زمار الحي لا يطرب!!!!!!

[إبراهيم الرواحي]

مرحبا بكم..

كنت قد نشرت هذا المقال في جريدة الشبيبة (( ملحق آفاق الثقافي )) قبل أيام ،
وهنا أقدمه لكم لتقرأوه وتعلقوا عليه..

*****************************************************************

عفوا خميس السلطي .. ولكن،،،
زمار الحي لا يطرب !!!

كنت أنوي الإمساك بقلمي والكتابة حول الأمسيات الشعرية بمهرجان مسقط 2008 ، وخصوصا الأمسيات النبطية لكن الصديق الشاعر خميس السلطي سبقني لذلك في عموده خلال الأسبوع الماضي ( فضاء ) تحت عنوان { انعدام ثقة!!! } ، حيث من الأمور الرائعة هذا العام وجود نجوم شعرية بارزة في سماء الشعر النبطي الخليجي ، مثل حامد زيد وسعد علوش ، إضافة لقامات شعرية عمانية فارعة في هذا المجال وهم: بدر الشحيمي، عبدالحميد الدوحاني ، عامر الحوسني ، مطر البريكي ..
أشار شاعرنا خميس السلطي إلى ما حدث في الأمسية الأولى( حامد زيد، عامر الحوسني ، مطر البريكي ) التي لم أحضرها للأسف ، لكنني كنت مصرا على حضور الأمسية الأخيرة في مهرجان هذا العام ، أمسية سعد علوش كما أحب ( الجمهور ) أن يطلقوا عليها .
وصلت متأخرا قليلا بسبب الاختناقات المرورية ، تفاجأت بذلك الحضور الجماهيري الكبير الذي لم نتعود عليه، فقد تعودنا أن يشاهد الأدباء بعضهم البعض دون تدخل من الآخرين ، وكأن الأمر لا يعنيهم بتاتا.. وفي معظم الأمسيات الشعرية هنا في السلطنة لا يزيد الحاضرون عن 100 شخص إن لم يكن أقل بكثير عن هذا العدد، لكن.. {إذا عرف السبب بطل العجب} فالسبب في توافد الجماهير لهذه الأمسية بالتأكيد هو وجود اسم الشاعر الكويتي سعد علوش – مع احترامنا الشديد له ولشاعريته وإبداعه – لكن... ألا يستحق الشاعر العماني أن نحضر له أمسياته وأن نتفاعل معه ونصفق له؟؟؟؟
ما حدث في تلك الأمسية وصفه الشاعر خميس السلطي بأنه انعدام ثقة ، أنا أؤيده في ذلك ، وسأضيف أيضا ( ربما .. زمار الحي لا يطرب ) كما يقولون .. فبمجرد الإعلان عن الأمسية الشعرية التي سيحييها فلان الفلاني ( العماني ) نسمع همسات كثيرة تدور حولنا فحواها : هل يعرف العمانيون كتابة الشعر؟ ، أو : مستوى الشعراء العمانيين ضعيف ... إلخ .
كان جلوسي في المقاعد الخلفية ، فاستمتعت كثيرا بقصائد الشاعر عبدالحميد الدوحاني ، وللأسف لم أشاهد بدر الشحيمي الرائع ، استمتعت بقصائد الدوحاني التي كانت مطرزة بأصوات الجمهور الذي يهتف باسم الشاعر سعد علوش !!!!! يا لها من مفارقة، وياله من احترام للشاعر العماني المظلوم جماهيريا في السلطنة!!! مع أن الكثير من الجمهور الحاضر ( الواعي ) تفاعل مع شاعرنا المتألق عبدالحميد الدوحاني وصفق له بحرارة ، وخرج منتشيا ومستمتعا بما استمع له من الشاعرين العمانيين..
إنه أمر لا يطاق بالفعل ، فهذا الأمر يدل على أن هناك فجوة واسعة بين الشاعر العماني والجمهور .. مع أن مستوانا الشعري متطور جدا ، ومتفرد في بعض الأحيان ،، لكن قد تكون الشهرة والإعلام هو الذي ينقصنا أحيانا .. ربما ..
أتساءل هنا أيضا: أليس من حق الشاعر العماني أن تسمعوه أولا ، وتحضروا أمسياته ، وتقرأوا له ، ثم تحكمون على مستوى قصائده ؟؟ أكاد أجزم أن من لا يعجبه الشاعر العماني غير مطلع إطلاقا على الساحة الشعرية، وغير مهتم بالشعر..
ختاما لحروفي البسيطة المتناثرة هنا .. أتساءل: هل سنرى مستقبلا الثقة في الشاعر العماني من جماهير الشعر في السلطنة ؟؟ أم أننا سنكرس مقولة: {{ زمار الحي لا يطرب }}؟؟؟؟



تحياتي : إبراهيم الرواحي