روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,539ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,803ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,342
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,505عدد الضغطات : 52,284عدد الضغطات : 52,387

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-05-2010, 09:42 PM
الصورة الرمزية حمد السيابي
حمد السيابي حمد السيابي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
المشاركات: 199
افتراضي ذاكرة الحب والموت

ذاكرة الحب والموت
ليلة مختلفة تماما عن ليالي الشتاء .. ها أنا أستيقظ باحثا عن لحظة هدوء .. لا شيء إلا الظلام .. لا شيء إلا البرد .. أخبار الفضائيات مفزعة هي الأخرى .. لا شيء إلا الموت .. لا شيء إلا الخراب ..
أدخل غرفة مكتبي وأنا ألتفت كل لحظة إلى الوراء .. شيء ما يتتبع خطواتي المتثاقلة .. أتخيله يزحف نحوي من كل الاتجاهات .. أفتح الباب .. ألج .. أعيد إغلاق الباب بيدين ترتجفين .. أي شيء هذا الذي يفقدني حق التوازن ؟ وأي ليلة هذه التي تعيد رسم أصابعي ممسكة بقلم يرتجف كسيف مصقول ؟ ما الذي أتى بك أيها الفزع في زمن الخوف .. ؟
تتسابق أصابعي نحو المجهول .. هنا أسترجع ذاكرتي المشوشة بأخبار الموت .. جرس الباب يعلن قدوم زائر بعد منتصف الليل .. بينما أغرق أنا في نوم لم أتعوده من قبل .. أفتح عيني بقوة هائلة .. أي رعب هذا ..؟ وأي زائر جاء ليقتل لحظة الهدوء المفقودة .. ؟
أتحرك نحو الباب الخارجي بقدمين ثقيلتين .. وكأن قيدا يشدهما .. خفقان قلبي أسمع صدى صوته يملأ المكان .. وجه أبي بعينين يملأهما الدمع : ماتت أمك .. هي الآن في المستشفى .. اجهز للذهاب لإحضار جثمانها ..
آآآه .. أي عالم هذا الذي نتسابق لاقتناء ملذاته ؟ وأي حياة هذه التي نتمسك بها والموت يقرع كل لحظة بابا من أبوابنا ؟ أهو الأمل في يوم جديد ينفض غبار الحزن عن وجوهنا .. لنشرب كأسا أخرى تحت سياط المطر ..
تلك الليلة عرفت أن لا قيمة للنوم فوق وسائد الأحلام . .
أضع القلم جانبا كي يستريح .. أنهض متثاقلا نحو النافذة .. أزيح الستارة قليلا .. كل شيء يلفه الظلام .. والبرد القارص يتسلل من زجاج النافذة كلص محنك .. أعود أدراجي نحو القلم الذي تشتاقه أصابعي لحظة الخوف .. الآن تذكرت طلبك لكتابة برنامج رحلتنا القادمة .. الآن عرفت ما الذي أيقظني وأنا المثقل بذكريات الأمس .. طيفك يملأ ذاكرتي بالألوان الجميلة .. فيمنحني حق الكتابة .. وأنا أفترش أرصفة الظلام وألتحف ببرد ليلة شتائية مختلفة ..
طيفك هذا الذي يحلق بي كطائر خرافي .. يأخذني إلى جزر الأحلام وشواطئ الضياء .. تذكري معي رحلة الحلم الجميل .. حينها ولأول مرة طلبت مني أن أسابقك فوق رمال شاطئ ( صور ) .. تلك المدينة التي سحرتك إلى حد الجنون .. لا أعرف مدينة أتذكرها إلى حد البكاء مثل ( صور ) تلك المدينة المذهلة الجمال .. كفتاة فاتنة تتنزه فوق شاطئ بحر العرب ..
الآن وارتعاشة يدي تذكرني لحظة الإمساك بمعصمك ونحن نشاهد إبداع الإنسان في تسخير الأشياء لخدمته في مصنع السفن . حينها عرفت وبيقين لا يقبل الشك أن الحياة معك جميلة وأن السفر معك أجمل ..
المكان يزداد وحشة وأنا أتذكر مشهد نقل جثمان أمي من المستشفى .. لم نتمكن من الحصول على سيارة مخصصة لنقل الموتى .. عرفت حينها أن أمي لا تريد فراقنا .. هاهي جثة هامدة فوق المقعد الخلفي لسيارتي حيث كانت تحب أن تجلس .
الجميع كان يسألني : هل أحتمل القيادة وجثمان أمي يلوح في المرآة أمام وجهي ؟
كان جوابي أكثر شجاعة عندما صرخت في وجه أحدهم : إنها أمي وشاءت الأقدار أن أكون معها وتكون معي حية وميتة ..
هذه الشجاعة التي كنت تصفينني بها عندما أتذكر مشهد الموت ..
قد أكتب برنامجا مغايرا لرحلتنا هذه المرة .. سيكون للحزن فيه مكان .. وأنا أفتقدك شيئا فشيئا ..
أعرف الآن أنني أرقد على فراش المرض وأتذكرك .. ذاكرتي مليئة بالحزن .. بالألم .. بالمرض .. وبك أنت .. مليئة بك إلى حد الفيضان .. أتساءل وأنا أنتظر قدومك : على أي ورق أقدم لك برنامج رحلتنا القادمة ؟ على ورقة وصفة الطبيب .. أم على وجهي وهو يفتقد السعادة ؟ بأي جواب أرد على استفساراتك حول المرض والرحلة والموت والحب و الضياع ؟ بكلمات مخنوقة يلفظها لسان أثقله الألم ؟ أم بدمع عيون أحرقها البكاء ؟ ماذا أقول لك وأنت قادمة في أزهى حلل الجمال .. ؟
ستنطلق رحلتنا صباحا كعادتنا .. لنشرب فنجان قهوتنا تحت شجرة على جانب الطريق .. سنبدأ الكلام بابتسامة منك .. ابتسامة اشتقت إليها إلى حد الجنون .. كي تعيد لي شيئا من بقايا الأمل .. وتمنح المكان أغنية الذوق ..
لا مكان أفضل من شاطئ البحر ..كي أتسكع معك .. كي أراك فيه أكثر جمالا ونضارة.. رماله أحسبها مشتاقة إلى قدميك مثلما أشتاق أنا إليك وإلى عينيك ..
إلى ضحكاتك .. إلى هدوئك .. إلى انفعالاتك .. إلى كل شيء فيك ..
هو الشوق إذا وإطفاء جذوته نضعها في المرتبة الثانية من برنامج رحلتنا ..
تمضي الدقائق بطيئة وأنا أنتظر قدومك .. وقد فتحت أبواب المستشفى للزائرين ..
وأخذ المرضى يستقبلون زائريهم .. كثر الكلام والضجيج من حولي .. وأنا أراقب الساعة .. أنتظرك بلهفة عاشق أيتها الغائبة الحاضرة ..
سنلغي بند التسابق فوق رمال الشاطئ من برنامج رحلتنا .. لأنني لا أستطيع رؤيتك تهتزين أمامي كشجرة تفاح أثقلتها الثمار اليانعة .. ولا أحتمل تطاير أطراف فستانك الوردي كبستان زهور حركتها النسائم الصباحية ..
سنكتفي في رحلتنا هذه بتبادل التهاني .. أقدم لك قلبي ممزقا.. هدية زواجك القادم .
وسأحظى منك بباقة ورد أخيرة.. تباركين فيها سلامة خروجي من المستشفى ..
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:04 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية