روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,532ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,793ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,293
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,498عدد الضغطات : 52,277عدد الضغطات : 52,380

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 16-09-2012, 11:23 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

(11)

صدمتان قويتان تلقاهما في ثوان قليلة من امرأتين، إنه مازال يقف مكانه بلباس المستشفى والناس تغدو وتروح من حوله وهو واجم، وفجأة كأن شمساً اشتعلت في دماغه، وانقلب وجومه فرحاً غامراً.......تذكر ردة فعلها حين قالت لها تلك المرأة أنه زوجها، لقد بكت، ومالذي يبكيها إلا أنها تحبّه كما يحبها......عاد له إحساسه بالحياة، تمنى لو أن أحداً لا يراه لكان قام بحركته المعتادة حين يحسّ بمثل هذه النشوة، منذ طفولته تعود أن يتخيل أنه يقود سيارة ويحرك رجليه كأنه يدير عجلاتها الخلفية ثم ينطلق للأمام بسرعة كبيرة مصدراً من فمه صوت "أننننن....آآآآنننن".
خرج للخارج ليكتشف أنهم أحضروه لمركز أصيلة الصحي، انتظر عند الباب لعل أحدهم يأخذه في سيارته للأشخرة......وطال انتظاره حتى قاربت الشمس على الطلوع، لمحه سائق سيارة الإسعاف وهو خارج فتوقف له، ومن حسن حظّه أيضاً أنه كان ذاهباً للأشخرة ليشتري حشائش لأغنامه. عندما أخبره بذلك تفتق ذهن حميد عن فكرة عبقرية ليجد محبوبته........لقد حسبها كالآتي.....أنا أحبها، وهي تحبّ عنزتها......وعنزتها تحبّ الحشائش......

وصلا بسيارة الإسعاف للأشخرة وتوقفا عند مظلة في وسط البلدة عند امرأة تبيع الحشائش، شكر حميد السائق وتظاهر بأنه يساوم على شراء سمكة من أحد البائعين، وحين ذهب السائق توجه للمرأة واشترى منها حمل حشائش وحمله على كتفه لمظلته على شاطئ البحر.......كانت خطته تقضي بأن يستدرج تلك العنز الأثيرة عند الحسناء لتأكل ومن ثم يحتجزها حتى تأتي تبحث عنها، وحينها سيشرح لها ما حصل، وسيقسم لها بجمال عينيها أنه لم يتزوج قط......وأنه أسير غرامها....

بقي طول الصباح يصاحب خيالات معشوقته الجميلة ويعد لها معسول الكلام، وخلال ذلك لم تقترب من مكانه أي عنز رغم أنه نثر بعض العيدان حول المظلة ورفع حزمة الحشائش على المدخل بحيث ترى من بعيد........بعد طول ملاحظة رأى أن الأغنام تساير شارع الإسفلت وترعى بجواره دون الإقتراب من الشاطئ.......تذكر ما فعله بالأمس مع الأغنام حين طردها وتوقع أنها تخاف من الاقتراب الآن، فكّر كيف يمكنه أن يجذبها مرّة أخرى.......واتته فكرة.......

بحث عن قطعة كرتون بيضاء ورسم عليها رجلاً يقدم حشائش لعنز، ثم رسم تحت ذلك سهماً، ثبت الكرتون على قطعة خشب وغرزها على الشارع العام في طريق الأغنام وجعل السهم يشير لمكانه على الشاطئ. لا حظ أن الأغنام تقف بجانب اللوحة لكنها لا تتبع السهم، بل تمضي في طريقها.......لقد تذكّر أمراً مهماً للغاية، تذكّر أنه لم يكتب أن الحشائش مجانية......أسرع وكتب تحت الصورة "عرض خاص: الحشائش مجانية للإناث المنجبات حديثاً"

أعلم استغراب البعض مما فعله هذا العاشق، لكن تذكروا أنها سلبت كل لبّه ولم يعد عليه من عتب.

لم تجدِ اللوحة الإعلانية التي وضعها نفعاً، واقتربت شمس ذلك اليوم من المغيب وعيناه لا تفتئان تتقلبان بين النظر للشارع في انتظار العنز، والنظرللشاطئ عسى أن يلمح خيال حبيبته. بقي جزء قليل من قرص الشمس فوق الأفق، أحسّ بخفقان قلبه يزداد ........ إنه يخشى من مواجهة الشعور باليأس، ويخشى الشعور بالوحدة اللامتناهية بعد أن ملأ حبّها كل شيء.......

بيد مرتجفة خائفة يخرج مفكرته، وقبل أن يخط حروفه سمع من خلفه صوتاً......خفق قلبه أقوى خفقه فرح في حياته، كان صوتها المتماوج هو الذي ينادي....

-يا هذا....

إلتفت وقد غابت شمس الدنيا من الغرب، لكن شمس روحه أشرقت ما بينه وبين البحر من الشرق، وقف وهو يحسّ أنه صغير جداً أمامها، كانت على مقربة منه، وكان خلفها فتاة أخرى تحمل رضيعاً.......لم يهتم هو لسواها، لكنها أشاحت عنه بعد تلاقي عينيهما، وارتسمت على وجهها مسحة حزن......قالت

-هذه أختي جاءت لتشكرك.

-أنا أنتظرك طوال اليوم، كدت أموت من الخوف أن لا أراك.

-لا أريد سماع أي شيء......ولم أكن لآتي لولا أختي أصرّت أن تشكرك.

-ولماذا لا تريدين أن تسمعي منّي......هل صدّقتِ تلك المرأة عندما قالت أنها زوجتي؟!

-ولماذا تكذب سيدة مثلها بهذا الشأن، بلغها سلامي على كل حال.

تركته جملتها الأخيرة في حيرة.....كان يبحث عن نقطة يبدأ منها الدفاع عن نفسه، لكنها لم تمهله كثيراً وقالت

-أختي جاءت تشكرك على ما قدمته لها البارحة.

-تشكرني على ماذا؟!.....أنا لم أرها من قبل!

-بلى....رأيتها....وساعدتها في وضعها لصغيرها.

-آهـ......تقصدين أن العنز عنزها وليست عنزكِ.

-لا.....أنت لم تفهم بعد....أختي هي التي وضعت وأنت ساعدتها على ذلك وهذا هو صغيرها بين يديها.

-لكن.....لكن.....هل.....هل....

فيما كان يكنكن ويهلهل وعيناه متسعتان على آخرهما كانت الفتاتان تتبادلان الإبتسام، وانطلقت من فم الحسناء ضحكة خفيفة وهي تولي وجهها للبحر، أما اختها فقد تصنعت بعض الوقار وقالت له

-أشكرك كثيراً على ما فعلته من أجلي ومن أجل ابني.......قل لي هل أنت فعلاً متزوج؟!
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة بيت حميد ; 16-09-2012 الساعة 11:31 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:28 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية