روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,522ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,782ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,259
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,489عدد الضغطات : 52,268عدد الضغطات : 52,371

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات عامة > خاص بالمشرفين والإدارة > الأرشيف

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 23-05-2015, 12:26 PM
سالم سعيد المحيجري سالم سعيد المحيجري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 2,106

اوسمتي

افتراضي الزهرة المفقودة





احببت المشاركة اليوم بقصة قصيرة للكاتب الآديب: عبدالله بن خميس العلوي بهذه القصة القصيرة تحت عنوان:

الزهرة المفقودة



(1)
أما زال في النفوس أحقاد يترجمها الواقع؟؟

سألت زينب بهذه اللهجة التعجبية الفجائية صديقتها هند، وهي سارحة، وعيناها تلتهمان السقف بكل شراسة، وشفاهها قد التفاء ببعضهما البعض، يرتلان تلاوات القديس يوحنا.
عندما أدركتهند أن في القلب حاجة ملحة على سؤال زينب، وأن ما خرج من شفاهها لا يمكن أن يكون خياليا، بل هو واقع تعيشه، ولكن الحيرة مازالت مستمرة في عقلها، انبجس من فهمها كلمات متقاطعة، كالطفل المقدم على التحدث، ولكنه لا يريد الحديث، وخطر في بالها سؤالا محيرا:.
ما الغاية التي جعلت زينب تسأل هذا السؤال الذي يدغدغ المشاعر الميتة في براثين الأوحال المتسخة بخلجات سيئة.


هند بتعجب: أه، هل تسمحي بتكرار سؤالك؟؟
انتبهت زينب، وقامت من كرسيها مهلوعة خائفة، وانتهت وجبة عينيها لحظة سريعة، وأيقنت بما يدور حولها:


لا لا لم أقل شيئا، قالت زينب بارتباك.

.حاولت هند تدارك الأمر، وحدّثت نفسها بكلمات في عقلها، راودتها، ضاربت خلجات فكرها، مزقت قلبها، دار في مخيلتها أشياء كثيرة، مواقف عديدة، مرت عليها كثير من الأشياء الخفية في داخلها، التي دفنتها أعوام متعددة...
ومزجت كلمات زينب بعواطف جياشة صادقة من قلبها المتعطش إلى الجواب الخفي، واليقين الذاتي، وراء خوفها من سؤال زينب.


اشتاق فراشها لها، اشتاق للمستها الحانية، اشتاق لجسمها الممشوق، وسادتها كانت تنسى كل شي مقابل أن يلمس خدها جسدها، لبست لباس نومها البنفسجي، يومها كان حزينا مكفهرا، اعتلت سريرها، ضمت رجليها بعضهما البعض، ثم رفعتهما، ولاصقتهما مقدمة جسمها الناعم، ثم قدمت خديها لمقدمت رجليها، وما هي إلا لحظات ويطرق باب غرفتها، تفضل
تغير وجه هند إلى زهرة نهضت من النوم، عندما دخلت عليها أمها وهي قابعة على السرير
دخلت عليها وهي شاردة الذهن، بعيدة الفكر في سؤال زينب


ما حل بزهرة البيت؟؟

أراها شاردة الذهن، أراها ذابلة

هل لأنها لم تسقى بماء الحب اليوم؟؟؟


رفعت هند رأسها فلاحت في وجهها ابتسامة خاطفة مصطنعة تحمل الحزن الحقيقي
عطية بنبرة حزينة: أهلا بك أمي،

تفضلي؟؟


الأم: الآن تيقنت أن الوردة اليوم ذابلة..
هند موجهة السؤال لأمها: أمي ...

أما زال في النفوس أحقاد يترجمها الواقع؟؟!!

الأم: وهذا هو السؤال الذي يجعلك متضايقة؟؟

هند: أمي أرجوك جاوبيني على سؤالي..

الأم: يا بُنيتي إن النفوس جنود مجندة، تتغير بتغير الزمان
فهناك أزمن يقتل الرحيم للوردة الساقطة في ردهات المنازل الفرحة..


وهناك قلوب تقتل الوردة المنفتحة لتجعلها وردة ساذجة ميته..

وهناك من يرحمون النرجس ويعطوه حقه من الحب الحقيقي الذي ينبع من صفة المآتم القليلة..

ونحن إذا كنا نؤمن بوجود الفئة الأخيرة، هنا سنوقن بأن ما زال في القلب زفرة من زفرات الحياة السعيدة الأبدية ..


سرحت زينب بفكرها بعد أن سمعت من هند جواب أمها.




(2)


عندما نوقن بأن ما زال في الحياة رمق ينبض حبا ولو نبضات بسيطة، عندها ستوقنون بأهمية أن يبقى الإنسان ودودا لمن يحب.

خرجت من فم دكتور التربية الإنسانية
رفعت زينب مستأذنة بالحديث

الدكتور: تفضلي يا زينب، هات ما عندك؟؟


زينب: ولكن هل اتقان طرق الحياة هو دليل على تفوق الذات البشرية؟؟

الدكتور رادا بسؤال آخر: وهل تفوق الذات البشرية يُقصد به أن نمحو أي أثر للحب الحقيقي؟؟

على ناحية القاعة المكفهرة، كان شاب وسيم جميل، يجلس وراسه يؤمأ للتهجد، دائما ما يدخل وسط الحديث، حتى ولو لم يفهم ما يقال، أهمه أن يقنع من حوله أن موجود.


(نعم يا دكتور هو كذلك).

رد برعونة وقسوة، كادت تخرج الجدار من قوته.


وبعد أن هدأت عاصفة عصام، انسل من بين التلاميذ صوت ليّن رقيق، تحدثت بعد أن تفتحت الزهر من على وجنتيها، ابتسمت ابتسامة المكر والازدراء، ثم نظرت إلى الدكتور، بعد أن وسوس قلمها الزهري، ثم انتقل إلى وضعية المحارب، والتحما السبابة والوسطى وتقدماه، وتأخر الإبهام، وضغطت بقوة على الورقة، ثم قالت نور:

ولكن يا دكتور جبروت النفس البشرية تجبرني على اتقانها واستيعاب حقوقها كما أستطيع استدراج المأساة إلى حين غفلة منها، وامساكها من معصمها دون أن يكون هناك محارب مجد يستطيع أن يفلتها من يدي.

تحمّر خدود زينب، ينتبه الدكتور إلى احمرار وجنتي زينب، ينظر للساعة، يحاول أن ينسحب عن الحوار الشرس بين الحضور:

يبدو أن الوقت انتهى، وقد أخذنا الوقت والحديث كثيرا، لقاءنا في المحاضرة اللاحقة.

زينب وهي في قاعة الدراسة تلملم أوراقها التي تناثرت على طاولة الدراسة الخائفة من خجلها، تأخذ هذه وتضع تلك، وعلامات الارتباك والخوف والفزع في وجهها، انتبهت علياء لملمة زينب المتسرعة والفزعة، حيث لم يكن في القاعة إلا ثلاثة أفراد أو يزيد بقليل أو ينقص.

- - هل لي بمساعدتك يا صديقتي زينب؟؟

- لا لا داعي يا علياء، أشكرك على اهتمامك

- ولكن يا زينب هي مأساة أنت تعيشيها في ردهات منزلك القاتم، المنغمس داخل القلوب المنطمسة بأحقاد بالية ميتة، تمر عليك وكأن العالم يؤمن بأنك لست كاكاليواباترا بل أنت كالأفعى السامة الخافية التي تتجرع سمها في حلقومها.


وانتبه خالد إلى ما قالته علياء، واقترب إليها، قدّم فمه إلى أذنيها، وكأنه يريد التهمامها:

- لا يا علياء، لملمة الأوراق تعني لملمة القلوب المحبة لما وراء ستار الحب المزيفيا سيدتي، الحب الذي نتقنه ليس هو الحب الذي يجب أن نمارسه في الواقع، إن الحب الذي يجب علينا أنا نمارسه هو الحب الذي يجعلنا نلوِّح على الآخرين بخرقة بيضاء.

الحب الذي يجب أن نمارسه يا سيدتي هو ذلك البياض الذي يجده الآخرين على جدران قلوبنا، بل على مسطحات الحياة المريضة السقيمة.

الحب هو أننا نستطيع أن نجعل قلوب متبعثرة في وعاءذهبي، شريطة أن نجعل في أذهاننا متى ما أردنا غسل الوعاء نغسله دون أن نضر بقلوب الآخرين أي بكل أريحية..

الجميع يسمع لقصة زينب، والأم معجبه برد خالد الجميل
وفجأة يسمع الجميع صراخ مدوي في البيت وينهض الجميع باتجاه الصراخ.


وتموت قصة زينب.
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 12:49 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية