د. إسحاق تيجاني يستعرض إسهامات المرأة الكاتبة قديماً وحديثاً

[سالم الوشاحي]

تتبع الدكتور إسحاق تيجاني الأستاذ المشارك في قسم الدراسات والترجمة في جامعة الشارقة الفعل الكتابي والإبداعي عند المرأة العربية مبتدءاً من القرن السادس الميلادي حتى اليوم، وذلك في الندوة الفكرية التي حاضر فيها صباح أمس في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة تحت عنوان (هي والكتابة / نظرة مختصرة في المساهمة النسائية في الأدب العربي القديم والحديث)، وتطرقت لأسماء ورموز من إسهامات المرأة الكاتبة بما في ذلك أسماء بعض المبدعات في الإمارات .



حضر الندوة صالحة غابش مديرة المكتب الثقافي للمجلس ود . عمرعبد العزيز وعدد من الكاتبات إلى جانب مجموعة من الطالبات، قدمت المحاضر الكاتبة نجيبة الرفاعي التي أشارت إلى جرأة المرأة الكاتبة على طرح المواضيع الاجتماعية وعمق نظرتها إلى الكون والحياة .



بدأ د . تيجاني بمحور المرأة في الأدب العربي القديم مبيناً منزلتها في تاريخ الأدب، حيث رأى أنها سبقت الكاتبة الغربية بالنسبة للتعبير الأدبي شعراً ونثراً، كما نبغت شاعرات عربيات قبل القرن السادس للميلاد فيما ظهرت الكاتبة في الغرب في القرن الثامن عشر للميلاد، واستعرض د . تيجاني عدداً من أعلام الأديبات العربيات في العصر القديم ومنهن الخنساء ورابعة العدوية وولادة بنت المستكفي وهي الشاعرة الأندلسية التي اشتهرت بالفخر والغزل والعتاب فقالت عن نفسها:



(أنا والله أصلح للمعالي وأمشي مشيتي وأتيه تيها)



ومن ضمن الأسماء التي وردت في سياق تتبع د . تيجاني لكاتبات الأدب العربي القديم توقف عند الشاعرتين الأندلسيتين نزهون الغرناطية واشتهرت بهجائها للشاعر أبي بكر المخزومي، والشلبية في مناظراتها الشعرية مع سلطان يعقوب المنصور .



وفي محور (المرأة العربية الحديثة والكتابة) جاء د . تيجاني على مجموعة من أعلام الأدب العربي النسائي في عصر النهضة مستعرضاً الجيل الرائد الذي تمثل في ليلى بعلبكي، مي زيادة، عائشة التيمورية، وغيرهن ممن كتبن السير الذاتية والمقالات النقدية والرسائل كما بادرن بالنقاش العام تحرير المرأة وحقوقها في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ثم نازك الملائكة وفدوى طوقان رائدتي الشعر الحر .



في محور (الجيل الثاني للمرأة العربية الكاتبة) جاء د . تيجاني على فاطمة المرنيسي وآسيا جبار وغادة السمان وحنان الشيخ ونوال السعداوي، كما استعرض (إسهامات المرأة الكاتبة في الأدب الخليجي) منذ أوائل الخمسينات في الكويت والبحرين وفي الستينات والسبعينات في سائر دول الخليج، وعدد بعض عناوين الإصدارات القصصية للكاتبات الخليجيات في تلك الفترة ومنها: (الانتقام الرهيب) لهيفاء هاشم التي طبعت في مجلة الرائد الكويتية في عام 1953 .



وفي محور (المرأة الخليجية والكتابة في الزمن المعاصر) ذكر د . تيجاني أسماء عدة مثل سعاد الصباح، ليلى العثمان، منى الشافعي، خولة القزويني وفاطمة العلي وهن من الكويت، وشريفة الشملان، خيرية السقاف، نجوى هاشم، ليلى الجهني ورجاء الصانع من السعودية، وظبية خميس، مريم جمعة فرج، ميسون صقر القاسمي، نجوم الغانم، أسماء الزرعوني، عائشة الكعبي، باسمة يونس وصالحة غابش الإمارات .



وختم د . تيجاني بالتأكيد على أن هدف الكتابة عند المرأة بشكل عام كان هو السعي للتغيير، كما جاء على أبرز موضوعات أدب المرأة عربياً وخليجياً واستعرض أهم القضايا الاجتماعية والثقافية المتعلقة بالمرأة، كما تطرق إلى نموذج (غرفة القياس) لعائشة الكعبي كمثال من كتابة المرأة المعاصرة الذي يندرج تحت عنوان يشير إلى اهتمام المرأة بنفسها وبمظهرها، معتبراً أن هذا النموذج يغوص بعمق في صلب المشكلات المتعلقة بالمرأة في الجوانب الاجتماعية والثقافية والخاصة .

جريدة الخليج