روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,526ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,787ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,284
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,492عدد الضغطات : 52,271عدد الضغطات : 52,375

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2011, 02:17 PM
القاص عادل الصفار القاص عادل الصفار غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2011
المشاركات: 2
افتراضي قصة قصير

عبير
في لحظة لم أتوقعها أبداً.. ولم يخطر ببالي ذات يوم ان يتملكني شعور يملأ قلبي ويفيض كالشلال من خلال شغافه حتى وجدت نفسي اغرق حباً بطبيعة ما أرى أمامي وكأني أعيش الربيع لأول مرة في حياتي.. مدركات عقلي حقنت فجأة بسائل اشد تأثيراً من سائل المخدر الذي يحقن في صالات العمليات الكبرى.. وسيطرت على جميع حواسي براءة طفل تدفعه غريزته للعبث بالتراب والماء مستكشفاً اللون والطعم والرائحة وكل ما يحيط بوردة شاهدها تتألق مصادفة بهذه البقعة التي شدته إليها وكأنها أمه التي خرج للحياة من خلالها وراح يتمرغ بين أحضانها ويرضع من لبنها.. أحدق في الوردة وأنا أطوقها بين ذراعي، أضمها الى صدري، أتلمس وريقاتها بأطراف أصابعي، استنشقها بملء رئتي محاولاً جمع ملامح تناثرت أجزاؤها بين درجات ذاكرتي وإعادة تشكيلها في مخيلتي.. حتى خلتها تتحرك متأوهة:ـ انك تخنقني، دعني التقط أنفاسي قليلاً..
فأجبتها:ـ أحبك.. أحبك بكل معاني الحب وأشكاله وألوانه، لقد جعلتني أشعر بالحياة وكأني لم أكن مولوداً قبل الآن..
ـ ولكن حبك يقتلني.. انني اشعر بالموت يسري في أجزاء جسدي، أرجوك تذكر بانني وردة ضعيفة رقيقة، شدك لي على هذا النحو يقطع جذوري، يفصلني عن تربة الأرض، انني أموت..
فصرخت: ـ لا.. لا تقولي هذا أرجوك.. موتك يعني موتي، فأي معنى للحياة بعدك..؟! لكن رائحتك تجذبني اليك.. دعيني أدس وجهي بين ثنايا تربتك لعلي ابلغ جذورك فانهل منها ما يروي ظمأ عروقي..
ـ إذن أنت مصمم على موتي من اجل أن تهنأ بسعادة كنت تحلم بها..
ففككت طوق ذراعي عنها، لكني أجهشت بالبكاء وأنا أمرغ وجهي بذرات التراب مستنشقاً بعنف عبيراً يدفعني الى اختراق أديم الأرض والولوج بين طبقات التربة لأبلغ ليس فقط جذور الوردة وانما مصدر تلك الرائحة التي أجهدت ذاكرتي فوق طاقتها وهي تبحث عن نثار ملامح تجمعها لتشكلها في مخيلتي..
شعرت بالوردة تسألني عن سبب بكائي.. فأجبتها:
ـ ذكرك للموت اعاد الى مخيلتي كابوس رؤيا عنيفة جعل الدنيا من حولي غمامة سوداء تلفني ملتهبة.. وهي تشعرتي بأنها تكاد تمطرني بسهام من جمر يتلظى من خلال صورها التي تتجسم أمامي وتزدحم في مخيلتي، أناس يهتفون منددين بالظلم والطغيان داعين للخلاص والحرية.. لكن السماء فجأة هدرت فيها اصوات محركات الطائرات، وازدحمت الشوارع بالمدرعات.. جيش جرار واجههم بأسلحة فتاكة، رشاشات ومدافع وطائرات فتعالت اصوات عنيفة جداً انفجارات ورصاص كالمطر، وصرخات تنبعث من خلال دخان كثيف، جثث تناثرت في كل مكان وانهر من دم تدفقت بغزارة حتى كادت تغرق الشواع.. وأنا اصرخ مرعوباً فزعاً مختنقاً بعبرات بكائي باحثاً عن مكان أحتمي به فلم أجد.. حتى شاهدت عربات تجرها الخيول محملة بعدد كثير من الصناديق التي يضعون فيها الموتى، وراحوا يجمعون الجثث المخضبة بالدماء.. ثم راحوا يرصفون الصناديق على العربات بعضها فوق بعض.. كابوس عنيف داهمني وانا لم أكمل عامي الثالث من دراستي الابتدائية بعد ان كنت أرى الحياة في أجمل صورها من خلال زميلتي التي تشاطرني مقعد الدراسة.. فجأة..!! وإذا بالملامح تتجمع أمامي بعيداً في أعماق التربة.. فصرخت بفرح شديد ودموعي تنهال بغزارة، شعرت انني اتحرر من جسدي متجهاً نحوها:
ـ عبير.. عبير.
ودموعي تنهال فاتحة أمامي نفقاً اليها وهي تشرق شيئاً فشيئاً.. حتى تألقت فاتحة ذراعيها لتضمني، وجدت نفسي مستهزئاً بالموت ساخراً منه ومن العالم الذي ما انفك يهددنا به.. تعانقنا بشغف عنيف.. وجعلنا نردد معاً:
ـ ما لهذا العالم الذي يهددنا بالموت ونحن لم نولد بعد.. هل فلسفة الحياة هي نولد حتى نموت..؟!!
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28-08-2011, 03:24 AM
الصورة الرمزية همس الروح
همس الروح همس الروح غير متواجد حالياً
كاتب جديد
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: Just at Home
المشاركات: 18
افتراضي

جميل ما ابدعته اخي الفاضل ..

موفق باذن الله ..
__________________
يـــعــنـــي آيــــش .. آنـــتـــظـــآر !
كلـــمه تــجـــم ع من خليـــط آلمفردآت البـــؤس كلـــه
..كلمـــه تعـــنـــي .. آحتــــضـــآر
..وانهـــيـــآر
..وآنــــكـــســـآر
وكل لحــــظـــاتـــه .. مــــرآر
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-09-2011, 12:06 PM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

أخي العزيز القاص عادل الصفار

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدايةٍ أرحب في السلطنة الأدبية

قصة جميله وسرد رائع

واصل التالق فنحن ننتظر جديدك بكل شوق
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:42 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية