دواويين الشعراء والشاعرات المقروءة للسلطنة الأدبية

مأساة يعقوب

ليعقوب مأساة ..
كيف أبدأها .. كيف أنهيها ..
وكيف أذاما أنتم سمعتوها ..
شعرتم بأن الحزن يغطيها ..
وأن جروح الألم ..
ليس دائما الايام تنسيها ..
ليعقوب مأساة ..
قد ذاب منها الصخر ..
تبكي من له شعور الحجر ..
بعكازين بقى ..
هكذا قاده القدر ..
هكذا أبقاه العمر ..
( 1 )
قد أقصاه حادث سير ..
يقينا كان أنه بخير ..
تمادى العمر في عمر
سعيدا كان مثل الطير ..
وفجأة بلا موعد ..
بأمر الله أصبح كسير ..
وغدا يناجي الله ..
يارب قانع بما ترضاه ..
وراض بما تأمر به وتراه ..
ويمسي يعقوب في نجواه ..
يطلب الخير من أهل الخير
ويحرم من رزقه ..
لأمر ليس بيده ..
يحاول أن يبقى كسيرا
لكن لا يمد يده ..
هذا حكم ربه ..
يا ناس أنا عاطل ..
بالله أين العدل ..
بالحق نغير الباطل ..
والدمع يدمي المقل ..
تردد لأكثر من باب ..
أنتظر نزعة الاصحاب ..
لحياة صارت بقايا سراب ..
يارب فيك الرجاء ما خاب
( 2 )
ويبقى الحزن احساس
عندما يتركني بعيدا ..
ويرحل عني اعز الناس
وتأخذ مني افئدة اكبادي ..
طفلتان يشعلان أنفاسي ..
هي امرأة يحتقرها زمني ..
حين شدتي وانهياري ..
حين يمزقني انكساري ..
تركتني وقد أعلنت من الدنيا افلاسي
تركتني .. وقالت : مثلك لا أريده ..
مثلك تحت الحذاء يداس ..
ويبقى حزني ..
بحر يغرق كل حواسي ..
وتبقى .. وأبقى ..
ويبقى يعقوب ذليلا بين الناس ..
لأنه لحظة ..
فقد قدمه .. وصار يمشي بعكازي ..
هكذا يا بشر ..هذا الكسير يجازي ..
فأين القلوب الرحيمة ..
وأين المشاعر الاليمة ..
لترعى رجل أحب الحياة ..
وظن أن الدنيا بوجودكم كريمة ..
وقال ستبقى الاماني ..
تحلم مثلي ..
وأحلم أن الايام ستكون ليالي حليمة ..
وأني برب الكون يقيني
أنه لن ينسى عبدا ..
فقد الأمل بمشاعر ظنها ..
قلوب بشرا ..
بمثلها من الخلائق رحيمة !!

(( حرف ))
هي مأساة يعقوب .. وهناك أكثر وأكثر ..
فمن منا يوما سيقول .. ومن منا يوما بالخير يفكر !!
... من رجُل!!
www.asheqalsamra.net