روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,526ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,785ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,280
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,490عدد الضغطات : 52,271عدد الضغطات : 52,373

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-05-2015, 03:59 PM
فيصل مفتاح الحداد فيصل مفتاح الحداد غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
المشاركات: 206

اوسمتي

افتراضي حارة الدجاج

حارة الدجاج
لم يكد هذا الديك يمر بإحدى دور الدجاج ، حتى وقعت عيناه على كتكوتة
كالعاج ، جميلة رشيقة ، نظيفة أنيقة ، لم يكن قد رآها من قبل قط ، أو
علم بمثلها في قبائل البط ، قعد في موضع مجاور ، يسأل عنها ويحاور ،
وقد أطلق العنان لعينيه ، ووزنها بمقلتيه ، فرجحت في ميزان عقله الحاد
، وثقلت في كفة فكره الوقاد ، ومازال يجلو بصره منها ، ويستوفي
الحديث عنها ، حتى علق منها بقلبه ما علق وقال سبحان من خلق ،
لا أظنها كسائر الدجاج ،وهي تزهى بهذا الحسن الوهاج ثم عاد إلى
بيته وقد أضناه الجمال ، وأودى بمهجته في الحال، وما إن أشرق صباح
اليوم التالي حتى أسرع بالخروج والسير ، وكاد من لهفته أن يطير ،
ويسلك مسالك الطير ، ولما اقترب من موضعها قعد يترقب خروجها
الموعود ، من قصرها المرصود ، وما لبثت أن خرجت تستنشق أنفاس
الصَّباح ، بعد أن أشرق بضوئه ولاح أما هو فقد مدَّ رأسه ، واستشعر
أنسه ، وكأنما يتأمل شيئاً حادثاً ليس له به عهد ، أو معلماً من معالم
المجد ، وها هي تمشي ..تقترب من أكوام الأمنيات ، إنها على بعد
خطوات...صاح صيحته المألوفة ، ونغمته المعروفة ، محاولاً جذب انتباهها
إليه ، وتحويل قلبها عليه ، ولكنها ولته ظهرها باستعجال ، ومضت في
سبيلها في الحال ، أسرع الديك يسبطرُّ خلفها ، أيتها الكتكوتة الجميلة
اسمعيني ! فالتفتت إليه فجأة :
- من أنت ؟
-أنا جاركم الجديد .
-وماذا بعد ؟
- رأيتك فظننتك من حارة أخرى غير التي أسكنها ...
فابتسمت وأطرقت خجلاً ومضت ، فكأن روحه قد قضت ، فعاد إلى داره ، حتى
استقر في قراره، وفي نفسه منها صدوع ، وفي قلبه شيء مقطوع، ماذا
دهاني ؟ وأصاب كبدي وكواني ..
وفي اليوم التالي ..
-أين أنت يا ولدي ، انقر هذه الحبوب ، فقد أحضرتها إليك ، وجعلتها بين يديك .
-لا أريد يا أمي ، ليس بي شهية للطعام ، أريد أن أنام ..
-لمَ ياولدي ؟ يا قطعة من كبدي ، ثم ما هذا الذبول الذي أراه ؟ ويحك ما لك ؟
أنجح الله أعمالك .
_ ثمة شيء أصاب كبدي ، وأوهن عضدي .
-لا تُخْفِ عني أمرك ، وصارحني بما تجنه في قلبك .
وبعد أن حكى حكايته ضحكت أمه وتهللت، وفرحت وتكلمت :
-لا بأس عليك..سنطلبها من أهلها ..هذا يوم سعيد ..
لم ينم أحد تلك الليلة وقد ضربت الدفوف ، ورقص الدَّجاج والضُّيوف ، وجاءت
الكتكوتة ترفل في زينتها ، وتخطر في مشيتها ، فانبهر الحاضرون ، وزغرد
القاعدون ، وهنأوا الديك بحصول المراد ، من بعد ما غاب وعاد ، وقد لبس
ثيابه الأنيقة ، وارتدى حلته الرشيقة ، فبدا كأنه القمر ، أو البدر في دجى
السحر ، ومازالت الأفراح على قدم وساق حتى آذن الوقت بالفراق ، فأخذ
عروسه وانسحب ، وعلى وجهه علامات الرضا والطرب .
__________________
فيصل الحداد
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:59 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية