روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,541ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,806ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,358
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,507عدد الضغطات : 52,287عدد الضغطات : 52,389

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-11-2014, 07:52 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي ملوك الراس لحمر الجزء الحادي والعشرون






وقعت هذه الأحداث في عام
1979 ميلادية

حكاية رائعة


ملوك الراس لحمر



الجزء الحادي والعشرون

في أعماق البحر



لم نكد نقترب من أقفاص الطيور حتى سمعنا الألحان الشجيّة التي أطربتنا وأبهجتنا
فأقبل المهجنون يصفّرون ويغنّون بأصوات جشةٍ مقلّدين زقزقة العصافير وشدو البلابل
وهم في غاية النشوة والسعادة, وقد تلذذوا منذ قليل بشذى الأزهار العبق
من ورد وفل وقرنفل وياسمين, فتمّ لهم الهناء بالسماع الطبيعي
وفيما كنت مستأنسا برقص المجانين قالت لي نور:
أنظر حمود إلى ذلك الببغاء العجيب الذي يستقبل الزوار
فشاهدت طائرا يمد كفا إلى كل داخلٍ بتهذيب جمّ وأدبٍ رفيع
وحينما دنوت منه أصابتني الدهشة, فذلك المستضيف هو أمُّ قَشْعَم نصف آلية
لها جناحان طبيعيان يلتصق بهما من الأعلى آخران معدنيان أصغر حجما
أمّا ذيلها فمنتصب يتوسط ظهرها ويصل إلى منتصفه
وليس ثمة منقار لها بل قطعة لحمية بارزة تشبه الأنف
يغطي الريش الطويل الملون اللمّاع جسمها الكوزي الهيئة
أمّا مخالبها فتشبه قدم الآدمي, ولها صوت جهوري واضح النبرات
وهي ترحب وتحيي وتمالح الزوار بلسان الأنوناكي الشقر حينا
وبلغة الرماديين حينا آخر
قال حمود بَرْغَبْرَى: فأردت إمتحانها بسؤالها وإحراجها
فقلت لها بلسان عربي: كيف أنتِ يا خالة؟
فصاحت في وجهي غاضبة: يا لك من وقح أيها الآدمي
أتراني عجوزا شمطاء حتى تدعوني خالتك, إنني لم أتجاوز
الخمسين سنة من عمري بعد.
قال حمود بَرْغَبْرَى: فجرّيت ذيول خيبتي, وقد خلتها لا تفهم العربية
فإذ بها تتحدّث جميع اللغات الحية بشهادة أمين المختبر
فقلت له: ولم هي مرقّعة البدن هكذا؟
فقال: عندما كانت بكرا إنقضّت على فريسة مرّت بجرفها
لكنّ الفريسة كانت أكثر نضجا, فتمكّنت من الإفلات
بينما إرتطمت أم قشعم الهوجاء بشجرة
ولم تتمكّن من العودة إلى وكرها, فقمنا بعلاجها
وأخضعناها للتجارب والعمليات الإستزراعية حتى غدت كما ترى
كان يقف بالقرب من أنثى النسر أم قشعم عدد من الغربان البيض
حاملين صحائفا معدنية ظريفة, ويقدمون محتوياتها من الماء
والمشروبات الباردة والحلوى إلى الضيوف
فكرهت تناول شيء من يد غراب, حتى وإن كان أبيضا
وخلال سيرنا في الممرات كانت المفاجئات المذهلة تتوالى علينا
فلقد هاجمنا طائر ضخم الجثّة, كبير الرأس, طويل المنقار
طويل الذيل, حاد المخالب, ضيق العينين, واسع المنخرين
له أجنحة رمادية مدببة, وريش كأنه الأصداف اليابسة
وكان ينهق نهيقا أفضع من نهيق حمار, وهو يفر بسرعة هائلة
وعندما إقترب منا نفث كمية هائلة من الريش والفضلات السائلة
فوق رؤوسنا, غير أنّ تلك القذارة تجمّدت في الأعلى بعد أن
أطلق عليها الآليون سحابة إلكترونية إحتوتها واخفتها
ثم عُطّروا الجو ببخارٍ لطيف
ونسينا ذلك الوحش عندما لاحظنا آليا يحقن أوزّة ربداء بلقاح
أسود اللون يغلي في الحقنة الضخمة, وهي هامدة خامدة
وعندما وخزها بتلك الحقنة ذات الطول المريع
أنتفضت الأوِزّة المسكينة وزبّطت تزبيطا كئيبا
ثم باضت ثلاث بيضات خضراء اللون, فقام الآلي بوضع تلك البيوض
في دورق به سوائل متفاعلة ثم قال في ثقة وإعتداد:
عودوا إلي بعد دقائق لتنظروا إلى ما أنجزت
فمشينا قليلا فإذا بقفص يؤوى مجموعة من الهداهد المهجّنة
ذات الألوان الزاهية, والتيجان المملوكية البديعة
وعندما دنونا منها شرعت تهدهد وتخمش الزجاج بمخالب كأنها
المناجل, فهرع إليها آلي فضّ وأراد أن يعاقبها, فقلت له: لا تفعل
فإنّ هذا الطائر طائر نبيل, ولا بد أن هناك ما أزعجه
فأخذ يفتش, فإذا بطيور الطنّان المتوحشّة في الجوار, وهي
تطنّ, وترفرف أجنحتها بسرعة تفوق ال 500 ضربة جناح
في الثانية, وكانت تطلب الطعام لشراهتها وجشعها
فهي تأكل عشرة أضعاف وزنها في كل ربع ساعة
فأثّر ذلك على الهداهد الرهيفة السمع الهادئة الطباع الرقيقة السلوك
فاخذ الآلي قفص الطيورالطنانة بعيدا.
وعندما عدنا إلى صاحب الإوزة وجدناه يقطع الممر ذهابا وإيابا
فسألناه عن شأنه فرفع غطاءا عن البيض الفاقس فإذا بحجرين تحته
أحدهما أسود والآخر أبيض, ثم قال في إنكسار:
كنت أحاول تحويل بيض الإوزّة إلى زمرُّد, فكانت هذه النتيجة
فأنصرفنا عنه ساخرين, ولم نكد نبتعد بضع خطوات
حتى أقبل علينا راكضا وهو يصيح: فعلتها فعلتها, لقد نجحت لقد نجحت
وأرانا بيضة صفراء زرقاء وقال: هذه البيضة الثالثة التي رأيتم
لقد نجحت وجعلتها زُمُرّدة نادرة, لكنني لم أصدّقه
وفجأة عاد ذلك الطائر البشع أدراجه وهو ينهق في إستهتار ومجون
وعندما دققت النظر إليه عرفته, إنه غاق بيروي مستنسخ
فأخذ يضرب الهواء بجناحيه الهائلين في وجوهنا
حتى الجئنا إلى مكتب مدير المختبر
فشاهدنا الزجاج الرقيق يتحطّم بفعل النهيق المنكر
وظلّ يحوم في المكان باحثنا عنّا
وعندما حدد مكاننا أنطلق نحونا كأنّه صاعقة
وقبل أن يصل إلينا خرج إليه الآليون ووجهون إليه خراطيم مياه بلازمية
فتسمّر في مكانه, فأخذوه والقوا به على ضفّة بحيرة صناعية
فرأيناه يغوص فيها, ثم يخرج قابضا على سمكة تفوقه ضخامة
وعلى وجه الحاكم العام رأيت الإستياء بادٍ, وكذلك رأيت الإرتباك
والحيرة بوضوح على وجه مدير المختبر بينما لم يتأثر الآليون بالموقف
ذلك بسبب المهجنين الذين كانوا يطاردون الحمائم والعصافير والقطاء
والحبارى الداجنة, وكانوا يلتهمون البيض نيا في دناءة منقطعة النظير
وقد أرهقوا الآليين قترا وهم يعبثون بمحتويات المختبر
ويتحدّثون بأصوات عالية وقد جعلوا من المختبر العلمي مقهى
فكانوا يقهقهون في غباء واضح وإستفزاز بغيض وإستهتار شنيع
وكأنهم أطفال غير مهذّبين, فكرهت المكان وخرجت من هناك
وقد أرعبني الطائر الأرعن, وأزعجني طيش المهجنين
وسألت عن مختبر الأدوية, فقيل لي لا أنّه لا يسمح للزوّار بدخوله
ولكن يمكنك زيارة البحيرة الصناعية
فتحمست للفكرة ومنّيت نفسي برحلة سعيدة مع حبيبتي نور
في زورق الحب
غير أنها أبت مرافقتي, إذ كانت مغرمة بالطيور
وهناك ألبسوني بدلة غوص كأنها ريشة خفة ولطافة, ثم إصطحبني
بعض الآليين إلى بحيرة
كانت مياهها أصفى من عيني صقر, وأسكن من زيت اللوز
فنزلنا إلى الماء وأخذنا نمشي وكأننا على سطح الأرض
وكانت الإضاءة متوفرة بشكل دائم في البحيرة
ذلك لأنهم صنعوا عنابرا زجاجية غاية في الطول والإتساع
وملئوها بأسماك ثعبان السمك الكهربائي
التي يصل طول الواحدة منها حوالي العشرين مترا
وتزن أكثر من ثلاثمائة كيلوجرام
وقد جعلوا في تلك العنابر مادة كيميائية تسبب الحكّة للأسماك
فكانت في حالة غضب دائم ما
جعلها تولد تلك الطاقة الكهربائية دون إنقطاع
وقد وفروا لها التغذية المناسبة
فرأيت أسماكا ومخلوقاتا عجيبة غريبة
فهذه أسماك شعري نحاسية اللون يقارب طول الواحدة منها
خمسة أمتار ولها نقيق يشبه نقيق الضفادع
وتلك أسماك تونة رمادية تبتسم عن أسنان سوداء شديدة السواد
وهي ترعى كثيب عنبر أخضر في واد تحيط به مراع مائية شاسعة
ثم رأيت حفرة واسعة الفوهة تخرج منها قناديل ونجوم البحر المضيئة
بأنوار باهرة الألوان والأشكال
فإذا إرتفع القنديل أو النجمة مسافة عشرة أمتار هجمت عليه
أسماك الببغاء والفراشة والأنجل فألتهمتها
وبعد قليل وصلنا إلى كهف مغلق
فتمتم آلي ببضع كلمات إنفتح على إثرها الكهف وعندما دخلناه
رأيت ملايين اليرقات والبيوض والشرانق والأجنة
في أنابيب وصوامع زجاجية هائلة, فقال لي أحد مرافقي:
في هذا الكهف تتم عملية تخصب لقاحات سمكة الكنعد الذهبية
(كنا نتخاطب عبر السوار الإلكتروني سابق الذكر)
فإذا بالآف الكهوف والمغارات والحضانات الصناعية
فهذه لحضانة الجمبري وأخرى لأذن البحر وثالثة للقواقع والأصداف
وغيرها لإنتاج المرجان المرن وأخرى لصناعة اللؤلؤ الأزرق,
وتلك معامل إستزراع الأسفنج السائل,
وهذه حاضنة أسماك الصافي ذي الحراشف
وتلك لتخصيب خيار البحر وأخرى لتحسين خصائص القنافذ البحرية
وهذا حقل لزراعة الورود والأزهار المحيطية وتعديل جيناتها
وفيما أنا متعجب مما أرى جذبني أحدهم من ذراعي وجرني
حتى أركبني على سلحفاة بيضاء عملاقة, وأخذ يضحك مع رفاقه
وقد رأوني مضطربا خائفا حائرا, غير أن السلحفاة لم تضيّع الوقت
فما إن أمتطيتها حتى صهلت كما يصهل الحصان وأنطلقت بسرعة جنونية
أودت بي إلى الجنون
ومرت بي على جبال وأودية وكهوف ونباتات وأسماك ومخلوقات مائية رهيبة
وهي تصهل بإستمرار وكأنها تغني
وعندما وصلنا إلى ركن بعيد توقّفت مذعورة
وقبل أن تستدير راجعة هجمت علينا أسراب هائلة من
أسماك السردين الأحمر المبقّع الشرس
أما أنا فنزلت وأختبأت في مغارة قريبة
فسمعت خرخرة السلحفاة فعلمت أنها على وشك الهلاك, فأستدعيت تختي الطائر
وفي لمح البصر كنت أمتطيه, فأمرته بإعادتي إلى المنزل دون قصد مني
فلم يتحرّك فأعدت الأمر مرار ولكنه لم يتحرّك, وأثناء معالجتي أمر التخت
أقبلت ثلاث حيتان حُمر كأنها الجبال
وعندما سمعت أسماك السردين الأحمر المبقّع رنن الحيتان المهيب
كفّت عن مهاجمة السلحفاة وتجمّعت على هيئة سيف وترس
غير أنَّ الحيتان فغرت أفواهها وأخذت تجذب الأسماك إليها
فلاذت تلك بالفرار ونجت السلحفاة, فدنوت منها
وأشرت إليها أن أصعدي إلى التخت إذ كانت في حالة يرثى لها
فأرتمت عليه شبه ميتة وقد جرت دموعها أنهارا
فأمرته بإخراجنا من ذلك المكان المشئوم, فصعد بنا إلى السطح
وهناك أرسلت السلحفاة فأنحنت تشكرني ثم غطست مبتسمة
وعندما شاهدني الحاكم العام ومن معه أخذوا يضحكون ويتغامزون
ويتندرون علي من خلف الزجاج العازل
وقد نسيت رفاقي الآليي الذين ينتظرونني داخل البحيرة
كان التعب والخوف قد نالا مني, فأستأذنت في العودة إلى النزل
وهناك أخذت قسطا من الراحة إستعدادا لزيارة أخرى
غير أنني لم أهناء بتلك اللحظات
فما إن خرجت من المستراح حتى شاهدت نورعلى الأثير وهي غاضبة
فقالت لي معاتبة: أهكذا تفعل بي؟ لقد هربت وتركتني
فقلت لها: كلا يا حبيبتي لم ... فقاطعتني قائلة:
عد إليّ فورا وأخرجني من هنا
فلبست وعدت إليها, فإذا بكرداس ومعه مجموعة من بغال المهجنين
قد شكّلوا حلبة رقص في المختبر, وقد سلبهم غناء الطيور الشجي
البقيّة الباقية من عقولهم, فوجدتهم قد أعاقوا الآخرين عن مغادرة المكان
وكان هناك بلبلان يصدحان بلحن مرح فيجاوبهما سرب من القماري بسجع يرقص الحجر
بينما كان الرماديون والمهجنون يصفقون ويضربون الأرض بأرجلهم الغليظة
عندئذ لم أتمالك نفسي ودخلت الحلبة راقصا
ولم أشعر إلا بيدٍ غليظة تمسك بي ويحوطني ذراعان مشعران كأنهما أذرع أخطبوط
فلمّا التفت رأيتها, إنها فتيكة, ففزعت وأردت أن أخرج فلم أتمكّن
فواصلت الرقص معها إلى أن توقف غناء الطيور
وعندما بحثت عن نور قيل لي أنّها قد عادت إلى النزل
وهناك لم تفتح لي باب الغرفة فنمت في الممر
وعند إنتصاف الليل

يتبع إن شاء الله




رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:49 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية