من أجمل ما قرأت حجّ ولم يحج

[ناجى جوهر]

حجّ ولم يحج
والسبب؟




قيل والله أعلم أنّه عندما أراد أحد الاشخاص حج الديار المقدسه بعد أن تقاعد من العمل
ذهب إلى ملاّك مكتب حج وعمرة وإتفق معهم على أن يرافقهم إلى الحج
وبعد أن قدّم كل اوراقه الثبونية, وعمل التطعيمات اللازمة بقى عليه أن يدفع مبلغ تكاليف الحج
للمكتب الذي إتّفق معه
وكان الإتفاق يقضي بأن يدفع المبلغ في نفس يوم السفر, وكان منظمٌّ الى مجموعة ستسافر بالباص
وفي اليوم الموعود جهّز شنطة ملابسه وكل حاجياته وملابس الاحرام, وأخذ يودع أقاربه وأصدقائه
بالجوال, وفيما كان ينتظر الباص على باب بيته صباحا وعلى حين غرة
رأى إمرأة تدور حول درام زبالة (برميل قمامة)
وكانت بجانب الدرام غنمة ميتة (نعجة ميّتة) أخذتها تلك المرأة وسحبتها
فأستغرب الرجل فعل المرأة وتبعها الى أن وصلت بيتها, وبيتها عبارة عن بيت قديم وفيه حوش صغير
وهي تعتبر جارة لهم في نفس الحارة بس لا يعلم عن حالها الا الله, فسألها الرجل وقال:
ليش خذيتي هذه الغنمة الميته من الزبالة وأيش بتعملين فيها؟
ترددت المرأة في الجواب وأخيرا أخبرته عن حالها وقالت:
انا حرمة ماعندي حد يعيلني وعندي أطفال وضاقت الدنيا علينا وأطفالي جياع وما أكلو أكل من يومين تقريبا
وأستحيت أطلب الناس يساعدوني وأنا شريفة ما أرضي لنفسي الاهانة او حد يستغلني
صابرة على نفسي وعلى أطفالي واليوم الفجر رحت للزبالة ادور لي أي شيء يسكت جوعي وجوعهم
وكنت متعمده أخرج ادور اي أكل بهذا الوقت بالذات علشان اكثر الناس نائمة في هذا الوقت
وما حبيت حد يشوفني بهذا المنظر
فرق قلب هذا الرجل لها وأعطاها كل المبلغ الذي معه المخصص للحج, وعدها بفتح حساب في البنك
يودع فيه شهريا نصف راتبه التقاعدي, ورجع هذا الرجل إلى بيته
وما لبث قليلا حتى وصل الباص الذي كان سيسافرعليه إلى الحج فاعتذر
بأن ظروف طارئه استجدت معه ولن يستطيع ان يرافقهم فودعوه وودعهم
وذهب على الفور إلى البنك وفتح حساب توفير باسمه وأخذ بطاقه السحب من البنك واعطاها الحرمة
واشترى بعض الأغراض المهمه حسب استطاعته بحيث انها لاتلجئ له
او تنتظره شهريا بل تسحب نصف راتبه من البنك بانتظام
ومرت الايام ورجع الحجاج من الحج وبعد أيام قابله احد الحجاج وسلم عليه وهنا حدثت المفاجئة



احد افراد الحمله يعاتب الرجل ويقول له: عيب عليك الذي سويته فينا قال له: ياخي صارت ظروف وماقدرت
اسافر معكم رد عليه الرجل العائد من الحج: ايش تقول انت احنا شفناك تطوف بالكعبه المشرفه وناديناك بس
انت ماترد علينا ومتاكدين من شكلك انت باين عليك رحت مع حمله ثانيه وماتريد تروح معنا يحلف الرجل انه
ماراح ولا سافر مكان قال له: فلان شافك وفلان وفلان يشهدو انك كنت تطوف بالكعبه بس بسبب الزحمه
ماقدرنا نسلم عليك بس المسافه كانت بيننا قريبه وشفناك وجها لوجه ومتاكدين انك انت استبشر الرجل خيرا
بهذا الكلام وقال: يمكن الله كتبها لي حجه معكم
وفي السنه الثانيه اكد بعض اصدقاء هذا الرجل رؤيتهم له بموسم الحج على جبل عرفه
والله أعلم.



منقولة
بتصرّف مجهد


لا أستبعد حصول مثل هذه الكرامة من العلي القدير
فالرجل يستاهل كل خير, فلقد ستر أسرة مسلمة
وقتل الفقر والجوع المهيمنين على حياتها
محتسبا الأجر والثواب من الغني الحميد
وأعتقد ان الذي رآه الأصدقاء هو ملك
خلقه الله على هيئة الرجل وشكله
لتكون الواقعة عبرة لنا وبشرى
للرجل المحسن بارك الله فيه
ووفقنا لفعل الخير
ونفعنا ببرّه
آمين