التراث والثقافة تشارك بـ"250" عنوانا في معرض صنعاء للكتاب

[سالم الوشاحي]

صنعاء ـ من جمال نعمان:

تشارك وزارة التراث والثقافة ضمن 270 دار نشر عربية في معرض صنعاء السنوي في نسخته الـ 29. بحوالي 250 عنوانا ورغم التنوع اللافت في العناوين المعروضة مازال الكتاب الديني الأكثر حضورا ويحظى بالنصيب الأوفر من اهتمام المرتادين للمعرض، وهو ما أكده مروان دماج أمين عام نقابة الصحفيين اليمنيين في حديثه لـ( الوطن ) فقال: رغم التركيز لدور النشر ذات التوجهات الدينية إلا أن المعرض منفتح على كل الأفكار وتجد فيه كل التنوعات". مئات الآلاف من عناوين الكتب والمطبوعات في شتى المعارف والعلوم تتزاحم في معرض صنعاء للكتاب في اطلالة سنوية تحاول الابقاء على روابط متينة بين الكتاب والقارئ اليمني. معرض الكتاب الذي فتح ابوابه قبل خمسة أيام بلغ عدد زواره نحو 700 ألف زائر من مختلف فئات وشرائح المجتمع وطلاب وطالبات المدارس والجامعات.
وحسب ما نقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" عن نائب رئيس الهيئة العامة للكتاب رئيس اللجنة العليا للمعارض علي حسن الحريبي "أن المعرض يشهد إقبالاٌ كبيراً للزائرين وطلاب وطالبات المدارس والجامعات، للتعرف على اخر الإصدارات المحلية والعربية في مختلف مجالات العلوم والمعرفة، حيث شهد الخميس إقبالا كبيرا وازدحاما شديدا للزائرين نتيجة زيارة طلاب وطالبات 30 مدرسة حكومية وأهلية". واعتبر الحريبي المعرض ناجحاً حتى الآن رغم الصعوبات والتحديات غير المتوقعة التي يواجهها المعرض، وتأخر بعض الحاويات عن موعدها المحدد. وأوضح: وصلت الخميس ست حاويات تأخرت في الميناء نتيجة مشاكل فنية تتعلق بالشركة الناقلة، إضافة إلى اكتشاف بعض المخالفات لبعض دور النشر الخارجية حيث عثر في بعض الحاويات التي تم انتقاؤها عشوائياً لإجراء عملية الفحص والمطابقة على شحنات عبارة عن ألعاب أطفال، مخالفة لقوائم المشاركة وعقد الاتفاق بين الهيئة ودار النشر، التي يفترض أن تحتوي على كتب فقط، مما أدى إلى حجزها والتحقق في أمرها.
من جانبه قال الدكتور عبد الله عوبل وزير الثقافة اليمني لـ( الوطن ): "المعرض رسالة إلى العالم بان الشعب اليمني يعيش حياة طبيعية كسائر الشعوب الأخرى وأن البلد تتعافى، هذا المعرض يحتل أهمية كبيرة باعتباره تظاهرة ثقافية هامة جدا وباعتبار ان اليمن فيها أكبر نسبة قراء تختلف عن الدول الأخرى بان نسبة القراء تزداد يوما عن يوم".
السباق على عقل وقرار القارئ والمثقف فتح ابواب معرض الكتاب امام المنتج المعرفي دون رقابة وهذا ما يميز هذه النسخة من معرض صنعاء حسبما أكده رئيس الهيئة العامة للكتاب في اليمن عبد الباري طاهر وقال لـ (الوطن): " لا توجد رقابة سابقة ولا لاحقة السوق هي التي تفرض بضاعتها ما هو موجود في الدور العربية ما هو موجود في المطابع العربية يقدم للناس".
في مساحة صغيرة حشد المعرض عناوين ومؤلفات متباينة وأحيانا متصادمة واختزل مساحات كبيرة من الجدال الفكري. لتبقى كتب الدين والسياسة الأكثر حضورا. الانشغال بالسياسة لم يختف عن أجندة بعض الناشرين. فهناك من استغل المعرض للترويج لشعارات سياسية ذات طابع طائفي. ما يزيد من حظوظ كتب التراث والمؤلفات المذهبية باعتباره استمرارا لحالة التعبئة الفكرية والصراع السياسي. وأوضح د زيد بن يحيى مدرس في دار المصطفى للدراسات الإسلامية في تريم لـ( الوطن ): "المرحلة التي تمر بها الأمة العربية مرحلة عصيبة ولدت الكثير من المآسي النفسية، بالاضافة إلى ما هو معلوم من تأجيج لبعض الخلاف الطائفي والتشجيع على ذلك بالنصوص الدينية مما جعل الناس تلجأ وتبحث وتتأكد لتستبصر في كتب التراث" ، ويحاول الكتاب الالكتروني أن يشق طريقا نحو القراء مقدما مجالات معرفية متنوعة. قد يطول الوقت قبل أن يجد حيزا من اهتمامات القارئ اليمني الذي يظهر شغفا بالكتاب والقراءة رغم الظروف الاقتصادية غير المواتية.

جريدة الوطن