بهدف الاستفادة من أساليب وأدوات التقويم في الحقل التربوي

[سالم الوشاحي]

عشرة من معلمي ومشرفي مادة اللغة العربية يزورون المملكة المتحدة
واصل الوفد التربوي الزائر الذي يضم عشرة من معلمي ومشرفي مادة اللغة العربية، من مختلف محافظات السلطنة أعمال برنامج زيارته للمملكة المتحدة، والتي تتناول محور التقويم التربوي، وتهدف الى اطلاع المشاركين على أساليب وأدوات التقويم المتبعة، في هذه الدول ونقل الاستفادة منها إلى الحقل التربوي.
حيث قام الوفد الزائر في اليوم الأول بزيارة معهد التعليم بلندن، والتقوا بمجموعة من المختصين من بينهم الأستاذة جويس مكفارلين، المسؤولة عن برنامج الاستشارة الدولية والتنمية المهنية المستمرة، حيث قامت في البداية بالترحيب بالفريق الزائر متمنية لهم الاستفادة من الزيارة وفعالياتها. وقدمت بعد ذلك شرحا مفصلا عن سياسة التقييم وتطبيقها بالمملكة المتحدة، بالإضافة إلى تنمية التعليم والتقييم لسن (11-16)أي الصفوف (7-12)، وأشارت إلى آليات التقييم للمدارس بشكل عام وذلك عن طريق هيئة حكومية مستقلة عن وزارة التربية والتعليم لمتابعة الأداء تسمى أوفستد (مكتب معايير التعليم) حيث تعنى بإصدار تقارير سنوية أو فصلية حول مستوى أداء المدارس في مجال التعليم وبالتالي تعطي الحكومة مؤشرا عاما لتحسن أداء الطلاب أو انخفاضه وذلك بمتابعة وتحليل نتائج المدارس في الاختبارات القومية (المركزية) التي تعدها الهيئة، ونتيجة لذلك تصدر الهيئة تصنيفا بالمدارس بثلاثة مستويات (فوق المعدل، والمتوسط، والضعيف) ولديها سلطة المتابعة والتفتيش.
بعد ذلك تحدث كريس هزباندر - مدير المعهد- عن التعليم في المملكة المتحدة حيث أشار في حديثه إلى أن الحكومة تسعى إلى بناء قاعدة من التربويين والمعلمين الذين سيحملون على عاتقهم تطوير التعليم، وبناء سياساته، وإنجاح التعلم من أجل الوصول إلى الأهداف ومظاهر النجاح وجودة التعليم على أن الجودة في التعليم لا تتجاوز في الغالب جودة المعلمين، وبالتالي ينبغي العناية بالمعلم وتأهيله وتنمية مهاراته وهذا ما نسعى إلى تحقيقه في معهد التعليم مشيرا إلى أن عملية التغيير تحتاج إلى أدوات وسياسات واضحة وقناعات من المعنيين بالتغيير من الإدارة والمعلمين والالتزام بالتغيير وتحقيق الأهداف المنشودة .
بعدها قام الوفد بزيارة المكتبة التربوية والتي تعد أكبر مكتبة تربوية في أوروبا في مجال الدراسات التربوية حيث يوجد بها دراسات تربوية منذ عام 1920م حاصلة على معدل امتياز وهي تعتبر مرجع للباحثين التربويين في مجالات التعليم المختلفة، بالإضافة إلى دراسات مقارنة للعديد من أنظمة التعليم في العالم ومنها سلطنة عمان.
وبعد ذلك ألقى ماكس كوتس أحد الرواد في برنامج القيادة عرضا تقديميا حيث ركز على بعد التقييم من التعليم ومدى ارتباطه بطرق التدريس، وأن التقييم له استخدامات عديدة حيث يعطي أولياء الأمور فكرة عن تحصيل أبنائهم وتطرق في حديثه عن التقييم من أجل التعلم (التقويم البنائي أو التكويني) وهذا النوع من التقييم يرتبط بالتدريس وبالتعلم بصورة أكبر فعندما يكون التعليم مصمما ليسمح للمتعلمين التركيز على الأفكار السابقة فبالتالي يمكنهم من التعلم التلقائي أو الذاتي.
وركز على نتائج التقييم من أجل التعلم لأن ذلك يؤدي إلى مشاركة الأطفال الأنشطة بتعلمهم الشخصي وإعطائهم تغذية راجعة.
كما قام الوفد في اليوم الثاني بزيارة لمدرسة ويستلي المجتمعية للطلاب من سن (11-16) سنة للصفوف من (7-12) وهي مدرسة مختلطة تطبق نظام الدمج الجزئي لطلاب من ذوي الاعاقة، وتقع في منطقة وست هام على مشارف لندن، تم خلال الزيارة عقد لقاء مع إدارة المدرسة العليا والتي تضم مدير المدرسة ونائبين له أحدهما مسؤول عن التقييم والآخر عن الأعمال الإدارية، إضافة إلى وجود أربعة مساعدين لمدير المدرسة، كما أن هناك إدارة وسطى تتكون من أربعة عشر معلما أول في كل مادة دراسية بالإضافة إلى وجود مساعدين لبعض المعلمين إذا اقتضت الحاجة لمساعدة المعلمين في الإدارة الصفية وفي رفع دافعية بعض الطلاب نحو التعلم كما تقدم المدرسة دورات للمعلمين لتحسين أدائهم في المهارات التدريسية المختلفة ويطلب منه كتابة تقرير عن الاستفادة من التدريب، وكيف سيؤثر ذلك على أدائه في تحسن الطلبة، وتنسق المدرسة مع إحدى الجامعات لتقديم دورات للمعلمين، ونتائج الاختبارات تعطي مؤشرا عن مدى الاستفادة من تلك الدورات.
وتم التعرف أثناء الزيارة على آليات المتابعة والتقييم للطلاب من خلال تقارير دورية ترسل إلى أولياء الأمور، حيث دعم المدرسة مرتبط برضى أولياء الأمور عن أداء تلك المدارس لأن انسحاب الطلاب من المدارس أو ضعف الأداء يقلل من الدعم المقدم من الحكومة بالإضافة إلى أن الدعم مرتبط بعدد الطلاب بالمدرسة كما تم تنفيذ زيارات صفية من قبل الوفد لعدد من الساعات الدراسية للاطلاع على طرق التدريب، وأساليب التقييم، والأنشطة الصفية المقدمة للطلاب .
وسيستمر برنامج الرحلة الحالية الى يوم الاربعاء الموافق 13 مارس حيث سيتضمن زيارة عدد اخر من المدارس والمراكز في حين يخصص اخر يوم لإعداد خطط عمل فردية من قبل المشاركين. جدير بالذكر أن هذه الزيارة هي الثالثة التي تنفذ ضمن برنامج التربوي الزائر، والذي قامت وزارة التربية والتعليم بالبدء بتنفيذه في العام الماضي بهدف تطوير الكفاءات التربوية وتعريفها بالمستجدات في مجال التعليم حول العالم. ويستهدف البرنامج مشاركين من جميع التخصصات العلمية والأدبية ولا يشترط إجادة اللغة الإنجليزية للترشح للبرنامج حيث يتم توفير مترجمين للتواجد مع المشاركين طول فترة الزيارة

جريدة عمان