روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,990
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,214عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 30-01-2014, 12:22 AM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

Post لغة الفن القصصــــــي دراســــــة نقدية .....

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للإفادة يسرني طرح هذه المادة القيمة أدناه ...


لغة الفن القصصــــــي:
دراســــــة نقدية



نجد أنفسنا مضطرين ـ شئنا أم أبينا ـ إلى الحديث عن اللغة، لأن كل أنواع الأدبية تندرج نحو ما يسمى بـ (فن القول) فاللغة هي أداة الأدب .. وهي وسيلة التعبير عند الأديب، غير أن الحديث عن اللغة في الشعر أو المسرح ، لأن اللغة في الشعر والمسرح يعبر عن ذاته دون أن يلجأ إلى إقناع .. لأنه لا يعبر عن غيره ، فصوت الشعر هو صوت الشاعر نفسه، وكذلك الحال بالنسبة للمسرح، لأن النص المسرحي يقوم على الحوار وحده، ومعنى هذا ـ باختصار شديد ـ أن اللغة في الشعر والمسرح ذات طبيعة تعبيرية واحدة أو متقاربة على الأقل، لكل أمر اللغة في فنون القص (الرواية والقصة القصيرة) أمر مختلف وأكثر تعقيدا للأسباب التالية :




أولا : لأن فنون القص تحاول أن توهم قارئها ـ فنيا ـ أنها تقدم له شريحة حية من الحياة الواقعية لشخصياتها بأعينهم ، ويعيشون في واقع اجتماعي محدد، وفي مكان وزمان محددين أيضا. فالروائي ـ حتى وهو يقدم رواية تاريخية ـ يكون حريصا على أن يصور هذا الواقع البعيد في إطار معطياته وظروفه الخاصة، حتى لا يتهم لأنه يزيف الواقع، ويلوي عنق الحقيقة . وبناء على هذا فإن الكاتب القصصي إذا كان مطالبا بأن يكون أمينا في تصويره للواقع ـ الإطار التاريخي أو الاجتماعي ـ الذي يشكل خلفية اجتماعية لأبطال الرواية أو القصة .. فإنه أيضا مطالب بأن يكون أكثر أمانة (ودقة) حين يجعل أبطاله يتكلمون ، لأن لغتهم يجب أن تعبر عن الواقع الخاص، الذي يعيشون ـ فنيا ـ في إطاره.
إن الشخصية أو المتكلم في الرواية ليس فردا باهت الملامح، وإنما هو ـ كما يقول عنه مؤلف "الخطاب الروائي " باختين ـ "منتج أيدلوجيا، وكلماته هي دائما عينة أيدلوجية (Idologeme) ". واللغة الخاصة برواية ما، تقدم دائما وجهة نظر خاصة عن العالم تنزع إلى دلالة اجتماعية.
ثانيا : إن اللغة في القصة والرواية ذات مستويين مختلفين .. هما السرد والحوار، فماذا نعني بهذين المصطلحين ؟

أ ـ السرد (Narration) :

مصطلح أدبي يقصد به ذلك النوع من الأسلوب أو طريقة التعبير، التي ينوب فيها الراوي عن الراوي ـ عن الروائي .. وعن الشخصيات ـ في سرد أو وصف أو تصوير أركان الحدث .. ومكونات الشخصية .. وعناصر المكان .. وطبيعة الزمان القصصي. وكما يمكن للروائي أن يسرد من الخارج ـ من خلال السرد ـ يمكن أن يسرد أيضا من الداخل، أي يعبر عما يدور داخل الشخصيات التي يصورها، فيقدم منولوجا ذاتيا، يعبر فيه عما يعتمل داخل فرد من أفراد عالمه القصصي،كما فعل طه حسين، وهو يتحدث عن آمنة ـ بطلة "دعاء الكروان" .. فيعبر هو أي الكاتب ـ عما تحسه هي ـ أي بطلة الرواية ـ فيقول : "وإني لأراها في طريقها نحو الشرق ، فيمتلئ قلبي رحمة لها وإعجابا بها وخوفا عليها، وأي قلب لا يرحم فتاة غرة لم تكد تتجاوز سن الصبا، وقد قذفت بها الأحداث في لجة الحياة الممتلئة بالخطوب والأهوال وهي وحيدة ليس لها عون، قد صفرت يدها من كل شيء، وفرغ قلبها إلا من الأمل(1)".

ب ـ الحوار (Dialogue) :

هذا هو المستوى الثاني من لغة القص .. وهو اللغة التي يعبر بها الكاتب عما يدور بين شخصياته من حديث أو قول أي يعبر عما تعنيه أو تفكر فيه كل شخصية من شخصيات التجربة القصصية، والشخصيات في إطار القصة ـ كما هي في واقع الحياة ـ يتفاوت مستواها الفكري ومزاجها النفسي وواقعها الاجتماعي، وهذا كله ينبغي أن ينعكس في الحوار.. الذي يتكلم به كل شخصية لأن النطق يجب أن يقوم على منطق ،وقديما قال أحد الفلاسفة : " حدثني حتى أراك .. !!".

وبناء على هذا يجب أن ينوب الروائي ـ بأمانة وصدق ـ حين يركب لغة الحوار التي تعبر عن شخصيات
عامله القصصي. وهذا الجزء من الحوار يدور بين أم وأبنائها في رواية "بداية ونهاية" لنجيب محفوظ،

حيث يعبر الكاتب ـ بدقة ـ عما يفكر فيه كل منهم، بما يكشف عن طبيعة كل واحد منهم بشكل متفرد ، قالت الأم : "نفيسة تحسن الخياطة، وهي تخيط كثيرا لجاراتنا محبة ومجاملة، ولست أرى بأسا في أن تتقاضى على عملها مكافأة.

وهتف حسن بحماس : عين الصواب ..
ولكن حسنين صاح بغضب ، وقد أحمر وجهه غضبا : خياطة ؟!
فأجابه حسن معترضا : ما عيب إلا العيب ، فلتكن .

فقال حسنين بحدة : لن تكون أختي خياطة، كلا، ولن أكون أخا لخياطة.
وقطبت الأم في غضب وصاحت به : أنت ثور، تأكل وتنام ، ولا تدري عن الدنيا شيئان وهيهات أن بفهم عقلك الغبي حقيقة حالنا!
وفتح فاه ليعترض ، لكنها صاحت به: أخرس.

فنفخ دون أن ينبس بكلمة، ورأت الأم أنها فرغت من معارضته ، فالتفتت إلى حسين، فالتفت عيناهما برهة قصيرة، ثم خفض الفتى عينيه وتمتم على مضض : إذا لم يكن من هذا بد فالأمر لله .. ! فقالت الأم بتأثر : ما عيب إلا العيب ما يقول حسن، لست أحب لأحد منكم المهانة، ولكن للضرورة أحكام ، ولا حيلة لي .. (3) ".

فهذا الجزء من الحوار ـ على سبيل المثال ـ نكتشف من خلال لغة الحوار فيه نوعية شخصية الأم الواعية التي تريد أن تحافظ على الأسرة بعد وفاة الزوج العائل لهم .. وشخصية حسن المتواكل الذي يسلم بسهولة، لأنه يريد أن يريح نفسه على حساب الآخرين .. ثم شخصية حسنين الانتهازي ـ الذي يريد المال ، ولكن يسوؤه ـ مظهريا ـ أن يقال إن أخته تعمل خياطة، وشخصية حسن المؤمن الذي صدق على كلام الأم بنفس راضية (إذا لم يكن من هذا بد فالأمر لله).

هكذا ينبغي أن يكون الحوار معبرا ـ بدقة ـ عن السمات المتفردة لكل شخصية ، وهذا يعني ـ بالضرورة ـ العناية بلغة الفن القصص : سردا وحوارا ، لأن بعض الكتاب يتوهمون أن (الشعرية) ليست شرطا للغة الفن القصصي، وهناك اليوم "دعوة عامة إلى ضرورة العناية بأسلوب القصة ، نجدها عند الناقد "رالف فريدمان" في كتابه عن "الرواية الشعرية" الذي درس فيه سمات هذا النوع من الرواية عند بعض الكتاب مثل : "هيرمان هيس، وأندريه جيد، وفرجينيا وولف".

وقد عقد فصلا عما أسماه بالتقاليد الشعرية التي ينبغي أن تهتم بها الرواية تنتمي إلى هذا النوع من الكتابة القصصية الشعرية، وبالطبع فإننا ندرك أن القصة شيء والشعر شيء آخر، لكن ما نلح عليه ـ بإصرار ـ هو أن القصة نوع أدبي بالدرجة الأولى ، وينبغي إلا يخلو أسلوبها اللغوي من ومضة بلاغية في السرد والحوار كما أن عدم امتلاك ناصية اللغة ، قد يوقع الروائي في خطر ـ أو خطأ على الأقل ـ إذا لم تستطع لغته أن تعبر ـ بدقة ـ عن الموقف المصور ، لذلك يقول الناقد الأمريكي "ألبرت كوك" في حديثه عن لغة القصة :

"إن الكلمات في تعبير قصصي لا تشير إلى كلمات أخرى فقط، ولكن إلى مشار إليه في الواقع ، والمشاهد التي تقدمها اللغة في رواية لا تأخذ مكانتها القصصية إلا بقدر ما ينبغي أن تكون صدى لحقيقة في الواقع(4)".


بعض الظواهر اللغوية في الرواية والقصة :

بعد هذه المقدمة النظرية عن لغة الفن القصصي ، نتوقف وقفة
تطبيقية عند بعض الكتاب لنبين موقفهم من قضية اللغة، ونستطيع أن نجمل موقف الكتاب جميعا من

قضية اللغة في اتجاهين كبيرين :
ٍ1 ـ اتجاه يستخدم العامية في الحوار والفصحى في السرد.
2 ـ اتجاه يستخدم الفصحى في الحوار والسرد.

الاتجاه الأول :

يستخدم ممثلوه الفصحى في السرد، والعامية في الحوار ـ من أجل الإيهام بالواقعية، حيث ينطقون الشخصيات في الرواية باللغة التي يتكلمون بها في الحياة اليومية، وقد بدأ هذا الاتجاه مبكرا في تاريخ الرواية الحديثة، حيث ظهر في الرواية العربية الأولى ـ التي اكتملت لبها عوامل النضج الفني .ز وهي رواية "زينب ـ مناظر وأخلاق ريفية" لمحمد حسن هيكل (1914) . وقد آثر هيكل أن يجعل شخصياته يتكلمون بلغة أهل الريف، الذي يعيشون ـ فنيا ـ في إطاره الروائي، وهذا الجزء من الرواية يؤكد ذلك :
"وجلس الرجل (أبو زينب) من بينهم محتفيا بهم مظهرا مقدار سروره بتشريفهم ومؤنستهم، وأنهم نورواداره، وظلوا يتهادون التحيات حتى دارت عليهم القهوة وصاروا جميعا وكأن بينهم رابطة ود وإخلاص، هنالك قال خليل :

ـ والله طالبين القرب منك يابو محمد .
ـ يا تلتميت مرحبة يا بوحسن .. واحنا قد المقام.
ـ الله يحفظك .
ـ ويعني احنا حدانا حد يستحق الجواز.
والله بدنا زينب لحسن.

ـ احنا والله ما نعز عليك حاجة يا خليل .. لكن أنت عارف البنت صغيرة من ناحية، وهي اللي بتقضينا الحاجة من ناحية، كمان يا خويه سنتين وإلا تلاثة لما تكبر هي، وتكون أختاها بقيت لايجة للشغل.
هنالك انبرى من بين القوم رجل ذو وجاهة عريض الصدر، عظيم الهيئة، هو شيخ البلد، وقال : حاكم أنت يا بو محمد .. ! صغيرة إيه ياخويه .. عمرنا بنجوز البنات وهم اصغر منها .. والله أن ي جوزت ديك السنة بنت أبو سمية ده، أبو عامر لعلي أبو إبراهيم ، وهي أصغر خالص من زينب ، يا راجل بلا كلام(5) ".

واللغة في هذه الرواية (زينب) ذات مستويين من مستويات التعبير.

أ ـ فهناك مستوى فصيح في السرد : يبلغ حد التقعر ـ أحيانا ـ لأن الكاتب سواء أكان هيكل أو غيره، يحاول من خلال أسلوب اسرد، أن يظهر قدرا من فنية التعبير وجمال الأسلوب ـ، فهذا المستوى السردي هو الذي يساعد الكاتب ـ إن أراد ـ على أن يبرز مهاراته اللغوية وإمكاناته البلاغية .. ما نجد في هذا الجزء في رواية هيكل : "ما أحل ليالي الصيف! وما أسرعها مرا! تسري بنا فتنسينا الحياة والوجود، وتبعث لنفوسنا بطيبها أكبر الهناء، ولو أن الأماني تجاب لكانت كبراها استدامة هاته الليالي الزاهرة،

حيث كل شيء جميل ذاهب في أحلامه، وحيث البدر يحبو في السماء تائها هو الآخر في خيالات حبه، والطبيعة الصامتة توحي بأصواتها نجوى الغرام إلى القلب، والفلاح الساهر يرسل من سلاميته في جو الكون نغمة رقيقة كلها الوجد والجوى.

ولكن الأيام لا تقف عند أمنية ، ولا يستحقها قلق الساهر الشيق يشكو آلامه، بل هي الدائمة السير المتشابهة الخالدة، وتجري بنا على غير ما نريد، فتطوي وقت السعيد حتى لا يحس به، وتتمطى أمام البائس فتزيد بؤسه مضاضة وإيلاما.

سافر إبراهيم لمنفاه ، وكل ذنبه أنه فقير، وجاء الخريف لزينب بالهموم، وودت بعد ذلك الفراق، لو أنها أعطت إبراهيم نفسها، حتى يكون لها من ذكرى ذلك عزاء عن لوعها ، ولكنها اليوم تعاني من الحسرات من غير عزاء.

أما حامد فقد انتهى بدفن كتاب عزيزة الذي شغله أياما، وابتدأ النسيان يجيء على كل أثر لها في نفسه، ولكنه بمقدار ذلك النسيان كان يحس بفراغ في قلبه يزداد كل يوم، ويشعره بالحاجة لمطلقة إلى سد هذا الفراغ (6)".

فهذا الجزء من السرد القصصي في رواية "زينب" يؤكد أن هيكل لم يقصد الكتابة بالفصحى فحسب، وإنما حاول أيضا أن يستخدم لغة أدبية قريبة من لغة النثر الفني، الذي عرفه تاريخ الأدب العربي في الخطب والرسائل والمقامات والمقالات والخواطر، لذلك نجده يوظف أنماطا مختلفة من التراكيب البلاغية

ـ ومنها على سبيل المثال .. ما يلي :

ـ ما أحلى ليالي الصيف .. أسلوب تعجب.
ـ تسري بنا ليالي الصيف فتنسينا الحياة .. استعارة.
ـ البدر يحبو في السماء تائها في خيالات حبه .. استعارة.
ـ الأيام لا تقف عند أمنية .. استعارة.
ـ الأيام تجري بنا على غير ما نريد .. استعارة.
ـ الأيام تتمطى أمام البائس فتزيد بؤسه .. استعارة.
ـ سافر إبراهيم لمنفاه .. استعارة.
ـ جاء الخريف بالهموم .. استعارة.
ـ يحسن بفراغ في قلبه يزداد كل يوم .. استعارة.

كذلك نجده ينوع الجمل على مستوى التركيب النحوي بين الجمل الفعلية والاسمية، كما ينوع بين الجمل من حيث الدلالة البلاغية بين الخبر والإنشاء.

ومعنى هذا أن الكاتب (هيكل) كان مدركا ـ بوعي ـ أنه يكتب أدبا، ومن هنا جاءت لغته حبلى بهذه الأنماط البلاغية المختلفة.

وهذا الأسلوب النثري المتأنق غير اللهجة العامية الدارجة التي وظفها هيكل للتعبير عن شخصياته الريفية الفلاحين والعمال ومتوسطي الثقافة.

ونحن أميل إلا الاعتقاد بأن هيكل استخدم العامية ـ واعيا ـ انطلاقا من (منظور) فني، يرى أن الكاتب يجب أن يجعل شخصياته تتكلم في الرواية، بنفس الطريقة ـ أو المستوى اللغوي الذي تتكلم به في واقع الحياة، ولا يزال هناك كتاب كثيرون في المشرق والمغرب العربي، يعتقدون بصدق هذا المنظور، ولذلك س\يكتبون الحوار بالعامية.

والأسماء الروائية لهذا المنظور كثيرة، مثل ك عبد الرحمن الشرقاوي، ويوسف إدريس، وعبد الرحمن منيف، وإحسان عبد القدوس ، وخيري شلبي،ويسف القعيد، وسكينة فؤاد ، وحنان الشيخ وغيرهم.


الاتجاه الثاني :

هناك مجموعة أخرى من الكتاب يرون في هذه القصة رأيا آخر ، وهو ضرورة استخدام الفصحى في السرد والحوار ـ على حد سواء، لأنهم يرون ـ وهم على حق في تقديري ـ أن العالم القصصي كله من صنع الكاتب، والكاتب يصنع أدبا، وليس هناك أدب بلا صنعة، لكن المهارة ـ في الأدب ـ هي أن تخفي الصنعة، بحيث تبرز الصياغة كما لو كانت عملا تلقائيا، يصدر عن طبع وتلقائية. وهذا موجود منذ نشأة الرواية الحديثة عند مصطفى لطفي المنفلوطي، وطه حسين، ومحمد فريد أبو حديد، وعلي الجارم،وعلي أحمد باكثير ، ومحمد سعيد العريان، وعبد الحميد جودة السحار ـ ولا سيما في رواياتهم التاريخية
والمترجمة، كلك نجدها عند نجيب محفوظ ومحمد عبد الحليم عبد الله .. وعند بعض الكتاب المعاصرين،

أمثال طه وادي، ومؤنس الرزاز ورضوى عاشور ، وإبراهيم الناصر الحميدان وغيرهم.
واستخدم الفصحى في الحوار ميزة تحسب ـ أدبيا للكاتب ـ لأنه يستطيع أن يطوع الفصحى للغة الحوار، وهنا يجمع الحوار الفصيح بين السلامة اللغوية والجمال الأسلوبي في التعبير عن الموقف القصصي، كما نجد في هذا الجزء من رواية "غيوم الخريف" لإبراهيم ناصر الحميدان(1988)":

"همست له أمه ،وقد جاء لزيارتهم بعد غربة خمسة أعوام.

ـ ألا تفكر بالاستقرار يا ولدي؟

أـ أدرك مغزى سؤالها .. وقد طالما لاكه في ذهنه .. سيفتح بيتا ذات يوم، وينعم بالحياة الزوجية مثل سواه.

إنما من تكون المرأة المنتظرة؟ إنه بحكم الوضع الاجتماعي لم يتسن له رؤية فتاة ناضجة .. ما لم يكن يلتفت إلى بنات الجيران أو فقريباته عندما كان صغيرا لذا كان ذهنه يخلو تماما من تصور ملامح أية فتاة مناسبة.

كانا يفترسان حصيرة الخوص .. وقد وضعت المرأة مسبحتها على حجرها استعدادا للصلاة في حين اتشحت بالسواد.

قال متسائلا : وهل في ذهنك من ترشحينها كزوجة لي ؟
رنت إليه طويلا، وتنهدت قبل أن تجيب : لم تسألني من قبل .
تضاحك قائلا : طالما طرحت الفكرة فلا بد أن تكوني قد رأيت من تناسبني.
تبسمت بارتياح وتمتمت : البنات كثيرات .. وما عليك إلا أن تشير بالموفقة(7)".

ولا شك أن استخدام الفصحى في الحوار القصصي ، يعد ميزة ـ كما ذكرت ـ إلا أنه قد يدفع الكاتب ـ أحيانا ـ إلى قدر من الجيشان الإنشائي والاندفاع اللفظي، الذي يصيب الحوار بالمبالغة أو التكلف أو البرود .. كم نجد في هذا الجزء من رواية "لقيطة" لمحمد عبد الحليم عبد الله (1945)، حيث تقول بائعة لبن

فقيرة لبطلة الرواية ـ ليلي :
"صباح الخير يا سيدتي .. إن صاحبة المنزل أمرتني أن أصعد إليك في كل صباح لتشتري مني ، فكوني مطمئنة إلى سلامة ما أقدم لك ونظافته، فأنا لست من اللائي يخلطن أو يغششن".

ولم يكن المبيع شغل ليلى، وإنما كان شغلها البائع .. لقد تفرست كل جارحة من جوارحها، وتأملت كل شيء فيها، وهمت أن تقبلها لولا أن يقال :؛ إنها مجنونة.

لقد وضع هذا الفم ثديا طاهرا،وتأملت هذه العيون في غرارة الطفولة وجها تأملته، واستلقى هذا البدن الجميل في حجر طالما رقدت فيه، لكنها لم تزد أن قدمت لها الثمن قائلة لها : مع السلامة، ومن يدري؟ لعلها كانت تقول بعدها : "يا أختاه" بصوت خافت كأنه مناجاة الضمير(8).

ونحس أن الكاتب مشغول بالصنعة اللفظية عن الفروق الجوهرية بين أسلوبي السرد .. والحوار، وقد أدت هذه الصنعة البيانية إلى زيف اللغة القصصية .. التي احتشدت بهذه العبارة المتكلفة :

صباح سعيد يا سيدتي ـ لست من اللائي يخلطن أو يغششن (ما أثقل نون النسوة في الخطاب!) ـ لم يكن المبيع شغل ليلى وإنما البائع ـ تفرست كل جارحة همت أن تقبلها ـ رضع هذا الفم ثديا طاهرا ـ يا أختاه ـ صوت خافت :إنه مناجاة الضمير.

فهذا الأسلوب المصنوع المتكلف في السرد والحوار يضعف لغة الرواية أو القصة، لأن الفن القصصي لا يلائمه البتة هذا التقعر اللغوي المصنوع، الذي يزهق حساسية الإبداع الفني في عالم القص.

إن لغة القصة اليوم، ينبغي ان تكون سريعة الإيقاع، موجزة تصل إلى الهدف مباشرة كما نجد في هذا الجزء الذي يصف فيه كاتب معاصر لحظة في حياة إنسان فقير بائس .. هو على عليوة في قصة "ألف باء" .. " أيقظه من شطحاته عامل فقير مثله اخبره بفكرة ، لم تخطر له من قبل، إذا كان لا بد أن تحصل على فلوس اليوم فتعال معي إلى مستشفى الأمل. ماذا تفعل ؟ هات وخذ. لا أفهم. هات دما وخذ فلوسا. مشى بجوار زميله يجر أعضاءه المجهدة، حتى وصلا إلى مستشفة ضخمة أشبه بلوكاندة عظيمة، ترقد على شط النيل مباشرة، اعترضهما بعض رجال الأمن ـ الذين يلبسون ملابس زرقاء وسوداء، صعلوك .. لا تدخل من باب الملوك. كل معلوماته عن المستشفيات مستمدة من الوحدة الصحية في القرية..

والمستشفى العام في المدينة.يستحيل أن تكون تلك البناية العظيمة مستشفى مثل الأماكن التي زارها وأخذ منها : شراب الحدي أو شربة الدود، أو حبوب السلفا .. له أو لزوجته أو أحد أبنائه ، ظن في البداية أن الحكومة أرادت أن تصلح الخدمات الطبية للناس ـ أبناء الشعب الغلابة، لكن الزميل صاح فيه فق .. واصح يا بلدينا، هذه المستشفى لا علاقة لها بالحكومة أو الشعب، مشروع استثماري يا غشيم. لم يحاول أن يفهم أو يتكلم ، فهو لا يعرف شيئا عن الحكومة أو الشعب. كل ما يهمه أن يحصل على فلوس ، حتى يطعم الأفواه الجائعة، التي تنتظر عودته، كما تنتظر الأرض الشراقي مياه الساقية(9)".

ولا شك بعد كل ما ذكرناه .. أن الوعي بقضية اللغة ـ هو في الحقيقة ـ وعي بأهم خصائص التجربة الفنية في كافة الأنواع الأدبية، وليس في إطار الفن القصصي وحده، وما أجدرنا جميعا : أدباء ونقادا وقراء وكتابا أن نولي بعض تستحق من رعاية واهتمام، لأن اللغة في المقام الأول والأخير هي .. نحنُ .


ولكم جزيل الشكر والإمتنان ..
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-02-2014, 02:27 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبير الكلبانيه مشاهدة المشاركة
مقال مفيد جدا
شكرا على جهودك وجزيت خيرا
لك جزيل الشكر والإمتنان الأخت الفاضلة الكاتبة عبير الكلبانية ((وحيدة كالقمر)) ليس بغريب هذا التواجد المثري لأي نصٍ أدبيٍ كان , دل على حسن الذائقة ورقي الفكر المتجسد بك ..
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-02-2014, 12:48 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي



السلام عليكم أستاذ زياد الحمداني
شكرا لك أخي العزيز على إفادتنا
بهذا البحث الشامل عن لغة الأدب والقصة بشكل خاص
وإذ اعترض على بعض مما ورد في البحث
فأتمنى أن يتسع صدرك لبعض النقد:
(إن لغة القصة اليوم،ينبغي ان تكون سريعة الإيقاع، موجزة تصل إلى الهدف مباشرة)
هذه المقولة تتناقض تماما مع أهمية البلاغة في لغة الأدب المختلفة عن لغة المجالات الأخرى
ففي لغة الأدب لا يجزىء الكاتب أن يصوغ كلاما يفصح عن المعنى المباشر فقط
بل يتحتّم عليه التدقيق في إختيار كلماته تماما مثلما يدقق في إختيار المعاني
فإنّ العمل الأدبي المفتقر إلى الخيال,المنعدم أساليب البيان كالتمثيل والتشبيه
والمحسنات البديعية من كناية واستعارة وتورية وتقابل وتضاد ومجاز

وغيرها من أساليب البناء اللغوي للكلام والطرح الأدبي للمعاني.
فإنه صار مجرد حكاية أو سرد لواقعة مهما كان فيها من الأهداف النبيلة
إن النص الأدبيث هو نقطة إلتقاء كل من البلاغة والأسلوب
فهما يهتمان بتحليل النص و إستجلاء جمالياته
و بلاغة العمل الأدبي ضرورية لكل من:
ـ منشىء العمل والناقد لأنها تقف في نقطة الوسط بينهما
ـ القارىء أو المتلقي ليتمكن من تذوق العمل,والإحساس بأفكار ووجدان الأديب
إن مفهوم أسلوب البناء يعنى مناسبة كلام المخاطب لأقدار سامعيه
و هذا ما قد دعى إليه علماء البلاغة المسلمون من مطابقة الكلام لمقتضى الحال .
وأحب أن أذكر بعض فوائد البلاغة:
ـ انها توضح لنا سر إعجاز القرآن الكريم من حيث فصاحته وبلاغته.
ـ تجعلنا نتذوق البلاغة النبوية في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
ـبها نفهم الأدب وندراك خصائصه ونقف على أسرار الجمال فيه
ـ تقوم الملكات وترشد الذوق، وتهدى الموهبة الأدبية في نفس الأديب إلى الكمال
ـ تساعد الموهوبين على إنتاج أدب رائع من شعر أو نثر.
ـ تؤدي الى تنمية التذوق اللغوي كبيان جمال التشبيهات
ـ تساعد على استعمال اللغة استعمالا صحيحا في التعبير عن الأفكار والمشاعر
ـ تساعد الدارس على المفاضلة بين الأدباء وتقويم إنتاجهم الأدبي بطريقة سليمة

شكرا لك أستاذ / زياد الحمداني
وتقبل تحياتي


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-02-2014, 01:46 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...إطلالة أدبية نقدية بناءة،تستعرضُ-أخي الكريم المبدع زياد-جانباً مهما من ملامح واحدةٍ من أهم الفنون الأدبية التي شغلت الناسَ قديماً وحديثاً وهي ( القصة ) و ( لغتها التي هي واسطة العقد بين فحواها والقارئ )...

أحب-أخي المبدع-أن أشير إلى مسألتيْن اثنتيْن أثرتَهما مشكوراً في سياق عرضكَ النقدي الجميل :

- مشكلة ( الفصحى والعامية ) التي صارتْ بالفعل إشكالية أدبيةً،خصوصاً في ستينيات القرن الماضي،ولنا أن نذكرَ موقف الدكتور طه حسين المتوازن بين ضرورة إخضاع العامية في لغة القصص لِمَا يجعلُها نسيجاً خلاقاً في السرد القصصي الفصيح..ذكرَ ذلكَ في سلسلة كتبه النقدية،أذكر منها ( خصام ونقد ) و ( تقليدٌ وتجديدٌ )...ومعروفٌ أن ثلة من الروائيين-في تلك الفترة-قادوا ثورة ( تجديدية ) في نسيج القصة العربية وراحوا يضعون لثورتهم علاماتٍ بارزة ً،أهمها القفز بالعامية-كونها ظاهرة موجودة ومفروضة-إلى الاحتواء الإبداعي،بما يجعلها موازية للفصحى..ويأتي على رأس هؤلاء الأستاذ يوسف السباعي والأستاذ عزيز أباظة والأستاذ عبد الرحمان الشرقاوي والأستاذ الكبير نجيب محفوظ....

- هناك في ( الحوار ) ما يُعرف بـ ( الحوار الذاتي auto-dialogue ) أو الذي يُعرفُ-اصطلاحاً-في الأداء المسرحي بـ ( المونولوج monologue )..وفيه قد يصنع الروائي القصصي عالماً ذاتيا من الحوار بين القلم والذات..يكشف به عن أصداءٍ أخرى ما ورائيةٍ،تعبر عن الجوانب الخفية في عقول شخصيات القصة الباطنية وعن مدى تفاعلها-في الحبكة وحيزيْ الزمان والمكان-مع الغايات والمرامي التي يهدف منها العمل القصصي أو الروائي....

شكراً-أخي المبدع زياد-وشكر اللهُ لمن مر هنا..والشكر موصولٌ لأخينا الكريم ناجي جوهر على ما أفاء وأفاض في وجهة نظره الخاصة بلغة الإيقاع القصصية السريعة ومَدى تكيف اللغة الفصحى-بما تتسم في بنيتها وتراكيبها النحوية والبلاغية-معها..وهي على أيٍّ وجهة نظر يتبناها كثيرون،يأتي على رأسهم الأستاذ الناقد الكبير الدكتور شوقي ضيف رحمه الله...مع العلم أن الأستاذ الروائي جمال الغيطاني حفظه الله-وكوكبة من روائيينا الآخرين-يتبنون وجهة النظر التي تقول بضرورةِ أن تكون اللغة القصصية اليومَ من التسارع في إيقاعها بحيث تنزل في حس القارئ العربي المعاصر منزلاً مهضوماً،لأن اللغة القصصية في النهاية هي صدىً طبيعي لمتغيرات التسارع التي تكتنفُ حياة الإنسان العربي هذه الأيام.....

استمتعَ وجداني الأدبي والنقدي بما قدمتَ-أخي زياد-هنا..ولكَ منا كامل التحَايَا...

واصل قدُماً...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-02-2014, 10:13 PM
الصورة الرمزية عبدالله الراسبي
عبدالله الراسبي عبدالله الراسبي غير متواجد حالياً
نائب رئيس مجلس الإدارة ورئيس قسم الموروث الشعبي والتراث
 
تاريخ التسجيل: Sep 2011
المشاركات: 9,051

اوسمتي
وسام الإدارة وسام أجمل الردود درع الإبداع وسام الإداري المميز وسام العطاء الغير محدود وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي


اخي العزيز والقدير زياد الحمداني تشكر على هذا المقال الرائع والجميل
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 06-02-2014, 07:35 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

Post

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ناجى جوهر مشاهدة المشاركة


السلام عليكم أستاذ زياد الحمداني
شكرا لك أخي العزيز على إفادتنا
بهذا البحث الشامل عن لغة الأدب والقصة بشكل خاص
وإذ اعترض على بعض مما ورد في البحث
فأتمنى أن يتسع صدرك لبعض النقد:
(إن لغة القصة اليوم،ينبغي ان تكون سريعة الإيقاع، موجزة تصل إلى الهدف مباشرة)
هذه المقولة تتناقض تماما مع أهمية البلاغة في لغة الأدب المختلفة عن لغة المجالات الأخرى
ففي لغة الأدب لا يجزىء الكاتب أن يصوغ كلاما يفصح عن المعنى المباشر فقط
بل يتحتّم عليه التدقيق في إختيار كلماته تماما مثلما يدقق في إختيار المعاني
فإنّ العمل الأدبي المفتقر إلى الخيال,المنعدم أساليب البيان كالتمثيل والتشبيه
والمحسنات البديعية من كناية واستعارة وتورية وتقابل وتضاد ومجاز

وغيرها من أساليب البناء اللغوي للكلام والطرح الأدبي للمعاني.
فإنه صار مجرد حكاية أو سرد لواقعة مهما كان فيها من الأهداف النبيلة
إن النص الأدبيث هو نقطة إلتقاء كل من البلاغة والأسلوب
فهما يهتمان بتحليل النص و إستجلاء جمالياته
و بلاغة العمل الأدبي ضرورية لكل من:
ـ منشىء العمل والناقد لأنها تقف في نقطة الوسط بينهما
ـ القارىء أو المتلقي ليتمكن من تذوق العمل,والإحساس بأفكار ووجدان الأديب
إن مفهوم أسلوب البناء يعنى مناسبة كلام المخاطب لأقدار سامعيه
و هذا ما قد دعى إليه علماء البلاغة المسلمون من مطابقة الكلام لمقتضى الحال .
وأحب أن أذكر بعض فوائد البلاغة:
ـ انها توضح لنا سر إعجاز القرآن الكريم من حيث فصاحته وبلاغته.
ـ تجعلنا نتذوق البلاغة النبوية في أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.
ـبها نفهم الأدب وندراك خصائصه ونقف على أسرار الجمال فيه
ـ تقوم الملكات وترشد الذوق، وتهدى الموهبة الأدبية في نفس الأديب إلى الكمال
ـ تساعد الموهوبين على إنتاج أدب رائع من شعر أو نثر.
ـ تؤدي الى تنمية التذوق اللغوي كبيان جمال التشبيهات
ـ تساعد على استعمال اللغة استعمالا صحيحا في التعبير عن الأفكار والمشاعر
ـ تساعد الدارس على المفاضلة بين الأدباء وتقويم إنتاجهم الأدبي بطريقة سليمة

شكرا لك أستاذ / زياد الحمداني
وتقبل تحياتي



تحيةً طيبة تملأها باقات السلام لعذبِ الأقلام...

أخي الرائع الأديب أ. ناجي جوهر...

مداخلتك المتسمة بالنقد الجميل المستساغ للذائقة ، تعطي الكثير من الثقة للقلم المتواضع أن يمضي قدُماً في سبيل إدراك الغاية المنشودة لأيِ عملٍ أدبيٍ كان..

لذلك أجد أن وجهة نظري المتواضعة أخذتها من جانب لا يكاد يتجزءُ مما يصبو إليه فكرك الرائع اخي من ناحية جذب المتلقي عند قراءة النص القصصي يشعر من خلاله نوعا من تهادي الأفكار حتى الوصول لحقيقةٍ ما بشكل متسارع بحيث لا يتفشى الملل اثناء تذوق السرد ، عطفاً بكل تأكيد عدم المُبالغة في تسريع الإيقاع القصصي بما يفقده اساليب البلاغة بجميع جوانبها...

أتفق معك اخي الجليل ، وما شدني إلا ناحية الإطالة احيانا في السرد تجعل القارئ ينتابه كما ذكرت اعلاه شيئا من الملل دون الإخلال بالمعاني والمباني لذلك احيانا أسمي هذا الأسلوب القصصي بالتشويق المتسارع في السرد القصصي الخاضع ، لتوصيل فكرةٍ ما بأسهل طرقها واسرعها ..


سرني تذوق فاكهة فكرك البناء اخي العزيز الأساذ الفاضل دمت بود ، الحوار الهادف منه الإفادة ونكتسب منه الإجادة ..
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 06-02-2014, 07:42 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

Post

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يزيد فاضلي مشاهدة المشاركة
...إطلالة أدبية نقدية بناءة،تستعرضُ-أخي الكريم المبدع زياد-جانباً مهما من ملامح واحدةٍ من أهم الفنون الأدبية التي شغلت الناسَ قديماً وحديثاً وهي ( القصة ) و ( لغتها التي هي واسطة العقد بين فحواها والقارئ )...

أحب-أخي المبدع-أن أشير إلى مسألتيْن اثنتيْن أثرتَهما مشكوراً في سياق عرضكَ النقدي الجميل :

- مشكلة ( الفصحى والعامية ) التي صارتْ بالفعل إشكالية أدبيةً،خصوصاً في ستينيات القرن الماضي،ولنا أن نذكرَ موقف الدكتور طه حسين المتوازن بين ضرورة إخضاع العامية في لغة القصص لِمَا يجعلُها نسيجاً خلاقاً في السرد القصصي الفصيح..ذكرَ ذلكَ في سلسلة كتبه النقدية،أذكر منها ( خصام ونقد ) و ( تقليدٌ وتجديدٌ )...ومعروفٌ أن ثلة من الروائيين-في تلك الفترة-قادوا ثورة ( تجديدية ) في نسيج القصة العربية وراحوا يضعون لثورتهم علاماتٍ بارزة ً،أهمها القفز بالعامية-كونها ظاهرة موجودة ومفروضة-إلى الاحتواء الإبداعي،بما يجعلها موازية للفصحى..ويأتي على رأس هؤلاء الأستاذ يوسف السباعي والأستاذ عزيز أباظة والأستاذ عبد الرحمان الشرقاوي والأستاذ الكبير نجيب محفوظ....

- هناك في ( الحوار ) ما يُعرف بـ ( الحوار الذاتي auto-dialogue ) أو الذي يُعرفُ-اصطلاحاً-في الأداء المسرحي بـ ( المونولوج monologue )..وفيه قد يصنع الروائي القصصي عالماً ذاتيا من الحوار بين القلم والذات..يكشف به عن أصداءٍ أخرى ما ورائيةٍ،تعبر عن الجوانب الخفية في عقول شخصيات القصة الباطنية وعن مدى تفاعلها-في الحبكة وحيزيْ الزمان والمكان-مع الغايات والمرامي التي يهدف منها العمل القصصي أو الروائي....

شكراً-أخي المبدع زياد-وشكر اللهُ لمن مر هنا..والشكر موصولٌ لأخينا الكريم ناجي جوهر على ما أفاء وأفاض في وجهة نظره الخاصة بلغة الإيقاع القصصية السريعة ومَدى تكيف اللغة الفصحى-بما تتسم في بنيتها وتراكيبها النحوية والبلاغية-معها..وهي على أيٍّ وجهة نظر يتبناها كثيرون،يأتي على رأسهم الأستاذ الناقد الكبير الدكتور شوقي ضيف رحمه الله...مع العلم أن الأستاذ الروائي جمال الغيطاني حفظه الله-وكوكبة من روائيينا الآخرين-يتبنون وجهة النظر التي تقول بضرورةِ أن تكون اللغة القصصية اليومَ من التسارع في إيقاعها بحيث تنزل في حس القارئ العربي المعاصر منزلاً مهضوماً،لأن اللغة القصصية في النهاية هي صدىً طبيعي لمتغيرات التسارع التي تكتنفُ حياة الإنسان العربي هذه الأيام.....

استمتعَ وجداني الأدبي والنقدي بما قدمتَ-أخي زياد-هنا..ولكَ منا كامل التحَايَا...

واصل قدُماً...

دائما ما ينتابني التفائل عند رسوِ نفحاتِ حرفك الصادق في خضمِ تنوع الأبواب الأدبية التي بكل أمانة تجسد بها مرجعاً أدبيٍ لا يضلُ بعده المرء ولا يشقى ، وجدنا منكم الإفادة و الوِجادةِ منك الكثير من البثخ المعرفي فهنيئاً لنا بك أخي العزيز الرائع أ. يزيد فاضلي ...
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 06-02-2014, 07:47 PM
الصورة الرمزية زياد الحمداني (( جناح الأسير))
زياد الحمداني (( جناح الأسير)) زياد الحمداني (( جناح الأسير)) غير متواجد حالياً
مشرف الكتابات العامه
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 2,482

اوسمتي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله الراسبي مشاهدة المشاركة

اخي العزيز والقدير زياد الحمداني تشكر على هذا المقال الرائع والجميل
ودمت بكل خير وموده اخي الكريم
وتقبل تحياتي

الحق يُقال أخي الرائع الغالي الشاعر أ. عبدالله الراسبي تواجدك يُثري أيِ نصٍ كان مهما تنوعت الأغراض الأدبية ، ترتقي وتزداد توهجاً بمرورك العذب فهنيئا لنا بك..
__________________
سرى البرق في نـــاظــري وأهــتزْ الــشعور

وعانقت غيمة ْعيوني دمعْ وصارتْ سحابه
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:04 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية