة قصصية رائعة ورفيعة المستوى، جديرة بالتأمل
لقد قرأت النص كاملا دون إنقطاع، وذلك لتلاحق
المحفّزات والأحداث المثيرة. ما شاء الله
قصّة تحمل اللمسة التراجيدية بكل مبناها ومعناها
خاصة عندما تستمرّ المعاناة إلى ما لا نهاية:
(وما زالت تتعثر حينا وتقوم حينا والعمر يمضي بين دمعة وابتسامة)
ومن وجهة نظري فإن بطلة القصة سارة قد أخطأت خطاءا فادحا
عندما تكتّمت على مغازلة الفتى وملاحقته لها بذريعة الحب
فصمتها ذاك أوحى له بالإستمرار في التعلُّق بها ومواصلة التقرّب منها
ولو أنّها أطلعت والديها على سلوكه وعبثه ـ لأنه يعلم أنا مخطوبة ـ
لكانت لهم وقفة تمنع إنزلاقه إلى هاوية العشق المجنون
ولأنهت إرتباطه بها، وإن كان حبا وتعلُقا من جانبٍ واحد
فعندئذ ستتمكّن مع أهلها من صدّ سحره وشعوذته
القصة على قمّة الإبداع القصصي
تجلّت فيها مجمل عناصر القصة الناجحة
أتمنى لك المزيد من النجاح والتألق
والف الف شكرا على إمتاعنا بهذا السرد الراقي
وتقبّلي بالغ تقديري وإعجابي وإحترامي
وأجمل تحيّاتــي


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-03-2016, 10:36 PM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي

رائع كما تعودنا أخي ناجي جوهر، وكل حركاتك بركات، شاكرة لك مداخلتك الثرية، المشرقة.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:07 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية