روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,532ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,793ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,293
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,498عدد الضغطات : 52,277عدد الضغطات : 52,380

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 13-09-2012, 11:07 AM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي


(9)

ما أعجب حال العاشق!، لقي نسي تعبه وجوعه وها هو يمشي على الشاطئ في الإتجاه الذي ذهبت فيه معشوقته، أي ابتسامة حالمة تعلو شفتيه، ينعكس ضوء القمر في عينيه البراقتين بسعادة تكفيه لو عاش ألف عمر ......... مشى لمسافة طويلة، كان يحس بالريح الباردة نسيماً عليلاً......كان يتخيل أن نسيم الريح مرّ بها وتعطّر من رائحتها، كان يعبّ منه قدر ما تتسع رئتيه.

دعوني أقول كلمة حق هنا، بقدر ما قرأت من كلام العشاق إلا أني كنت أعتقد أنهم يبالغون، لكن ما أراه أمامي يثبت لي أن العشق يفعل الكثير الكثير.

إنها الساعة الثامنة والنصف ليلاً، وهو مازال يمشي على إثرها، كان يقف كلمّا تخيل أنه سمع ثغاء عنز، مرّ بكل قوارب الصيادين المقلوبة على الشاطئ يفتش بينها لعله يجدها، لم يتحرج أن يتجه لإحدى العائلات التي كانت تتناول العشاء عند إحدى المظلات.......في البداية ارتاعوا من منظر الدماء على ثيابه، ثم لمّا تكلم ليسألهم عن فتاة جميلة تحمل جدياً صغيراً وتتبعها عنز ظنّوا أنه مجنون وطلبوا منه الذهاب.......لم يأبه لهم على الإطلاق وواصل السير.

بعد السير لأكثر من ساعتين انقطع الشاطئ الرملي ووصل لجرف صخري، لكن أي جرف صخري هذا الذي سيصدّ عاشقاً عن معشوقته.....هكذا قال لنفسه وهو ينظر للجرف المرتفع.......وبدأ بتسلق الجرف، كان ينزلق أحياناً على الصخور الملساء، أصيب ببعض الخدوش في ساقيه.....لكنه واصل الصعود. عند منتصف ارتفاع الجرف بدأت ساقيه تتهاوى من الجوع ومن التعب الذي لم يكن يشعر به قبل الآن. عند محاولته القفز من على أحد الصخور سقط ، حاول النهوض لكن قدماه لم تطاوعاه......قرر إراحتهما لوقت قصير والتأمل في القمر أثناء ذلك لعله يرقّ له ويخبر الحسناء عن حاله.

جلس واستند لصخرة ووجه وجهه للقمر، أغمض عينيه مستشعراً خيوط الضوء على وجهه.......وهو مغمض العينين أحس بخفوت ضوء القمر، فتح عينيه ليرى تصاعد سحب الضباب من البحر، بعضها كثيف يحجب الضوء، وبعضها شفاف يسمح بمرور الضوء الذي يتراقص على الأمواج، وأحياناً تنقشع السحب فتمتلئ الدنيا بالنور.........القمر والأمواج والسحب والريح أحس أنهم علموا بعشقه، وأنهم يحيون حفلاً خاصاً له بتلك المناسبة. ما أثار استغرابه واندهاشه هو نقطة محددة في البحر، لم تكن تلك النقطة تبعد كثيراً عن الشاطئ، العجيب فيها أنها كانت مضيئة دائماً حتى عندما يحتجب القمر وراء سحابة داكنة.

قليلاً قليلاً بدأ يتضح له صوت سيارة تتقدم نحو حافة الجرف من الأعلى، اقتربت السيارة من الحافة حتى تمكن من سماع صوت دوران الإطارات على الأرض الصخرية، للحظة خشي أن السائق غير منتبه وأنه قد يهوي بسيارته فوقه. توقفت السيارة ونزلت منها أقدام تخيل أنها تقترب من بعضها.......كانا رجل وامرأة، بالطبع لم يتعمد هو استراق السمع ولم يشأ كذلك أن يزعجهما.....وقفا للحظة في صمت ثم قالت المرأة تخاطب الرجل

-قل لي كلاماً جميلاً، أريد أن أحس أني مميزة.

كانت تقول ذلك في دلال وهي تعبث بقطعة حلي تزيّن جيدها، هكذا تخيل ........أجابها الرجل

-أمهليني قليلاً حتى.........

لم يستطع الرجل إكمال جملته، فقد انهارت به الصخرة التي كان يقف عليها ومرّت به الصخرة منزلقة بالقرب من حميد متجهة لأسفل الجرف.......دوّت صرخات المرأة من الأعلى وهي تستغيث، ويبدو أنه كان هناك غيرهم فوق الجرف فهبّ بعض الرجال بسرعة للنزول بحثاً زوج المرأة المسكينة، أخذت حميد المفاجأة ولم يعرف ما يفعل سوى محاولة إخفاء نفسه عن الرجال مخافة أن يتهمه أحدهم بالتلصص .......لكن أحدهم لمحه وصاح بالآخرين

-تعلوا.....هنا.....لقد وجدته.

وأسرع الجميع ناحيته وهم يحسبونه زوج المرأة الذي سقط من الجرف، أمسكه كل واحد من طرف وهم يحاولن سحبه للأعلى، كان يتأتأ بالكلمات وهو يحاول أن يشرح لهم أنه ليس من يبحثون عنه........لكن من سيستمع له حينها؟!.....صاح أحد الرجال برجل آخر في الأعلى

-إنه مصاب.....ثيابه كلها دماء....لابد من نقله للمركز الصحي.

كانوا عنيفين جداً وهم يسحبونه فوق الصخور للأعلى، تمنى أن ينتهي هذا الموقف بأي شكل فلزم الصمت وهو متأكد أنهم سيكتشفون خطأهم عندما يصلون للأعلى، لكنهم لم يمهلوه......بمجرد صعودهم وضعوه في سيارة الرجل المسكين وركبت الزوجة بجانبه على الكرسي الخلفي وهي تبكي، قاد أحدهم السيارة وأسرع باتجاه المركز الصحي.

الزوجة المسكينة كانت تضع رأسه في حجرها، وهو قد أخذ منه التعب كل مأخذ، استشعر الدفء في السيارة وليونة حضن المرأة......شعر بالنعاس يداهمه، آخر شيء يذكره هو أن المرأة أضاءت مصباح السيارة الداخلي ونظرت لوجهه، ويا للعجب فقد توقف عن البكاء وتبسمت وعينيها تمتلئ بالسعادة.

أفاق ليجد نفسه على سرير طبي وإبرة محلول التغذية مغروسة في يده، أدرك أنه في مستشفى، من وراء الستار الفاصل سمع أصوات مختلطة، تذكر ما مرّ به البارحة فلم يستطع استيعابه ....... لابدّ أنه حلم، لابد أني من التعب سقطت من على الجرف وأنقذني أحدهم وأما باقي الأحداث فلا شك أنها حلم.....هكذا كان يخاطب نفسه.

لكن يا للعجب، فقد دخلت تلك الزوجة عليه وهي شديدة السعادة، تفرسّ في المرأة.....كانت تبدو في الخمسين من عمرها ومع ذلك كانت ماتزال نضرة وجميلة، لم تقل شيئاً وكأن الخجل كان يغلبها حين تريد الكلام. ثوان ودخل الطبيب، أفسحت المرأة المجال له وهي لا تزال تأكل حميد بعيونها المتسعة......قال الطبيب

-كيف حالك الآن يا سعيد؟

-أنا بخير أيها الطبيب......لكن اسمي هو حميد وليس سعيد.

-حميد!!!....زوجتك تقول أن إسمك سعيد!.....قال الطبيب ذلك وهو يلتفت للمرأة.

-زوجتي!!! من زوجتي؟ أنا لست متزوجاً أيها الطبيب.

-ماذا!!! أليست هذه زوجتك؟!؟!؟.

-لا أيها الطبيب.....قلت لك أني لست متزوجاً.

تغيّر شكل المرأة وبدا عليها الحزن وبدأت الدمعات تتقاطر من عينيها......قالت وهي تجهش بالبكاء

-الآن تنكرني......الآن تتنكر لي يا سعيد...

وانهارت المسكينة على كرسي في الزاوية تغطي وجهها بعبائتها وهي تبكي بشدة. كان الطبيب يقلب نظره بين حميد والمرأة، ثم قال معاتباً حميد

-كيف تنكر أنها زوجتك وهي التي جاءت بك للمستشفى وكانت تجلس بجانبك طوال الليل؟!؟!.
ثم توجه للمرأة واقترب منها وكأنه يسر لها بالقول

-هل صحته النفسية على ما يرام؟

-أخجل أن أتحدث بكل شيء أيها الطبيب، لكني سأخبرك.......كانت إحدى صديقاتي قد نصحتني بأن أذهب بزوجي لشاطئ البحر، وقالت إن الهواء المنعش سيعيده مثل شاب في العشرين، لكن كما ترى.....فعندما عاد شاباً ها هو ينكرني......ما أتعس حظي حين أخذت بنصيحتها، لو كنت أعلم لرضيت به على حاله.
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 13-09-2012, 08:10 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحيده كالقمر مشاهدة المشاركة
هههههههه
حقيقة لا استطيع ان اكتم ضحكتي فالموقف يدفعني للضحك
ياللمسكين ماهو حاله الان......

نعم انك مبدع ياخي...ولديك خيال واسع ومتعمق
حقيقية متعطشين للتكمله ...
دائما تحسن اختيار مكان الوقوف....لتجبرنا على انتظار التكمله
باركك الله يا مبدع
دعواتنا لحميد المسكين ولمصابه الجلل هع
شكرا لكِ أختنا وحيدة
__________________
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 15-09-2012, 11:00 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

الصراحة لابد ان تكملها لنا اليوم
فأنا متشوقة جدا لمعرفة نهاية هذا المسكين هههه
من ناحية ادبية لازال اسلوبك منفرد في سهولة الكلمات ومناسبتها للموقف
كل التحايا العطرة لك
__________________
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 15-09-2012, 01:25 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات مشاهدة المشاركة
الصراحة لابد ان تكملها لنا اليوم
فأنا متشوقة جدا لمعرفة نهاية هذا المسكين هههه
من ناحية ادبية لازال اسلوبك منفرد في سهولة الكلمات ومناسبتها للموقف
كل التحايا العطرة لك
قد أعطيتني فوق حقي أيتها الكريمة.....جزاكِ الله خيرا
__________________
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 15-09-2012, 01:26 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي 10


(10)

ثم انخرطت الزوجة المسكينة في نحيب وبكاء عميق جعلت كلاً من الطبيب وحميد يشفقان عليها، إلتفت الطبيب لحميد بنظرة وكأنه يستعطفه بشأنها......في الحقيقة لقد بدأ هو أيضاً بالتعاطف معها، إنه الآن يفكر كالآتي....مسكينة، هل يجب علي مسايرتها لبعض الوقت......فقط حتى تتقبل الواقع، لا شك أني سأحضى بليلة دافئة وعشاء دسم......وفي الصباح سأعود للبحث عن تلك الجميلة.

مالذي دهاه ياترى، بالتأكيد هذا جنون، اللهم إلا إذا كانت الأنوثة المتوقدة لهذه المرأة ولمحات الجمال المتبقية على وجهها أغرته، ومن معرفتي به أستطيع القول أنه شديد الضعف أمام النساء.......بالطبع سيبرر الأمر لنفسه وسيقول لها أنه إنما يسدي خدمة إنسانية .......هذا وهو الذي جاء في الأصل ليتصالح مع نفسه وها هو يمعن في خداعها في أول فرصة.

حدثت جلبة بالخارج، علم الطبيب أن حالة طارئة جديدة وصلت فاندفع تاركاً حميد لوحده مع الزوجة المنتحبة، كانت تبكي وتذكّره بالأيام الخالية التي قضتها معه، بالطبع هي مازالت تظنّ أنه زوجها الهرم الذي أعاده هواء البحر شاباً.....كان يستمع لها وينظر دون أن يتفوه بكلمة، وقفت المرأة وهي تمسح الدموع عن وجنتيها الحمراوين وكأنها تهمّ بالخروج، كاد قلبه يتقطع عليها......استمهلها قبل أن تزيح الستارة وتخرج

-انتظري، إلى أين ستذهبين؟!

-ماذا يهمّك من أمري الآن بعد أن عدت شاباً ونسيت أني أنا كنت السبب في ذلك، أخبرني ......هل ستتزوج غيري الآن؟.....كيف نسيت عشرتي معك؟!......أقسم أني سأذهب لنفس المكان الذي كنّا فيه وسألقي بنفسي كما حدث لك، سأعود شابة صغيرة وسأطلب الطلاق وأبحث لي عن زوج آخر، وسأحرص أن يكون أكثر وسامة منك.

-لا .....أرجوك لا تفعلين......هيّا خذيني معك للبيت، ما هو اسمكِ؟......يبدو أن الأمر أثر على ذاكرتي فلم أعد أذكر.....سامحيني يا عمري.

انفرجت أسارير المرأة بشدة وأسرعت لتجلس على الكرسي بجانب السرير وتحتضن يديه بيديها.......قالت بعد تنهيدة وصلت لأعماق أعماق صدرها

-عرفت أنك تتدلل عليّ، ويمكنك أن تتدلل كما تشاء.......سنجدد حبّنا يا حياتي.

ألم تلاحظوا شيئاً؟!......هو حتى لم يخبرها عن زوجها المسكين الذي مرّ بجانبه على الصخرة المنزلقة من أعلى الجرف، ولم يهتم لما قد يكون حصل له، ومع هذا يدعي الشفقة بالمرأة من أن تلقي بنفسها.......

بعد أن ضمت يديه لصدرها وطبعت عليها وبلاً من القبل الحرّى قالت

-لا داعي لبقائنا هنا الآن، لقد أعددت العشاء قبل أن نخرج وأشعلت البخور في غرفتنا......كنت أعرف أننا سنقضي ليلة مميزة.

ما أسرع ما اعتدل في جلسته ونزع الإبرة من يده، ثم تصنع قليلاً ليلقي برأسه على كتفها وهو ينزل من على السرير، ويداً بيد خرجا بعد أن أزاحا الستار ........ سارا باتجاه إحدى الغرف التي كان ينبعث منها صوت الطبيب مختلطاً بأنات مصاب ليخبراه بخروجهما، وقبل أن يصلا للباب خرجت منه فتاة كأنها الشمس أو القمر، وما كادت عيناها تقع في عيني حميد حتى تسمّرت وذبلت رموشها خجلاً، وأزهرت في ثغرها نجوم متلألأة.........لقد كانت فتاته التي يبحث عنها.....
أصابته المفاجأة بعطل في كهرباء جسمه، تجمد ....ثم أصيب برجفة مزلزلة، كانت ركبتاه تصدر صوتاً غريباً .....تك تك تك.....

قالت الفتاة بأدب وعفّة

-سلامات......مالخطب....أرجو أن يكون الأمر بسيطاً!!!

ولمّا لم يجب عليها إلتفتت للمرأة التي كانت تمسك بيده وقالت لها

-أنتِ أمه يا خالتي؟!

-أمه!!! هل ترينني عجوزاً منعكفة الظهر؟!.....أنا زوجته ......يا....يا خالتكِ.

تغيرت ملامح الفتاة واصفرّ لونها، وكادت شرارة عينها أن تحرق عينيه وهو لا يعرف ماذا يقول........اقتربت الفتاة من المرأة وكأنها تريد إغاظتها وقالت

-اعلمي يا خالتي أن زوجك تحدث لي وقال أنه غير متزوج.......احفظي زوجك عن بنات النـ........

لم تستطع تلك الحسناء حتى أن تكمل كلمتها الأخيرة، واغرورقت عيناها الجميلتان بالدمع، استدارت للخارج بخطاً واسعة ورأسها للأسفل........كان حميد قد أقدم على اللحاق بها لولا أن المرأة التي بجانبه شدّته إليها بقوة جبل، ثم أمسكت بصدر ثوبه وهي تصرخ بغضب

-قل لي أين التقيت تلك الفتاة ومتى التقيتها......؟!؟!

في تلك اللحظة بالضبط خرج الطبيب من الغرفة وهو يساعد رجلاً على المشي، لم يكن الرجل سوى زوج المرأة المسكين الذي انزلق من على الجرف الصخري ووجدته الفتاة الحسناء وأتت به للمركز الصحي، كان مصاباً بالخدوش في كل أنحاء جسده. عندما وقع بصر الزوجة على زوجها الحقيقي أصابها الإرتباك للحظة ثم تداركت الأمر بسرعة..... أطلقت حميد من يدها وهي تقول له

-يا خسيس............أنا في مثل عمر أمك......هل ترضى أن يعاكس أحد أمك؟!

وأسرعت لتمسك بيد زوجها وهي تبكي وتخبره عن قلقها الشديد عليه وتحمد الله على سلامته
__________________
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 15-09-2012, 10:53 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وحيده كالقمر مشاهدة المشاركة
الابداع يرسم ملامح الرقي هنا....
قصة مهما امتدت بها الاحداث...
الا انها تضل متماسكه ...ومشوقه...
واصل باركك الله ...فنحن متابعون معك...
جزيتِ الجنة أختنا الطيبة
__________________
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 16-09-2012, 07:36 AM
الصورة الرمزية أمل فكر
أمل فكر أمل فكر غير متواجد حالياً
شخصية مهمة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 297

اوسمتي

افتراضي

ههههه ^^

مواقف جد رائعة..

ننتظر الأجزاء التالية بشوق، أسلوب ممتع ومبدع.

تقديري^^
__________________
رزقني الله سبحانه بنعمة اسمها فلذة كبد
اللهم أحفظه لي"


"كم أتباهى وذاكرة لهذا الحب الرباني"..
اللهم أسألك حبك وحب من يحبك
وحب عملٍ يقربني لحبك
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 16-09-2012, 09:46 AM
رحيق الكلمات رحيق الكلمات غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الدولة: في قلوب أحبتي أحيا بصمت
المشاركات: 2,212

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيت حميد مشاهدة المشاركة

(9)

ما أعجب حال العاشق!، لقي نسي تعبه وجوعه وها هو يمشي على الشاطئ في الإتجاه الذي ذهبت فيه معشوقته، أي ابتسامة حالمة تعلو شفتيه، ينعكس ضوء القمر في عينيه البراقتين بسعادة تكفيه لو عاش ألف عمر ......... مشى لمسافة طويلة، كان يحس بالريح الباردة نسيماً عليلاً......كان يتخيل أن نسيم الريح مرّ بها وتعطّر من رائحتها، كان يعبّ منه قدر ما تتسع رئتيه.

دعوني أقول كلمة حق هنا، بقدر ما قرأت من كلام العشاق إلا أني كنت أعتقد أنهم يبالغون، لكن ما أراه أمامي يثبت لي أن العشق يفعل الكثير الكثير.

إنها الساعة الثامنة والنصف ليلاً، وهو مازال يمشي على إثرها، كان يقف كلمّا تخيل أنه سمع ثغاء عنز، مرّ بكل قوارب الصيادين المقلوبة على الشاطئ يفتش بينها لعله يجدها، لم يتحرج أن يتجه لإحدى العائلات التي كانت تتناول العشاء عند إحدى المظلات.......في البداية ارتاعوا من منظر الدماء على ثيابه، ثم لمّا تكلم ليسألهم عن فتاة جميلة تحمل جدياً صغيراً وتتبعها عنز ظنّوا أنه مجنون وطلبوا منه الذهاب.......لم يأبه لهم على الإطلاق وواصل السير.

بعد السير لأكثر من ساعتين انقطع الشاطئ الرملي ووصل لجرف صخري، لكن أي جرف صخري هذا الذي سيصدّ عاشقاً عن معشوقته.....هكذا قال لنفسه وهو ينظر للجرف المرتفع.......وبدأ بتسلق الجرف، كان ينزلق أحياناً على الصخور الملساء، أصيب ببعض الخدوش في ساقيه.....لكنه واصل الصعود. عند منتصف ارتفاع الجرف بدأت ساقيه تتهاوى من الجوع ومن التعب الذي لم يكن يشعر به قبل الآن. عند محاولته القفز من على أحد الصخور سقط ، حاول النهوض لكن قدماه لم تطاوعاه......قرر إراحتهما لوقت قصير والتأمل في القمر أثناء ذلك لعله يرقّ له ويخبر الحسناء عن حاله.

جلس واستند لصخرة ووجه وجهه للقمر، أغمض عينيه مستشعراً خيوط الضوء على وجهه.......وهو مغمض العينين أحس بخفوت ضوء القمر، فتح عينيه ليرى تصاعد سحب الضباب من البحر، بعضها كثيف يحجب الضوء، وبعضها شفاف يسمح بمرور الضوء الذي يتراقص على الأمواج، وأحياناً تنقشع السحب فتمتلئ الدنيا بالنور.........القمر والأمواج والسحب والريح أحس أنهم علموا بعشقه، وأنهم يحيون حفلاً خاصاً له بتلك المناسبة. ما أثار استغرابه واندهاشه هو نقطة محددة في البحر، لم تكن تلك النقطة تبعد كثيراً عن الشاطئ، العجيب فيها أنها كانت مضيئة دائماً حتى عندما يحتجب القمر وراء سحابة داكنة.

قليلاً قليلاً بدأ يتضح له صوت سيارة تتقدم نحو حافة الجرف من الأعلى، اقتربت السيارة من الحافة حتى تمكن من سماع صوت دوران الإطارات على الأرض الصخرية، للحظة خشي أن السائق غير منتبه وأنه قد يهوي بسيارته فوقه. توقفت السيارة ونزلت منها أقدام تخيل أنها تقترب من بعضها.......كانا رجل وامرأة، بالطبع لم يتعمد هو استراق السمع ولم يشأ كذلك أن يزعجهما.....وقفا للحظة في صمت ثم قالت المرأة تخاطب الرجل

-قل لي كلاماً جميلاً، أريد أن أحس أني مميزة.

كانت تقول ذلك في دلال وهي تعبث بقطعة حلي تزيّن جيدها، هكذا تخيل ........أجابها الرجل

-أمهليني قليلاً حتى.........

لم يستطع الرجل إكمال جملته، فقد انهارت به الصخرة التي كان يقف عليها ومرّت به الصخرة منزلقة بالقرب من حميد متجهة لأسفل الجرف.......دوّت صرخات المرأة من الأعلى وهي تستغيث، ويبدو أنه كان هناك غيرهم فوق الجرف فهبّ بعض الرجال بسرعة للنزول بحثاً زوج المرأة المسكينة، أخذت حميد المفاجأة ولم يعرف ما يفعل سوى محاولة إخفاء نفسه عن الرجال مخافة أن يتهمه أحدهم بالتلصص .......لكن أحدهم لمحه وصاح بالآخرين

-تعلوا.....هنا.....لقد وجدته.

وأسرع الجميع ناحيته وهم يحسبونه زوج المرأة الذي سقط من الجرف، أمسكه كل واحد من طرف وهم يحاولن سحبه للأعلى، كان يتأتأ بالكلمات وهو يحاول أن يشرح لهم أنه ليس من يبحثون عنه........لكن من سيستمع له حينها؟!.....صاح أحد الرجال برجل آخر في الأعلى

-إنه مصاب.....ثيابه كلها دماء....لابد من نقله للمركز الصحي.

كانوا عنيفين جداً وهم يسحبونه فوق الصخور للأعلى، تمنى أن ينتهي هذا الموقف بأي شكل فلزم الصمت وهو متأكد أنهم سيكتشفون خطأهم عندما يصلون للأعلى، لكنهم لم يمهلوه......بمجرد صعودهم وضعوه في سيارة الرجل المسكين وركبت الزوجة بجانبه على الكرسي الخلفي وهي تبكي، قاد أحدهم السيارة وأسرع باتجاه المركز الصحي.

الزوجة المسكينة كانت تضع رأسه في حجرها، وهو قد أخذ منه التعب كل مأخذ، استشعر الدفء في السيارة وليونة حضن المرأة......شعر بالنعاس يداهمه، آخر شيء يذكره هو أن المرأة أضاءت مصباح السيارة الداخلي ونظرت لوجهه، ويا للعجب فقد توقف عن البكاء وتبسمت وعينيها تمتلئ بالسعادة.

أفاق ليجد نفسه على سرير طبي وإبرة محلول التغذية مغروسة في يده، أدرك أنه في مستشفى، من وراء الستار الفاصل سمع أصوات مختلطة، تذكر ما مرّ به البارحة فلم يستطع استيعابه ....... لابدّ أنه حلم، لابد أني من التعب سقطت من على الجرف وأنقذني أحدهم وأما باقي الأحداث فلا شك أنها حلم.....هكذا كان يخاطب نفسه.

لكن يا للعجب، فقد دخلت تلك الزوجة عليه وهي شديدة السعادة، تفرسّ في المرأة.....كانت تبدو في الخمسين من عمرها ومع ذلك كانت ماتزال نضرة وجميلة، لم تقل شيئاً وكأن الخجل كان يغلبها حين تريد الكلام. ثوان ودخل الطبيب، أفسحت المرأة المجال له وهي لا تزال تأكل حميد بعيونها المتسعة......قال الطبيب

-كيف حالك الآن يا سعيد؟

-أنا بخير أيها الطبيب......لكن اسمي هو حميد وليس سعيد.

-حميد!!!....زوجتك تقول أن إسمك سعيد!.....قال الطبيب ذلك وهو يلتفت للمرأة.

-زوجتي!!! من زوجتي؟ أنا لست متزوجاً أيها الطبيب.

-ماذا!!! أليست هذه زوجتك؟!؟!؟.

-لا أيها الطبيب.....قلت لك أني لست متزوجاً.

تغيّر شكل المرأة وبدا عليها الحزن وبدأت الدمعات تتقاطر من عينيها......قالت وهي تجهش بالبكاء

-الآن تنكرني......الآن تتنكر لي يا سعيد...

وانهارت المسكينة على كرسي في الزاوية تغطي وجهها بعبائتها وهي تبكي بشدة. كان الطبيب يقلب نظره بين حميد والمرأة، ثم قال معاتباً حميد

-كيف تنكر أنها زوجتك وهي التي جاءت بك للمستشفى وكانت تجلس بجانبك طوال الليل؟!؟!.
ثم توجه للمرأة واقترب منها وكأنه يسر لها بالقول

-هل صحته النفسية على ما يرام؟

-أخجل أن أتحدث بكل شيء أيها الطبيب، لكني سأخبرك.......كانت إحدى صديقاتي قد نصحتني بأن أذهب بزوجي لشاطئ البحر، وقالت إن الهواء المنعش سيعيده مثل شاب في العشرين، لكن كما ترى.....فعندما عاد شاباً ها هو ينكرني......ما أتعس حظي حين أخذت بنصيحتها، لو كنت أعلم لرضيت به على حاله.
اعتماد ممتاز على الحبكة في هذا الجزء بالذات... خيالك رائع التصاوير مما يعطي متعة للقارئ للمتابعة بشغف ننتظر جديدك بفارغ الصبر الف تحية لك
__________________
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 16-09-2012, 11:22 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل فكر مشاهدة المشاركة
ههههه ^^

مواقف جد رائعة..

ننتظر الأجزاء التالية بشوق، أسلوب ممتع ومبدع.

تقديري^^
شكرا لكِ اختنا أمل
__________________
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 16-09-2012, 11:23 PM
بيت حميد بيت حميد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
المشاركات: 114

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رحيق الكلمات مشاهدة المشاركة
اعتماد ممتاز على الحبكة في هذا الجزء بالذات... خيالك رائع التصاوير مما يعطي متعة للقارئ للمتابعة بشغف ننتظر جديدك بفارغ الصبر الف تحية لك
شكرا لك أختنا رحيق
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية