قصيدة : استعراضات

[خالد الحمداني]

3-( استعراضات )
موسى بأقْداره خلى في آن وافق منْزلا
لحظة نزوله قد علا مامور نعلك فاخْلعه (1)
واذْهب إلى فرعون قلّه باطلن ما قد خلا
والحق مجينا يزهق الباطل بوسط المعمعه
شتّان لكن جيتكم ذا اليوم تحديني هلا
كمّا حدت أيّام شهرن بدرها لا مطلعه (2)
في يوم لي ما ودّعك ربّك ولا إنّه قلى
ما ضنّتي معقوب سيّه متّكل ربه معه (3)
أدليت دلو افْكار في جبّ القريحه فامْتلى
ثم عوّديته قربتن هي بالمعاني مترعه (4)
يطرب جزيلي ناقدن واسع فواد الكلكلا
ينسرّبه يمسي يعلّي عالجزيله أشرعه (5)
لنْ كل زياده مرخصه ما غير قولي للغلا
لنّه صناعة خافقن ينبض وذوني تسمعه (6)
وانّي لمنطوقي ملك سلطان لي نعمن ولا
حاشا عن اللفظ المعيّب لو تهيّا أجمعه
يمّ الحسن يا غانيه عن كل حلى زيدي حلى
ما دام كل خاتم عرف بيدش محلّه واصْبعه (7)
خطّاب ودّش ما لقوا من صون عرضش مدخلا
وانْ كان هم قد عرّضوا باسْمش لجل متدلّعه (8)
تمشين في بحرن بصدرش والعجز بحره إلى
بحر الصدر مدّه وجزره بالرضى هو يتبعه (9)
عديتها قصدي بها يرتاح قلبي من بلا
مثّر عليْ من زود عامن منتويها تقلعه
عامن ونا علك العواذل أو تهايوني كلى
وانْ كان حظي ما شجر بيدي فسلته وزْرعه (10)
ما كل فتى دلّى حباله عاد له نفع الدّلى
وامْحال هي بدّت غنيمه كل غزات الموقعه (11)
لكن بصير الناس يرّث دوم هو نفسه سلا
لنّ الفوايد بالمقدّر ما تجي بالمشجعه (12)
ياللّه تيّدني بآيه هي كموسى فالملا
وارْمي عصى شعري وتلْقف سوء حظي تبلعه
وامْسي كفارس ينتقي هو ماسّروج الأمثلا
يومن ظهور الخيل كعّت من شيال البردعه (13)
يا ساتذه ماني مقفّي ذا قصيدي مقبلا
مبنى ومعنى هنْ سوافر ما عليهن أقنعه
وانْ كان بعضن مالمعاني يطلبن منكم جلا
عدّيتكم وانْتوا أهلها بلْتقي فيكم سعه
فانْ كان جازيتوا مراحب وانْ عذلتوني على
تقصير منّي طالبن جدوى محمّد مشفعه

1- خلا : أي إنفرد . الآن : ظرف للوقت الحاضر .
2- شتّان : تستخدم لتعظيم الفرق بين الشيئين . تحديني: تسوقني وهي من حدى الإبل أي ساقها وحثّها على السير .
3- قلى : أي أبغض وهجر من قول الله تعالى (( ما ودّعك ربّك وما قلى )).
4- الجب : البئر الواسع .
5- الجزل : الكثير العظيم من كل شي .الفؤاد : القلب . الكلكل : الصدر .
6- المعنى أنّ الزياده في الأشياء ترخص قيمتها ، إلا أن قول الشاعر زياده مختلفه فهي على عكس ما تصنعه الزياده في الأشياء من رخص .
7- الغانيه : هي المرأه التي اغتنت بحسنها عن الزينه ، ويشبه الأبيات بالخواتم التي عرفت أماكنها في القصيده أو اهتدت إليها .
8- خطّاب ودّش : يقصد بها النقّاد . وصون العرض : مبنى القصيده ومعناها .
9- في هذا البيت يتحدث الشاعر عن البحر الذي كتب عليه هذه القصيده وهو مجزوء الكامل موضّحاً أنّه قام بتكرار البحر في صدر البيت وعجزه .
10- العلك : ما يعلك في الفم . الكلا : من الكلأ وهو العشب رطبه ويابسه .
11- يقصد الشاعر هنا أن استخراج الماء من البير ليس موكولاً بانزال الدلو فيه فقد يكون البئر لا يحتوي على ماء أو أنّ الدلو الذي أُنزل مكسور فلا يحتفظ بالماء .
12- بصير الناس : المتأمل المتبصّر المهتدي . سلا : من السلوان وهو ما يذهب الهم والحزن .
13- السروج : جمع سرج وهو رحل الدابه ويوضع على صهوة الفرس . البردعه : ما يوضع على ظهر الحمار ليركب عليه .