روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,536ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,796ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,296
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,501عدد الضغطات : 52,280عدد الضغطات : 52,383

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-12-2014, 11:04 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي عقــــوق 4




عقــــوق


الجزء الرابع

أبغض الحلال



وأخيرا إهتدت أملٌ إلى التصرف الذي قد يعيد إليها
بعض مشاعر الحب التي كان يتفوّه بها الزوج سابقا
فتمارضت, وإمتنعت عن الأكل والشرب, وهجرت وظيفتها
فما كان من الزوج إلاّ أن قام بالواجب فعرضها على الطبيب
وأمر أفراد الأسرة بخدمتها والإعتناء بها
فشعرت بالإرتياح, وبدأت تتعافى تدريجيا, وفي غضون ثلاثة أيّامٍ
كانت تمارس حياتها المعتادة, غير أنّها أخذت إجازة قصيرة من رب العمل
بهدف الإسترخاء
وعاد الزوج إلى ما كان عليه من نذالة وحقارة وضعة,
وشرع في إستغلالها كسابق عهده, فأحسّت
أمل بالضياع, وكرهت العيش في هذه البيئة الإنتهازية
التي تستغلها لتحقيق أغراض محددة, ولا تعطيها
أهمية أكثر من كونها مصدر دخل مادي, وخادمة تتكفّل
بالكثير من المهام المنزلية, ولم يعد في مقدورها تحمّل هذا التعسّف والإستبداد,
ولم تعد تقبل نظرات الدونية والإحتقار التي يرشقها بها ابناء وبنات زوجها
وأدركت أنّ ذلك الرجل إنّما تزوجها ليتخذ منها ناقة حلوبا تدر عليه مالا
وعلى أسرته خدماتا مجّانيّة
وأن ما كان يتغنى به من مفردات الحبٍ والغزل والعشقِ والغرام والشوق والحنين
إنّما هي وسائل صيادي القلوب الخاوية وأدواتهم الخبيثة الناعمة للإيقاع بالمغفلات
المتمرّدات على أي واقع من أمثال أمل
فأنفجرت ذات يوم في وجه ربة البيت وعيالها, وقد غاب الزوج, فقالت ساخطة:
أيها الجاحدون أهكذا تجازونني على خدماتي لكم؟
الست أغسل ملابسكم وأكنس داركم وأعد طعامكم وأساهم في مصروفاتكم؟
فردّت عليها ربة البيت قائلة: وماذا كنتِ تظنين نفسك جانية من الزواج
من رجل متزوّج وله أولاد وبنات في مثل عمرك؟
أكنت تتوقعين أن يتوّجكِ أميرة على أسرته؟
وأن يدير ظهره لشريكة حياته ولفلذات كبده؟
قالت أمل: كنت أتوقّع أن يعاملني بإنصاف
قالت أم العيال: أو ليس من الإنصاف أن تعملي
أنتِ الشابة المتفرِّغة على إسعاد زوجك وأسرته؟
وأن تساعديه على تربية أولاده وبناته ليحققوا أحلامهم وطموحاتهم؟
أم أنكِ تسعين إلى السيطرة على الرجل ليكون لكِ وحدكِ, ويهملنا نحن من أجل خاطر عيونكِ؟
فأصابت هذه الكلمات الصريحة كبرياء أمل في الصميم ونالت من بقيّة كرامتها
وأيقظتها من الحلم الوردي الذي نسجه خيالها, وأوهتمتها به مشاعرها الثائرة الهائجة
وأغرتها به الكلمات المنمّقة التي كانت تقطر شهدا دوعنيا مصفّى
فأنسحبت إلى غرفتها مهانة محبطة, نادمة آسفة على ضياع زهرة العمر
وتلاشي طموحات الشباب وإنهيار صرح الحياة الزوجية السعيد
ومزّق كبدها الندم على التسبب بخيبة أمل الوالدين والأقربين
ونفور الأخوات وصديقات العمر وزميلات الدراسة
وبعد أن بللت دموعها السرير, سرح خيالها مستعرضا سالف الأيّام
معرجا على مرحلة الطفولة المبكّرة فالمتأخرة
متذكِّرة توجيهات الوالدين وتعليماتهما وإيحاءتهما و تشجيعهما وتعلقهما بالأمل
في ذكاء وفطنة أمل, ولم ينسى خيالها أن يسترجع تلك الكلمات المحفِّزة على
التمِسك بالقيم الدينية والآخلاقية, الحاثة على الجد والإجتهاد
الحاضة على نيل أعلى المستويات العلمية فالعملية والإجتماعية لاحقا إن شاء الله
وضحكت أمل ضحكة المقهور عندما ترأت لها صورتها التي رسمها له والدها
وهي تستلم شهادتها الجامعية يحفّ بها أفراد أسرتها وأقاربها وصديقاتها وزميلاتها
وهم في منتهى الفخر والسعادة, يسمعونها المديح والثناء الجميل مع التهانئ والتبريكات
بينما إصطف المعجبون يهتفون بحياتها ويرددون إسمها
اللامع, يغبطون إصرارها وعزيمتها وثباتها في طلب العلا, وهاهي الفتيات الصغيرات
من بنات المعارف وخلافهن يتهامسن: ليتنا نكون مثل أمل الطموحة القوِّيّة الصابرة
وسريعا ما عادت دموعها تنهمر وقد تخيّلت عريسها يضع
يده في يد والدها وهو يملّكه الملكة الشرعية أمام القاضي, ثم ضحكت وهي تداعب طفلتها
الأولى التي تطلب منها مساعدتها على حل مسألة رياضية
وتحوّلت ضحكتها إلى قهقة عندما توهّمت نفسها تناقش
فارس أحلامها في مشكلة إجتماعية, وتمكّنت من هزيمته بالحجّة والمنطق
لكنها عادت إلى البكاء عندما تذكّرت أنها كانت تحلم فقط
وفي هذه الأثناء عاد ابناء الزوج وبناته من مدارسهم تباعا, وإذ لم يجدوا الغداء جاهزا
فإنهم فجّروا ثورة تمرّد مسلّح بأصوات الإحتجاج وكلمات الإعتراض
ولم يكلّف أي منهم نفسه بالمرور على العمّة أمل لينظر إلى وجهها ويعرف ما بها
لكنّهم أجادوا إشعال حالة السخط والنكد في المنزل
وتمكنوا من إشعارها بقيمتها الحقيقية عندهم والتي لا تتعدى منزلة الخادمة المطيعة لا غير
فثارت أمل على الواقع المزري هذه المرّة, وليس بواقع بهيج كالذي كانت تعيش فيه
ثُمَّ داسته بقدم العقوق
فخرجت إليهم, ووقفت في وسط غرفة الجلوس وقالت بلهجة لم يعهدها سكان المنزل من قبل:
انا لست خادمة لكم ولا خادمة لأبيكم فإن كنت جائعون فلتطبخ لكم أمكم, أما انا فلن أدخل
ذلك المطبخ بعد اليوم, ولن أكنس هذه الدار القذرة ولن ...
فقاطعها صوت أبيهم وقد حضر : ولن أفعل شيئا غير الأكل والنوم. اليس كذلك؟
فردّت بجرأة وغضب: نعم, فماذا ستفعل بي؟
قال مع برودة أعصاب مستفزّة: سأطلّقك
قالت: فطلقني إذا
قال: ليس بهذه البساطة
قالت: وماذا يمنعك؟
قال: يمنعني المهر الذي أمهرتك, والمبالغ التي أنفقت على عرسك وعليكِ
فعندما تعوّضيني عن كل هذه الخسائر, فسوف أطلّقك, والآن رجاء وبلا وقاحة
أذهبي وأعدّي لهولاء الأطفال شيئا يقتل جوعهم
فأمّهم وكما تعلمين في شهورها الأخيرة من الحمل
ولا تستطيع القيام بأعباء المنزل
قالت أمل: لن أعد شيئا ولن أخدمكم بعد اليوم
فنظر إليها الرجل نظرة ذات مغزى, ثم خرج دون ان ينبس ببنت شفة, وسرعان ما عاد
يرافقه رجلان من الجيران, قال لهما:
أرجوكما إشهدا على هذه المرأة, وقال:
أرجوكِ يا حبيبتي دعي العناد والتهوّر, وأعدّي طعاما لهولاء الصبية الجوعى
ونفذي رجائي أتوسّل إليكِ
فقالت أمل قولتها المشهورة: لن أخدمك ولن أخدم أسرتك بعد الآن
فقال لها احد الرجلين: يا بنيّتي تجب عليك طاعة زوجكِ وإلا أعتبرتي ناشزا
فأعادت أمل ردّها السابق وهمّت بالإنصراف
فقال زوجها: إن لم يكن طاعة لي فارحمي هولاء الأطفال الجوعى
فأمهم كما تعلمين غير قادرة على الخدمة وإلاّ لما أضطررنا إلى التوسل إليكِ
لكن أمل إنصرفت غير مبالية بالعاقبة الكارثيّة

يتبع إن شاء الله



التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 08-12-2014 الساعة 11:21 PM
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:50 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية