روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,536ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,798ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,311
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,502عدد الضغطات : 52,281عدد الضغطات : 52,385

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16-12-2014, 11:50 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي عقـــــــــــــــــوق الجزء الخامس



عقـــــــــــــــــوق



الجزء الخامس

التمثيلية




فقال أحد الرجلين: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
أعوذ بالله من الغرور والعناد
وقال أبو يحيى زوج أمل: لقد رأيتما غطرستها وعجرفتها
ووقاحتها وسوء تربيتها وسمعتما إهاناتها وازدراءها وتعاليها علينا
فهكذا نعاني كل يومٍ من هذه المرأة المتكبِّرة
ومع ذلك فأنا متمسك بها, فالعيال متعلّقون بها
وأمُّهم المسكينة تعاتبرها أختا صغرى لها
وقد عيل صبري وأنا أسمع وأرى اعتداءاتها الجسدية واللفظية
على أم عيالي المريضة وعلى ابنائي وبناتي
وقد سلكت منحنى خطيرا منذ مُدّة, فما فتئت
تطلب مني الطلاق, وأنا أتهرّب منها وأحاول إرضاءها
وهي تفتعل هذه المشاكل لكي أطلقها
وتعلمان أنّ الطلاق أبغض الحلال إلى الله
فسأل أحد الرجلين: ولم لا تعرض مشكلتك على وليِ أمرها؟
قال أبو يحيى: لم أشاء أن يطّلع أحد على مشاكلنا الأسريّة
فقال الرجل: بارك الله فيك, إنّك لشهم, ولكن مثل هذه
الرعونة لا يتحملّها احد
وقال الرجل الآخر: لابد لك من مصارحة ولي أمرها
لعله يتمكّن من تهذيب سلوكها وكبح رعونتها
وإرشادها إلى السلوك السوي
فقال الزوج المراوغ أبو يحيى: ما دمتما تنصحتماني بذلك
فسوف أتحدث مع والدها
وأنا أعلم علم اليقين أنه لن يصدقني
قالمترفون لا ينظرون إلى أحدٍ بإهتمام سوى أنفسهم
إنّهم يقلبون أخطاءهم إلى حسنات, وحسنات غيرهم إلى أخطاء
إنها قمّة الأنانية, ولكن أمري لله فليس بيدي حيلة غير مداراة
هذه المرأة وتحمل ما يصدر عن أسرتها من إنحياز وظلم وجور
وبعد رحيل الرجلين دخل ابو يحيى على أمل في غرفتها
وأسمعها أفظع الإهانات, وأقبح الألفاظ, وقال مستفزا:
والله لئن لم تنتهي عن هذا العناد لأعاقبنّك عقابا غليظا لا رحمة فيه
وإذ كانت أمل لا تتمتّع بالحكمة اللازمة فإنها قد تأثرت
بتهديد الزوج المراوغ, وغضبت من إهاناته اللفظية غضبا مروعا
وأستجابت طوعا لإستدراجه إياها لكي يوقعها في الخطاء
فأرتفع صوتها وهي تصرخ في وجهه, وتنعته بأقبح الصفات
وقد فقدت رشدها, بفعل الإستفزاز المتعمّد والإثارة اللئيمة
وأخذت تردد طلبها الأحمق: طلّقني طلّقني
وكان الزوج الخبيث قد فتح الأبواب والنوافذ قبل الدخول عليها
لغرضٍ دنيء في نفسه
ولاأولاده وبناته يقلّون عنه خبثا ودهاءا, فما إن
سمعوا صراخ أمل وبذاءتها وشعروا بقدوم الجيران
حتى أخذوا يتباكون ويتصنعون الذلّة والمسكنة
بينما قعد أبو يحيى على سجاّدة الصلاة ومن هناك أخذ يرشق
أمل بما يثير غيظها أكثر فأكثر بين لحظة وأخرى
فإذا رأى عاصفة غضبها قد خمدت أججها بكلمة جارحة
وعندما دخل أول فوج من الجيران وجدوا الرجل جالسا
على سجّادته يستغفر الله ويتوب إليه في خشوع مصطنع
وشاهدوا عياله قد إنكمشوا والتفّوا حول أمهم
وقد كانت تشارك في المؤآمرة بكلماتها المسمومة:
يا لكِ من إمرأة وقحة, إنّك تستحقين
أشد عقوبة على هذا الغرور وهذه البذاءة
وعندما شعرت أم العيال بقدوم الجيران
إنضمّت إلى جوقة الممثلين
وأخذت تردد حوارا مختلفاعن سابقه:
أمل هداكِ الله يا أخيّة, إنّما نحن أسرةٍ واحدة
فأولادي أولادك وبناتي بناتكِ, وجميعنا نحُبُّك
بينما كانت المخدوعة قد فقدت أعصابها تماما
وإستسلمت لهمزات الشياطين
فكانت تلقى بالكلمات النابية جزافا تارة
وتذكر طلبها الأحمق تارة أخرى
وتهاجم الزوجة المريضة إذا سمعت كلماتها
وهي تعلم أنها متآمرة ضدّها
فأقتنع الجيران بنشوز هاوخروجها عن حدود اللياقة والأدب
وتضامنوا مع العائلة المنكوبة بتلك المرأة الشرسة
دون قيدٍ أو شرط
وهكذا هم الناس دائما يقتنعون بما يرون ويسمعون
دون التحقق من الأسباب والمسببات
فلم يكلّف أحد من أولئك الجيران نفسه مشقّة الإنصاف
وإيجاد علّة خلف هذه الثورة
ولم يحاول أحدٌ منهم تبرير تصرف المرأة المنهارة نفسيا
أو معرفة دوافعها للتصرف بهذه الطريقة البدائيّة
بل حمّلوها كل الذنوب وكل العيوب
لأنهم سمعوها تسبُّ وتشتم وتطلب الطلاق
وشاهدوا جارهم وأسرته في موقف الضعف
ولو كانوا قد سمعوا إهانات الزوج القاعد على السجّادة منذ وهلة
وشاهدوا أسلوبه الإستفزازي
ولو فهموا ان العيال وأمَّهم إنّما ينفِّذون وبإحكامٍ خطة
ماكرة لربما عذروا أمل المخدوعة
ولكن تعميم الأحكام على ضوء تصرّف البعض
فيه من الجور والحوب الشيء الكثير
فمن بين تلك الجموع المتزاحمة على عتبات بيوت الجيران
إنبرت إمرأة في مقتبل العمر, يبدو عليها الصلاح والتقو
فشقّت الصفوف حتى وصلت إلى أمل, فسترتها بعباءتها
وجذبتها حتى أدخلتها غرفتها وأغلقت الباب
فأصيب الحضور بالوجوم والخيبة
إذ كان أغلبهم يتمنون إستمرار ذلك الجنون وتلك العبثية
وأن تتطوّر الأمور
حتى تتحول إلى إشتباك بالأيدي بدلا من التراشق بالألفاظ
أمّا أمل فقد إنهارت بين يدي تلك المرأة الفاضلة
وشرعت تبكي
وبعد أن هدأت شكرت المرأة وأعتذرت إليها
وكشفت لها المستور من إستفزازات الزوج وعياله
فطمأنتها المرأة إلى أنها تفهم مثل هذ المواقف
وطلبت منها التحلّي بالصبر والسيطرة على أعصابها
بينما أصيب الزوج بالإحباط
ولم يجروء على الدخول عليهما خشية أن تفتضح خطته الإستفزازية
ولكنه نهض متصنعا الإنكسار وقام خطيبا في جموع الحاضرين فقال:
هكذا يا إخوتي نعاني كل يوم من عنفها وهمجّيتها
فحوقل الناس واسترجعوا وقد ملئوا بغضا وكراهية ضد أمل
التي إتصلت باحد إخوتها طالبة منه الحضور فورا
وقبل أن يغادر الناس كان الأخ يطلب منهم إفساح الطريق
وعندما رآه زوج أخته نهض واقفا
وإرتدى بدلة الدماثة وتعمم بعمامة الفضيلة
واستعارلغة المهذبين, فشرع يرحّب بالحمو العزيز
ولم يفته أن ينشج بالبكاء وأن يذرف دمعة حزن
محاولا التأثير على الزائر المفاجىء وإيهامه بأن لا ذنب له
في إنفلات الأعصاب, بينما تبادر بعض أولاده
إلى شقيق أمل معانقين ومنشدين:
عمي سعيد جاء عمّي سعيد جاء
فأستحكمت حلقات التمثيلية تمام على المتفرجين
بل إنّ بعض النسوة الرقيقات المشاعر قد بدأت تبكي
تأثرا بشهامة الزوج وبلطف عياله
وأرتسمت علامات السرور على وجوه البلهاء المخدوعين
وما إن سمعت المرأتان في الداخل نشيد الأطفال حتى نهضتا
وخرجتا لإستقباله, ولم تتركا لأبي يحيى فرصة
لملء عقل الزائر بالهراء
ثم إنّ المرأة الفاضلة إنصرفت إلى شأنها
بعد أن أوصت جموع المتفرجين بترك الناس وشأنهم
وطلبت أمل من شقيقها إصطحابها إلى منزل والدها
فخرج أخوها سعيد إلى صهره وأسرّ إليه رغبة أخته في
الذهاب إلى بيت أبيها لعدّة أيّام
ثم العودة بعد أن تهدأ وتطيب نفسها
غير أنّ الرجل لا يرغب بعودتها بقدر رغبته في تعويضه ماديا
فكشّر عن أنيابه وأظهر وقاحة حاول إخفاءها كثيرا
عن الجيران وصاح بملء فيه: لا. لن أطلِّق أمل مهما حصل
فأنذهل سعيدٌ من وقاحة صهره
وأدهشه تطرّق الرجل إلى الطلاق دون سابق إنذار
ولكن أبو يحيى لم يمهله ليستجمع قواه العقلية
بل باغته بإستفزاز لا يحتمله إلا من يمتلك حلم
معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه
فلقد قال مستفزا حماه:
كنت أعلم أنّكم تحرضونها وتأمرونها بطلب الطلاق
وهذا ما لن يحدث أبدا, بل ستبقى أمل هنا تخدمنا
فلقد دفعت فيها مهرا غاليا
فأستشاط سعيد غضبا, وقد إنطلت عليه الحيلة
فقال في تحدٍ وطيش: بل سترحل أملٌ معي غصبا عنك
وأرني ما أنت فاعل إن كنت رجلا
ثم حمل حقيبة أخته وخرجا دون إذن من أبو يحيى
فما كان منه إلا أن أخذ يستغيث ويستنجد بالجيران
أن يعيدوا إليه زوجته
ثم أخذ وأسرته يبكون بكاء الثكالى
إستدرارا لتعاطف الناس وتضامنهم
ثم رافقه بعض الرجال من جيرانه إلى مركز الشرطة
وهناك حرر بلاغا ضد زوجته وأسرتها
وشهد معه جيرانه الذين لا يعرفون حقيقة المكيدة
التي خطط لها أبو يحيى ونفذها بمعية أسرته
مستغلا غباء الآخرين
وفي اليوم التالي صباحا, وقبل أن يذهب المهندس والد
أمل إلى عمله سمع طرقا على باب الفيلا
فمن الزائر المبكّر يا تُرى؟

يتبع إن شاء الله



رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:57 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية