هكذا إلى حيث أنا تنتابني الكلمات كسارقة تسرق مني كل شيء وتبعدني إلى البعيد حيث أقصى حدود النفس وأقصى حدود الذات وسط حقول من الألغام لم تنفجر بعد وكأنها تخاطر لينتهي عقدي مع الأيام في البقاء على وجه الحياة وأنا أبقى وليمة يلتهمها حدث الكتابة وهاجس التفكير أرسم مربعات بالطباشير واكتب على جدران قلبي أحلامي المؤجلة وكل الأمنيات القاصرة وكثير من السعادة المفقودة ثم أعود من جديد أمسح مربع الطباشير بمطر أدمعي . دمعة إثر دمعة تمسح مربعاً إثر مربع ومن خلاله تتلاشى الأحلام .. حلم تلو الآخر .
وأبقى إلى حيث أنا تأتيني الكلمات لأظل كعصفور مكسور الجناح ينظر إلى الدنيا على أنها حالة اشتهاء وموت .. يشتهي التحليق من جديد فلا يقوى وينتظر الموت فلا يأتيه ويبقى وحيداً دون كل الآخرين ينشد جراحه في ألم وحسرة وتمره كل الطيور تصفق بجناحيها سعيدة وهو وحيد قد لفظته الحياة يدور حول نفسه دون أن يضع رأسه على منضدة الوقت في إباء يشبه إباء النخيل والعمر ينزلق به شيئاً فشيئا فلا يأبه أبداً إلى ذاك المطر العابث ولا إلى عناق العاصفة ليأتيه الموت في النهاية ويسقط رأسه على تلك المنضدة في آخر مساء كان القمر فيها شاحباً .
جزء من النص مفقود .