دواويين الشعراء والشاعرات المقروءة للسلطنة الأدبية

جــرحٌ بـصدريَّ لـم يـزل مـتألـما      أســـقت دمـــاءُ عـــيونِه كـــل الـــدِمـــا

ولـكم أطَلْتُ الـصمـتَ دون تـوجعٍ      وشــرِبــتُ كــأسِ الــذلِ مــراً عــلقَمــا

وسَلَكــتُ دربــاً خـاويـاً مـن عـزةٍ      يُسْلِي ضَمـــيريَ كـــلمــا فــيهِ ارتــمى

وَلَكــمُ سـألـتُ عـن الـحيـاةِ لـعلـني      أَلـــقى دلـــيلاً فـــي حــياتــيَ قــد سَمــا

حـارتْ سِهـامُ الـفِكـرِ فـي مِرنانِها      وتَعَثَّرَت طَوعـــــاً بِكــــانَ وَأَيــــنَمــــا

وَمَشـتْ تُصَارِعُ نَبـرةً مِن صوتِه      حـــتى غـــدت تُلـــهي بــأحِرفِه الــفَمــا

خِلــتِ الــليـالـيَ جـنةً فـي مـرقَدي      وخَلِدتُ نَومــــــاً راجِيـــــاً أن أَحـــــلمَا

لــــمْ أَدرِ أنَّ الــــهَم يَهـــزِم غَفْوتِي      وُيـــعيـــقُ كُلَ مـــطارِفــي إذْ هَمــهَمــا

نـــاديـــتُ يــاإشــراقَ فــجرٍ قــادمٍ      قَد أدنُ مــــنكَ لأســــتفــــيقَ تـــبسُمـــا

هل شئتَ إرضائِي بنوركَ مُبهِجا      أم صَرتَ نـــاراً فــي فُؤادِي مُضْرِمــا

مـابـالُ هـذا الـفجـرُ فـيه تَضَجُري      مـــنْ يــومِ نــحسٍ صــارَ لَيلاً مُعــتِمــا

حــتَّى غــدوتُ أسـيرَ هـمٍ لـم يـزلْ      قَد صَارَ لـــلَعـــينَيـــنِ دَومـــاً مُغــرَمــا

أَنــا ذلـكَ الـطِفـلُ الـذِي فِي عـيشِهِ      أَضــــحَى جَهـــولاً لـــمْ يَكُن مُتَعـــلَّمـــا

مــنْ لِي بِدنــياكُمْ يُطــيقُ تـعاسَتـي      مُتَحــــمِلاً ضَعــــفِي وبِي لَن يَســـأَمـــا

لاَ لــمْ أجِدْ يَومــاً بِســاحَةِ عِلــمِكـمْ      عَقلاً رَزيــــــــناً هـــــــادِئا مُتَفَهِمـــــــا

بَلْ كَانــتِ الأحْكــامُ ظُلــماً بَيــنَكـم       هَلْ صَارَ فِيـــكُم مَنْ يَعِي أن يَحـــكُمـــا

حــتَّى رَفــعتُ الـكَفَّ يـومـاً داعِيـاً      ويلٌ لقاضِي الارضِ مِن قاضِي السَما

امَّا أبِي قّد صــــارَ ســـلبِيـــاً مَعِي      أَضــحَيـتُ فِي ضـعفـي كـأَنِّي مُجـرِمـا

قَدْ زادَ تَعـــقيـــدِي بِقـــسوةِ فِعـــلِه       وَرأَيـــــــتُ أَمِّي لا تَعِي أن تَرحَمـــــــا

هَذِي الــحيــاةُ أســيرُ فِيــهَا يَائِسـاً      فِي مَوقِفٍ أَصـــبحـــتُ فــيهِ مُحــطَّمــا

أَضــحتْ يَدي مـثنِيةٌ عَن عـزِمِهـا      مَنْ ذَا ســــيأخُذُهـــا إلى دربِ الـــنَمـــا

مَنْ ذَا ســيأخُذُهــا إلى دربِ الـنَمـا      مَنْ ذَا ســــيأخُذُهـــا إلى دربِ الـــنَمـــا