عمود سماوات والساحة العمانية

[صالح السنيدي]

من هنا تدار أو توجه الساحة العمانية ...)

أعزائي القراء إخوتي الشعراء.. إن أي ساحة شعرية أو أدبية في العالم لا بد لها من رواد يقودون زمام أمر الشعر والأدب أو أي فن من فنون الإبداع .

وإذا خلت هذه الساحات من هؤلاء الرواد الموجهين لطريقها والمقيمين لمدى حسن أو سوء سير حركتها الإبداعية فإنها تكون في غوغائية وعشوائية مفرطة لا تعرف معروفاً ولا تنكر منكرا .

وإذا نظرنا إلى الشعر خاصة ذلك الفن الأدبي الراقي , يعلم الجميع أن ساحة الشعر يملأها الشعراء ويوجهها النقاد هم من يرسمون طريق الشعراء , بل هم من يوجهون الساحة , إن كان ذلك بطريقة مباشرة . كالنقد المباشر والتوجيه للشعراء أو الطريقة الغير مباشرة عن طريق كتابة المقالات النقدية والأدبية التي توجه وتعدل وتقيم وتقوم العمل الأدبي فـيسـتشـفـها الـشعـراء المتبصرين من هذه المقالات الثمينة .

1- ساحتنا العمانية ...

إن المتابع الجيد للساحة العمانية منذ ظهورها كساحة شعرية كتابية , فلنقل منذ عشرين عاما، يدرك أن هذه الساحة خالية من النقاد شحيحة في هذا الجانب وإن وجد الموجهون للشعراء فمعظمها إجتهادات شخصية لا تعدو ذلك . ولم يكن هناك نقد منظم موجه عن علم و دراية
وكان الموجه الوحيد والرائد والذي ما زال مستمرا إلى هذا اليوم , هو عمود ( سماوات ) للشاعر والناقد الأديب الأستاذ // مسعود الحمداني .

من خلال متابعتي المستمرة لهذا العمود لأكثر من16 سنة كانت عوالم التوجيه والنقد واضحة
لما يدور فالساحة وكانت مجرد الإماءات من خلال هذا العمود تنبأك بما يحدث فيها وما يرتجيه ويتمناه الأستاذ مسعود من ريادة لهذه الساحة البكر التي كانت نواتها ومعالمها تؤسس .. وأنا اعتقد جازماً أن من أسس البناء لهذه الساحة التي يفتخر بها كل شاعر عماني . كان من لبناتها لهذا العمود وله النصيب الأكبر .

الغريب أن حتى المخالفين للأستاذ مسعود في ذلك الوقت وحتى من الجيل الحالي .. بعد فترة تجد أن في طيات أنتاج هذا المخالف الشعري والأدبي متأثراً بما رصده الأستاذ مسعود ووجه به فتجده رغم مخالفته العلنية .. لكن يسير على الطريق والسبيل الذي رسمه هذا العمود دون أن يشعر ربما ... أو يتعمده .. لكن المهم أن دل هذا فيدل على قوة تأثير هذا العمود فالساحة ..

- وأقول :- نعم لأنه هو الرافد الأساسي في تكوين شخصية الشاعر العماني والدليل لهذا أن أكثر الشعراء والمهتمين بالأدب في يوم صدور هذا العمود الجميع يبحث عنه أولا ثم عن القصائد المنشورة .. ولم يأت صحفي أو معد صفحة أو ناقد أو كاتب قبل مسعود ولا بعده وكتب عموداً.. ويكون له هذا التهافت على قراءته ..

وهذا الإهتمام من الشعراء والكتاب على متابعته يدل على أنهم وجدوا ضالتهم فيه .. ثانيا أنه كسب ثقة القراء حيث أصبح ينتظر في كل أسبوع ..

2- الدور التوجيهي والقيادي لهذا العمود .

كان وما زال كتابة هذا العمود له الدور الأكبر في انتقاء الطريق والدلالة عليه .. حيث كانت المدرسة الشعرية العمانية الحديثة في طور التكوين .. وكان الشعراء لقلة مصدرهم من الإعلام الشعري , وغير مطلعين ولا يعرفون وجهت الريادة .. فكان دور هذا العمود التقييم والتقويم للإنتاج الشعري للشعراء ..

والدليل أن معظم الرموز للشعر العماني الآن قد أنطلقوا من تحت عباءة هذه الصفحة وتعليمات هذا العمود ..

3- الدور النقدي للعمود ..

كان ممارسة النقد في هذه الصفحة من خلال نقطتين . الأولى :- العمود سموات وهو التوجيه العام للساحة وللمتابعين بشكل عام وفيها من الانتقاء والفكر ما يخبرك ماذا يراد من الشعراء فالفترة القادمة وماذا حققوا وإلى أين وصل المستوى الفكري لهذه الساحة وما ينبغي على الشعراء أن يسلكوه إن أرادوا الريادة في هذه الساحة والساحات المجاورة وقد حدثت هذه الثورة الشعرية وغزت الساحات الخليجية وقد شهدا شاهدٌ من أهلها بهذه الأسبقية العمانية على الساحات الخليجية ..

-. وثانياً :- ما يكتب من تعقيبات في مقدمة كل قصيدة حيث تعتمد النظرة التحليله في النقد
وبعض أحيان النظرة الشاملة حيث تجد من خلال تعقيب الأستاذ / مسعود على القصيدة المنشورة .. يتبين لكَ الجودة من عدم الجودة ..
وهو توجيه شخصي للشاعر .. و من وراءه الشعراء المتابعين. أن القصيدة التي تستحق النشر أو بالأحرى القصيدة التي يجب أن يكتبها الشاعر .. يراعى فيها معايير الجودة العالية حتى تكون فالمقدمة .. ويكون شاعرها قد حقق انجاز يتشرف به . ومن هنا يستحق الثناء .. ويبن الأستاذ // مسعود علامات الثناء على القصيدة لماذا قيلت .. وهذا هو التوجيه الغير مباشر للشعراء المتابعين وتوجيه مباشر للشاعر الناشر للقصيدة .



4- ماذا جمع الأستاذ / مسعود في هذا العمود حتى حقق الريادة ؟

حتى حقق هذا العمود ما وصل إليه من قراء ومتابعين .. وحقق إستمرارية غير عادية .
أحتوى على التالي :-
1- تنوع الطرح الفكري من أسبوع لآخر .
2- رسم سياسة القصيدة المراد تحقيقها , حتى تصل إلى أعلى المستويات الأدبية .
3- تكريم الشعراء الرواد .. وذكر بعض من منجزاتهم كحافز للجيل الحالي .
4- ذكر سلبيات بعض الممارسات الشعرية والحث على تجنبها فالمستقبل الشعري لدى الجيل الحالي .
5- ذكر الإجابيات فالمنجزات المحققة والحث على المحافظة عليها .
6- رسم طريق الإنجاز للشعراء الساحة .. ولهم الخيار .
7- الحيادية فالطرح , والموازنة بين الإتجاهات الشعرية فالساحة العمانية .
8- الحث على القراءة والإطلاع .
9- ملئ ثقافة القصيدة . لكل شاعر يبحث عن الجمال والإبداع .
10- طرح الرأي والرأي الآخر في بعض المسابقات والمهرجانات القائمة .
11- مراعات هذا العمود لثقافة المتلقي العماني ودرايته بمستوى ثقافته .
12- العمود لا يعيد نفسه . ويبث كل جديد ( ويدل هذا على إحترام كاتب العمود لقراءه )


- ولعل هذي النقاط كفلت لهذا العمود الريادة والإستمرار حتى أصبح واجه أدبية .. ومن أراد إجراء دارسة عن الساحة العمانية يكفيه أن يتتبع هذا العمود ويعرف حيثيات هذه الساحة وكل ما دار ويدور بها .. وربما التنظير بمستقبلها الشعري القادم .



5- أنتصار هذا العمود للشعر والذائقة السليمة ..

ما فتئ هذا العمود وهو على الدوام ينتصر للذائقة الشعرية . والبحث عن مواطن الجمال لدى القصيدة العمانية .

- كذلك قد فجر هذا العمود الكثير من الطاقات الشعرية . وكان هو من أظهر ودعى للثورة الشعرية الهائلة في الساحة العمانية .

- كذلك .. لم يدع هذا العمود للثورة الثقافية العشوائية لدى الشعراء حيث قنن هذا الظهور بالجمال الذي يكسو القصيدة العمانية وبعث على ثقافتها .

- والحث على مواكبة الركب الخليجي والتفوق عليه وتوظيف الدواعم الثقافية العمانية القديم منها والحديث . وبين أهمية الثروة الفكرية العمانية الكامنة ويجب أظهرها للوجود واستغلالها لخدمة كل ما هو يناسب الأديب العماني وخدمة مسيرته الأدبية .

6- ماذا يجب علينا اتجاه هذا العمود ..وصاحبه .. ؟

1- تثمين هذا الجهد الجبار ومعرفة حقه .
2- تكريم صاحب هذا العمود ولو بجائزة يقترحها الشعراء وهم كثر تسلم في حفـل كبير يحضره كل الشعراء. أحتفاءاً بهذا الأستاذ .
3- الغريب أن نحن لا نكرم عظمائنا إلا بعد أن نفـقـدهم . وننتظر منهم التكريم . في كل مرة يأتي التكريم لأحد منا والأحتفاء به من قبل الأستاذ مسعود فالمجلس أو في مكان آخر ولم يأتي يوم نقترح فيه أن نكرم هذا الشهم العملاق .
4- وبالعكس يأتي من بعضنا عض اليد التي ساعدت على تألقه ووصوله لهذا المستوى .





7- الخلاصة ..

كان هذا جانب من جوانب الإضاءات لهذا العمود وكاتبه .. والنقاط البيضاء كثيرة لا استطيع حصرها في هذه العجاله . ولكن غيض من فيض . وتوضيح ما من حقه الوضوح .
ولكم الشكر والتقدير .

تحياتي // صالح السنيدي