الحلقة الأخيرة من رسائل قلب

[صمت الهنائي]

راشد الشاب الطموح الذي يسعى دائما من أجل وسن مصاب بسرطان الدم وهو في مراحله الأولى من المرض...
شهر واحد فقط ويكون الزفاف وراشد مصاب بهذا الداء الذي ليس له دواء تقدم جميع أقاربه أمه وأبوه وأخته أيضا ، والدكتور فيصل وجميع معارفه حتى وسن تقدموا جميعا لإجراء الفحص ، علهم يجدوا النخاع المناسب له ، ولكن لم يطابق أي أحد منهم نسيج دمه لذا كان لا بد للزفاف أن يؤجل ...
راشد وفي خضم الألم طلب من وسن أن تتركه وترحل ، بمعنى آخر أن ينفصلا عن بعض ، ولكن وسن رفضت وبشدة ، فالحب الذي في قلبها لا يضاهيه أي حب إنما أصرت على أن يكون موعد الزفاف في نفس اليوم ...
في نفس اليوم حضر الزفاف كثير من الناس أقاربه ،وأقاربها ، أصحابه وزميلاتها في أيام الدراسة ، حضر الكثير الأطباء في المستشفى ، والضباط في مركز الشرطة ، زفاف حضره الجميع وكلهم من أجلها ، واجله هو يهنئانهما هناك ، أي زفاف يحضره هذا الجمع من الناس فهنيئا لهما ...
بعد الزفاف عاد مباشرة إلى المستشفى وبقيت معه ملازمة حتى جاء الدكتور فيصل وهو يحمل البشرى لهم في خضم أحزانهم ، دخل فجأة وقشع ظلام حزنهم جميعا "هناك شخص يطابق نسيجه نسيج دمك راشد"
استبشر الجميع وبدأت تباشير الفرح تعم المكان ...
المتبرع لراشد شاب في عمر الزهور ، شاب ربما يكون الآن هو زوج وسن لولا الحادثة التي صارت إذا عرفتم من هو ...
أسامة الذي أصبح صديقا لراشد في حله وترحاله ، تبرع له بالنخاع دون مقابل فكان كل همه أن يشكر وسن لأن ذاك الزواج لم يحدث فهو كان حينها معجبا بابنة عمه وكان زفافه بها في نفس يوم زفاف وسن ..
خرج راشد من المستشفى ثم سافر إلى كندا وأخذ معه وسن ليكمل دراسة الماجستير ووسن درست هناك علم النفس ثلاث سنين ، عاشوا هناك ذهبا الاثنان وعندما عادا كانا خمسة ، ففي تلك الأثناء حملت وسن في أحشائها التوائم الثلاثة عمر وليان وميار ، ولكنها وعدت بأن يعيشوا أفضل حياة من دون ألم أو دموع ...
هكذا انتهت الحكاية لطفلة حملت الكثير من الحزن في قلبها حتى أبدلته بفرح لا ينتهي أبدا....

"راشد"
" لم أعرف يوما كيف يكتب الشعر أو حتى كيف أمسك القلم...
لم أكن أعلم حتى من أكون...
فهل أنت تعلمين وإذا قلت لك أتصدقينني؟؟

"وسن"
قل لي ماذا تريد أن تبوح لي ؟ فانا لا أستطيع إلا أن أصدقك
أهمس لي في أذني ، إني أنصت إليك ،أو أكتبها لي كلماتك فأني حقا أقرأ كل كلماتك

"راشد"
هل تذكرين متى ، وكيف التقينا هل تذكرين؟؟

"وسن"
نعم أنا التي تذكر تلك السويعات كيف مضت سريعا ، وكيف وقعت عيني في عينيك
كيف أمسكت أنت أوراقي المبعثرة ،وقرأت أولى كلماتي
"أحبك فهل تعلم هذا أم أنك تجهل حبي لك"
كنت أقصدك حقا فأنت في حلمي شمعة تضيء لي الدرب

"راشد"
هل تعلمين من أنت ؟
منك تعلمت كيف أمسك قلمي كيف أكتب لك شعرا
وبالأمس صدقيني كتبت فيك معلقة ،واليوم أكتب فيك خاطرة
وغدا أعدك بأني أكتب فيك مقالة لحبك هذا الذي وهبتني إياه
نعم لحبك تعلمت كيف أكتب
ومن أوراقك المبعثرة أخذت إحساسك ، وترجمتها كلماتي

"وسن"
لله درك!!
ماذا تقول ؟
فانا التي منك ارتويت الشعر ، وترجمت كل همساتك لي

"راشد"
مهلا انتظري ، فأنا لم أنه حديثي معك فهل تسمعين ؟

"وسن"
أنا لا أسمع لك ، وإنما أقف صامتة لكلامك

"راشد"
أنت حلم طالما عشته ، أنت همسات حب تهمس في أذني
أنت كل روايات عشق العالم تكتب فيك
أنت النبض في شرياني ،و الدم في وريدي

"وسن"
أحقا ما تقول أم أنها هلوسات قلبك لا أكثر ؟

"راشد"
ليتها كانت هلوسات قلبي ، ولكنها الحقيقة تكتب ..
يا أجمل من رأته عيناي
ويا أحلى ما في هذا الكون"
همس الهنائي من 1/2/2012 إلى 12/2/2012
3:4م