هـديـر الـكتـائب عـانـق جـوا وخـطّى الـجبال وفوق السحاب
بـأيـدي الـكرام يـجوب الـبحـار ويـنفـذ مـن بـين عـتم الـعباب
لـــنا فــي الــقوافــل اخــوان دمٍ وكــل أخٍ لأخــيه اســتجــاب
مـشوا يـحمـلون أكـف الـمعـاطـي وقـد جـمّعوا كل مايستطاب
وبـعد الـوصـول تـلقَوْا هـجومـا مـن الـغادريـن كـوثب الذئاب
خـنازيـر قـامـت بلا وجـه حـقٍ تـعيث فسادا وتزجي الخراب
وقـد افـحشـوا فـي الـعداء وصـالـوا وهـذا قـتيل وهذا مصاب
وقــــد بــــان أن الإسلام حــــقٌ وأن الــــيهـــود كلابٌ كلاب
وأن الـخيـانة لـلعـهد صـارت شـعارا وأضـحت كلبس الثياب
خــطاب الــمعـادي يـليـن قـلوبـا وكـلٌ يـصفّق بـعد الـخطـاب
وكــل اتــفاقٍ مــع الــغادريــن كلامٌ وهــمزٌ وصــارَ ســراب
ونـحن نـصدّق كـل الـعهـود ونـدعـو الـسلام ونـنسى الـكتـاب
فــأيــن الــملاذ إذا مــا سُئلــنا عــن الـمسـلمـين بـيوم الـمآب؟
فــهل نــبد عــذرا أمــام الإلــهِ إذا لــم نـجد قـطُ رد الـجواب؟
أيـا عـرب قـد حـان وقـت الجهاد فكونوا ذوي شوكةً للصعاب
كــفانــا هـوانـا و ذلا وعـارا وبـعدا عـن الأرض والإغـتراب
أجـيبـوا عـلي بـدون انـبطـاحٍ أفـي الـديـن شك وفيه ارتياب؟
أم اللهو أولى؟ وصهيون يلهو على المسلمين بضرب الرقاب
أيــا أســفاهُ عــلى مــايـكون بـأرض الـعروبة مـن إغـتصـاب
فـأيـن الـمروءة فـي الـديـن فـينا وأين الشيوخ وعزم الشباب؟
ألا أخــبرونــي إلام الــقعــود وأيــن الــمفـر وأيـن الـذهـاب؟
حـضور مـع الـشرك إذ قـال فُجْرا وعـند الجهاد يكون الغياب
أيــا بئر بــدرٍ ألا تـذكـريـن مـع الـحق جـاء خـيارُ الـصحـاب
عــليٌ ابــوبــكرَ عــثمــانُ جــعفــرُ ســعدٌ وزيـدٌ وإبـن خُبـاب
ويــاأرض حـطيـن قـد مـر فـيكِ صلاحٌ يـقود خـميـسا مـهاب
و يـاقـدس قـومـي فـكم مـن أسـيرٍ مقاسٍ صبورٍ لشتى العذاب
فــيا مــن قــعدت تــذكّر أخــاك وعــد للإلــه لــتلـقى الـمتـاب
وسـر نـحو نـصرة ديـنك دوما ولا تنحنِ عن طريق الصواب
وعـلِ الـبوارق فـوق الـجبـال وفـوق الـتلال وفـوق الـهضاب
ويــاغـافلا عـن جـراح الـشعـوب فـإن وراءك يـوم الـحسـاب
فـلن تـغنـي عـنك الـجواهـر حتما ولن ينفع المرء فيه العتاب
فـإنـك يـومـا سـتلـقى الـمنـايـا وظـلم الـقبـور وفـرش الـتراب
وكــن لــلجــنان مــريـدا مـعدّا فـتلـقى الـنجـاة وتـلقى الـثواب
فــفيــها الأمــان وفـيهـا الـحسـان وأنـهار خـمر ولـذ الـشراب