روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,532ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,793ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,293
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,498عدد الضغطات : 52,277عدد الضغطات : 52,380

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-07-2010, 01:18 PM
الصورة الرمزية مريم
مريم مريم غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 48
افتراضي قصة / رائحة وأذنان

في صباح يوم الخميس وبينما كنتُ ألعب مع البنات في ساحة الحارة، مرت من جوارنا - فخرية - زوجة سالم العريض ، توقفنا جميعا عن اللعب وتبادلنا الغمز وهمست لي ندى : أمي تقول بأنها ليست حرمة. لم أعر حينها كلام - ندى - إي اهتمام ؛ لأن لولبات الشرود خطفت فكري للأمس حيث تراءت لي الصورة التي تضم جدتي وأمي ولفيفا من الجارات، وتذكرت قول جدتي يومها : محمد الدلو هو من اسقط المسكين سالم العريض في بئر مزرعة النخل. وردت عليها جارتنا - سلامة - بنت خالد العيار : الله ينتقم من محمد الدلو و فخرية الكلبه، تآمرت مع ولد الحرام على زوجها. وقالت بعدها جدتي وبأسى بالغ : أخذت ذنوب القتل فوق ذنوب خيانتها لو تطلقت وبعدين انقرعت تتزوج ولد الدلو ما كان أخيّر لها. حدثتني نفسي: ( إذن فخرية حرمة ما زينة، وسوت الحرام، وعلشان كذا ما يحبوها أهل البلاد، بس مو ذا الحرام بمسوتنه ؟).صفعتني - تهاني - على ظهري وصرخت : خلونا نكمل لعب.ولكنني لم أتمكن من مواصلة اللعب، فصورة فخرية لم تغادر فكري بعد، لذا قررت العودة إلى البيت.
دخلت البيت مهرولة، وسألت جدتي بحروف لاهثة :جدوه مو يعني الحرام ؟ ولكن جدتي لم تعر لسؤالي أذنا، فتقدمت منها وبخوف شديد همست لها : ما الحرام الذي سوته فخرية زوجة العريض ؟و نظرت لي جدتي نظرة خاطفة ثم أمسكت يدي وقادتني إلى غرفتها وأنا أكاد أن أسقط لشدة خوفي من نظراتها الغامضة وشعرت بأن غرفتها تخلو من أدنى ما أحتاج إليه من الهواء ؛ لذا كدت أن أختنق بريقي عندما لمحتها تحكم غلق الباب.
تقدمت جدتي ناحيتي وجلست بقربي صامتة ثم تنحت إلى الوراء وفتحت خزانة ملابسها وشرعت تنظمها أو بالأحرى تتظاهر بتنظيمها، ولم أنبس وقتها ببنت شفة ودون أن تدير وجهها ناحيتي سألتني : هل تصافحي نساء الجيران ؟أومأت برأسي بالإيجاب. فأردفت : ورجال الجيران ؟ فأجبتها رغم حيرتي من سؤالها : نعم، الشايب حميد وأبونا صالح وعمي سالم و بس. أدارت حينها وجهها قبالتي وهي تطبق على شفتيها بصرامة بالغة وكأنها تخشى أن تفلت الكلمات منها إلى مسامعي. وقالت : والباقي ؟ أجبت :لا أحد.فاستطردت حينها جدتي في الكلام وقالت : أتعلمين... إنك لو سمحت لأي رجل أن يلمسك (وأكملت بلهجة الواثق) فستصبحين مثل فخرية.
ثم عاد الصمت يخيم على الأرجاء وكأن خيوط الكلام أفلتت فجأة من بين أنامل جدتي.ثم أكملت مصوبة نحوي عينيها كرصاصتين من نار وشرر : نعم ستكونين مثلها، وسيشتم منك رائحتها النتنة، وسيكرهك الجميع ولن يرحمك بعدها الله. ثم واصلت كلامها بصرامة أكثر : وستتبع الكلاب خطآك. وصلت كلمات جدتي إلى مسامعي كأجراس الإنذار وبقيت واجمة فمي، مبحلقة بعيني في الآشئ. وبهمس سألت جدتي :لكن فخرية، لا تتبع الكلاب خطاها ؟!. فردت عليّ جدتي بذات الوتيرة الحادة : أنا لا أقصد الكلاب، بل الرجال السيئون. صرخ في أعماقي سؤال جديد ولكن الشجاعة لم تواتني بنصيب منها يكفيني لأطلق سؤالي اليتيم من شفتي الجافتين كشفتي غريق قديم. أردت أن اسأل: (وهل الرجال كلاب ؟!). لكن جدتي أراحتني من تكلف عناء السؤال وتابعت قولها : باختصار بعض الرجال كلاب، يتتبعون رائحة المرأة السيئة. وبصوت يكاد لا يصل حتى إلى مسامعي همست : لماذا ؟! تابعت جدتي حديثها دون أن تجيب على سؤالي وهؤلاء الرجال لا أحد يعرفهم أو يستطيع تميزهم ؛ فهم دائما بثياب بيضاء وحدهن النساء من يحملن أغلال خطاياهن كالسلاسل على عواتقهن وإلى الأبد ، بل وتستحيل ثيابهن إلى شتى ألوان الذنوب.
أرعبني صرير خزانة جدتي وهي تغلقه ببطء وكأنها تخشى عليه الكسر، لتسقط بعدها كلماتها الأخيرة لحديثنا :ستكبرين وستتفتح عينيك حينها على كل الأمور. كان فكري يومها مثقلاَ بالمعلومات الجديدة التي أخذت أرددها بيني وبين نفسي (فخرية رائحتها نتنة، وبعض الرجال كلاب، وهم يتتبعون روائح النساء السيئات التي تستحيل ألوان ثيابهن إلى ألوان عدة بينما تبقى ثياب الرجال بيضاء !)، أقسم إني رأيت في اليوم التالي محمد الدلو بأذنيّ كلب، وسددت أنفي عندما مررت على بيت فخرية لأن رائحة نتنة لا يمكن تحملها كان المكان بها يعج ، وتعودت كذلك بعدها على رؤية أذنيّ الكلب في رجال آخرين فأنا أراها دائما في- سليمان ود حمد - وهو في طريقه إلى المسجد، وأشتم رائحة فخرية النتنة في نساء أخريات – كنسرين- التي تعمل ممرضة في عيادة - ود المبشر-.
واليوم أكاد أجن فثمة أذنان ترتفعان من رأس ولدي، لا أصدق إنها كأذنيّ الكلاب ! .
__________________
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:11 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية