مختارات من أفانين الأدب 1

[ناجى جوهر]

مختارات من أفانين الأدب 1

إنّ لفظة الأدب في اللغة العربيّة مرتبطة من حيـث الأساس بالخلق الكريم
والأدب الإسلامي جزء من رسالة جامعة هي الدعوة إلى الله
فإختياراتنا من التراث الإسلامي ثم الإنساني
وستسعدنا مشاركاتكم وإضافاتكم

الحب في الله والبغض في الله

عن أبي أمامة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(من أحبَّ لله، وأبغض لله، وأعطى لله
ومنع لله، فقد استكمل الإيمان)

صـحـيـح
سـنـن أبـي داود.

وقد كانت الحكماء تقول :
إن ما يجب للأخ على اخيه مودته بقلبه
وتزيينه بلسانه, ورفده بماله, وتقويمه بأدبه
وحُسن الذب والمدافعة عنه في غيبته.

وأنشد أبوبكر بن أبي الدنيا

إذا المرء لم ينصف أخاه ولم يكن **** له غائبا يوما كما هو شاهده

فلا خير فيه فألتمس غيره أخا ***** كريما على وصل الكريم تعاهده

فإنْ غبت يوما أو شهدت فوجههُ **** على كل حال أينما كنت واجده
***

من كتاب
(روضة الزاهدين)
عبدالملك علي الكليب

حدثنا سفيان بن عيينة قال :
الزهد في الدنيا الصبر وإنتظار الموت.

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ ، قَالَ:
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ هَانِئٍ ، قَالَ : قَالَ مِسْعَرٌ:

وَجَدْتُ الْجُوعَ يَطْرُدُهُ رَغِيفٌ وَمِلْءُ ** الْكَفِّ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ

وَقِلُّ الطُّعْمِ عَوْنٌ لِلْمُصَلِّي ***** وَكَثْرُ الطُّعْمِ عَوْنٌ لِلسُّبَاتِ
***

من كتاب
( وصايا الملوك وأبناء الملوك من ولد قحطان بن هود)
دعبل بن علي الخزاعي

من وصيّة قحطان بن هود النبي على نبينا وآله وعليه الصلاة والسلام :
يا بني إنكم لم تجهلوا ما نزل بعاد دون غيرهم حين عتوا على ربهم
وأعدوا آلهة يعبدونها من دونه وعصوا أمر ربهم
وأمر نبيهم هود وهو أبوكم الذي علمكم الهدى وعرفكم سواء السبيل
وما بكم من نعمة فمن الله عز وجل، وأوصيكم بذي الرحم خيراً
وإياكم والحسد فإنه داعية القطيعة فيما بينكم ...
ثم أنشأ يقول

أبا يشجُـبٍ أنـتَ المرجـى وأنـتَ لـيأ ** ميـنٌ علـى سِـرِّيْ وجـهـريَ حـافـظُ

علـيـكَ بـديـنٍ لـيــسَ يـنـكـرُ فـضـلُـهُ ** فـقـد سبـقـتْ فـيـهِ إلـيـكَ الـمـواعـظُ

وواصلْ ذوي القُربى وحطهُمْ فإنَّهـم ** مـلاذُكَ إن حـامـتْ علـيـكَ البـواهـظُ

إلى آخر القصيد
***
من كتاب
(بلاغات النساء)
الإمام أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر

لبعض المحدثات تذمّ زوجها

يا من يلذذ نفسه بعذابي .................. ويرى مقارنتي أشد عذاب

مهما يلاقي الصابرون فإنهم ............. يؤتون أجرهم بغير حساب

لو كنت من أهل الوفاء وفيت لي ........ إن الوفا حلى أولي الألباب

ما زلت في استعطاف قلبك بالهوى ... كالمرتجي مطراً بغير سحاب

يا رحمتي لي في يديك ورحمتي ...... لي منك يا شيناً من الأصحاب

يا ليتني من قبل ملكك عصمتي ......... أمسيت ملكاً في يد الأعراب

هل لي إليك إساءة جازيتها ..................... إلا لباسي حلة الآداب
***

من كتاب
(قل ولا تقل)
الدكتور / مصطفى جواد

قل : السيّاح ولا تقل السوّاح
لأنّ السيّاح جمع تكسير للسائح, والسائح إسم فاعل من ساح
سياحة وسيوحا وسيحا وسيحان
***
من كتاب
(نزهة المجالس ومنتخب النفائس)
الشيخ / عبد الرحمن الصفوري

كان فى بنى اسرائيل رجل يعبد بقرة فدخل بها يوما الى بستان
فطلعت سحابة مع برق ورعد فهربت البقرة فقال فى نفسه :
من يفزع من الرعد والبرق لا يكون الها
فرفع طرفه الى السحاب وقال :
يارب السحاب ان كان لك غنما فابعثها الى لارعاها لك
وان لم يكن لك غنم فانا اقاسمك غنمى.
فأوحى الله الى نبى ذلك الزمان
ان اذهب الى فلان واقرئه منى السلام
وعلمه أركان الدين فقد قذفت فى قلبه المعرفة
وقبلت دعوته واردته قبل ان يريدنى
***

من كتاب
(أخبار الاعراب)
عمّار بن خميسي

قال بعض الحكماء: لا يعد الرجل عاقلا حتى يستكمل ثلاثا:
إعطاء الحق من نفسه في حال الرضا والغضب
وأن يرضى للناس ما يرضى لنفسه
وألاّ ترى له زلّة عند ضجره.
***
حكم وأقوال مأثورة
قيل : الجوع مفتاح الجنّة
وسُئل سهل التستري - رحمه الله -:
الرجل يأكل في اليوم أكلة؟
قال: أكل الصديقين
قيل له: فأكلتان؟
قال: أكل المؤمنين
قيل له: فثلاث أكلات؟
فقال: قل لأهله يبنوا له معلفًا.
***

من كتاب
(الأمثال والحكم)
محمدبن أبي بكر بن عبدالقادر الرازي

احفظ لسانك لا تقول فتبتلى ** إن البلاء موكل بالمنطق

اجتمع الكسائي واليزيدي عند الرشيد
فحضرت صلاة فقدموا الكسائي يصلي
فارتجّ عيه قراءة "قل يا أيّها الكافرون"
فقال اليزيدي : قراءة قل يا أيها الكافرون ترتجّ على قارئ الكوفة؟
فحضرت صلاة فقدموا اليزيدي فارتجّ عليه في الحمد"الفاتحة"
فلما سلم قال:
احفظ لسانك لا تقول فتبتلى إن البلاء موكل بالمنطق
***
من كتاب
(قصص وحكايات من اليمن)
القاضي / محمد بن إسماعيل العمراني

يحكى أنّ رجلا كان يضرب ابنا له, والولد يبكي
ويجري وهو يقول : أحد ... أحد
وأبوه يزيده من الضرب ويقول :
يا حمار جعلتني أمية بن خلف
**
يحكي القاضي العمراني ان القاضي محمد بن على الشوكاني
– رحمه الله – كان يصلي في مدينة ذمار
فسقطت عمامته، فحملها وهو في الصلاة
وأعادها على رأسه، وكان هناك اعرابي يراه
فقال : ياشوكاني هذه لم تعد صلاة، هذا لعب
فقال الشوكاني: حمل عمامة أهون من حمل أمامة
(يشير إلى الحديث النبوي الذي فيه ان
النبي صلى الله عليه وسلم حمل أمامة بنت ابنته في الصلاة)
وهذه من الاجوبة المسكتة، رحم الله الشوكاني
***

من كتاب
(فاكهة الضيوف)
السيد محسن هاشم البطاط

الداهية

قيل: ان أم عمرو بن العاص (رضي الله عنه) المعروفة بـ «النابغة»
وهي امرأة من عنزة، ضربت عمرو بن العاص وهو صغير
فقال لها: ستعلمين! وانصرف الى أبيه وهو في نادي قومه
فجلس في حجره، فبال عليه.
وكان أبوه متقذرا، في خُلُقه عُسْر، فتأفف منه وأراد ضربه
فمنعه قومه وقالوا: هذا طفل لا يعقل.
فنهض مُغضبا ودخل على «النابغة» فأوجعها ضربا
وأقسم لها لئن بعثت به اليه وهو في النادي ليعودن اليها بأشد مما بدا.
ولما خرج من عندها قال عمرو لأمه:
ألم أقل لك؟ فصكت وجهها ونادت بالويل
فسمعها العاص فرجع وتناول السوط، فقالت له:
مهلا حتى أحدثك عن ابنك، فحدثته
فعجب وقال: والكعبة انه لداهية فاحذريه، فكانت تحذره.
ثم نقمت عليه مرة فضربته ورصدته فلم يجد محيصا عنه سحابة يوم.
فلما أصبح هرب منها وذهب الى ابيه
فوجده في حجر اسماعيل مع قريش وساداتهم، فلما رآه أبوه انتهره
فقال له عمرو: ان أمي تدعوك، فقال: كذبت وطرده فذهب
ثم عاد وفي يده نُقبة خَلِق وصُرّة كانت أمه تمتهن فيها، اي تقضي أشغالها.
ثم قصد أباه من قِبَل ظهره فلم يشعر به حتى قام على القوم
فنشر النّقبة وقال لأبيه: ان أمي تدعوك وهذه أمارة.
فرمى القوم النُّقبة بأبصارهم، وعاد العاص يتميز غيظا
وتناول منه النُّقبة واحتمله، فأتى به منزل
فانحنى على المرأة ضربا، وجعلت تسترفقه وتسنصته
وقد أخذ الغضب بسمعه وبصره
حتى أثخنها وسكن غضبه. فلما شفى غيظه
جلس وقد خامره الندم لما نال منها
فقالت: والله، ما لي من ذنب ولا أحسبني دُهيت الا من قبل ولدي
فإني ضربته بالأمس.
فقال لها: ألم تنفذيه الي بالنّقبة أمارة اليّ. فأقسمت انها لم تفعل.
فقال العاص لعمرو: ألم تقل لي ذلك؟ فقال: انها ضربتني أمس.
فقال العاص: أشهد أنك أدهى العرب
***
قصة مثل

ومن الحب ما قتل

يقول الأصمعي : بينما كنت اسير في البادية
إذ مررت بحجر مكتوب عليه هذا البيت

أيا معشر العشاق بالله خبروا ** إذا حل عشق بالفتى كيف يصنع

فكتبت تحته البيت التالي

يداري هواه ثم يكتم سره *** ويخشع في كل الامور ويخضع

ثم عدت في اليوم التالي فوجدت مكتوبا تحته هذا البيت

وكيف يداري والهواى قاتل الفتى ** وفي كل يوم قلبه يتقطـــع

فكتبت تحته البيت التالي

إذا لم يجد الفتى صبرا لكتمان سره ** فليس له شيء سوى الموت ينفع

يقول الاصمعي : فعدت في اليوم الثالث , فوجدت شاباً ملقى تحت الحجر ميتا

ومكتوب تحته هذا البيت

سمعنا اطعنا ثم متنا فبلغوا ** سلامي الى من كان بالوصل يمنع

ولهذا قيل: ومن الحب ماقتل.

يتبع إن شاء الله