دواويين الشعراء والشاعرات المقروءة للسلطنة الأدبية

أَرْثِـيْ صِـبَـايَ لَـعَـلَّ الْقَـلْـبَ وَسْـنَـانُ
مِنْ ذَكَرٍ أَحْبَـابٍ فِـيْ صَفْحَتِـيْ كَانُـوْا

رَحَـلُــوْا وَمَـازِلْــتُ ذِكْــرَاهُــمُ أَلَــــمٌ
قَدْ أَجَزِعْتَ نَفْسِـيْ وَانْحَـطَّ لِـي شَـانُ

وَدَعَـتُ أُغْنِـيَـةًً كَـانَـتْ عَـلَـىَ شَفَـتِـي
وَبَـــدَا يُبَعْـثِـرُهَـا حَــشْــوٌ وَأَلْــحَــانُ

فِـيْ بَحْـرٍ أَحْزَانَـي قَــدْ نِـلْـتُ مَنْـزِلَـةًً
لَــمْ يَدِنَـهَـا إِنْـــسٌ أَوْ طَـالَـهَـا جَـــانٌ

جُــرْحٌ الْــوَدَاعِ يَـعُـوْدُ كُلَّـمَـا الْتَـئَـمَـا
وَتَعُـوْدُ فِـيْ الْذِّكْـرَىْ كُـرَبٌ وَأَحْـزَانُ

كَـمْ عُـدْتُ أَسْـأَلُ عَيْنِـي عَلَّهَـا تَـجِـبُ
هَـلْ لِلْغَـرِيْـبِ بِــأَرْضِ الْـلَّـهِ أَوْطَــانُ

مَابَـالُ قَافِيَتِـيِ فِــيْ الْـصَّـدْرِ خَـاوِيَـةٌ
وَلَكُـمْ يُرْصِعُهـا فِـيْ الْعَجْـزِ حِـرْمَـانُ

تَرَكَـتْ فُنُـوْنِ الْشِّعْـرِ وَلَــمْ يُخَالِطْـهَـا
فِـــيْ سَـطَّـرِهَـا أَدَبٌ أَوْ قَـــطُ أَوْزَانُ

قَـدْ جَـفَّ حِبْـرِيَ بَعْـدَ مَقَالِـيَ الْوَسِـنِ
فِيْـهِ اعْتِزَالِـي وَفِـيْـهِ الْـحُـزْنُ أَلْــوَانُ

مَزَّقَتْ قِرْطَاسِي وَغَـدَوْتُ أَسْـأَلُ هَـلْ
فِــيْ صَفْحَـتِـيْ خَـلَـلُ أَمْ ذَاكَ سُـلْـوَانُ

وَتَـعَــدَّتْ الْآَهَـــاتُ حُـــدُوْدَ تَـأَتَـأْتِـيّ
وَلِـسَــانُ نُـطْـقِـيٌّ قَــــدْ آَذَاهُ نِـسْـيَــانُ

مَـأْسُــوْرَةٌ كُـتُـبِـيّ مَـحْـنِـيَـةٌ رَتَــبِــي
مَهْدُوْمَـةٌ نُصُبِـيَ فِـيْ رَأْيِــيِ خِــذْلَانُ

وَمَشَيْـتُ لاأَبَغِـيّ فِـيْ خُطْوَتِـيْ أَمَــلاً
قَــــدْ مُـزِّقَـــتْ أَمَـلِـيْ لُسْـــنٌ و آَذَانٌ

وَأَتَـتْ رِيَـاحُ الْغَـدْرِ بِغَيْـمَـةِ الْـكُـرَبِ
وَأَمْـطَـرَتْ شَـوْكَـا يَعْـلُـوْهُ خُـسْــرَانُ

وَرَشَفْتُ مِنْ كَـأْسٍ بِالشُّـؤْمِ أَسْكَرَنِـيْ
يَـاوَيْـحَ نَفْـسِـيَ مَــا لِلْسُـكْـرِ سُلْـطَـانُ

وَالْقَـلْـبُ لَايَــدْرِيْ مَــنْ فِــيْ إِمَـارَتِـهِ
وَيْـلِـيَ فَــإِنَّ أَمِـيْـرَ الْـعَـقْـلِ شَـيْـطَـانُ

واسَتَطُوّنتِ قَصَصِيٌّ أَرْوَاحٌ ظَاهِرُهَا
مَـــوْتٌ وَبَاطِـنُـهَـا لِلْـعَـيْـشِ عُـنْــوَانُ

مَـازَالْ فِـيْ قَلْبِـيْ ذِكْــرَىْ مَجَالِسِـهِـمْ
فِـيْ خَلْوَتِـيّ وَاسْـتْ وَالْدَّمْـعُ غُـدْرَانٌ

سَـهْـمُ الْمَـنِـيَّـةُ لاتَّـقْــوَىْ عَـلَـيْـهِ يَـــدٌ
يُـرْمَــىَ بِسَـاحَـتِـهِ شَـيْــبٌ وَشُــبَّــانُ

كَـمْ مِـنْ مُعَافـى قَـدْ تَـرَكَ الْحَيَـاةِ بِـلَا
مَـــرَضٍ وَشَـيَّـعَــهُ أَهْــــلٌ وَخِــــلَانُ

أَمْ مِـنْ ضَعِيْـفٍ قَـدْ مَـلَّ الْحَيَـاةَ وَقَــدْ
طَـالَـتْ عَلَـيْـهِ سُّـنُــوْنٌ دُوْنَ أَثْـمَــانُ

وَهُــنَــاكَ أَقْــــوَامٌ كَــانُــوْا بِـلـذَتِـهِــمْ
وَبِلَحْظَـةٍ وَقَعُـوْا مِـنْ سَقَمِـهِـمْ عَـانَـوْا

مِنْ نُوُرٍ شَمْسٍ قَدْ أَزْهَـتْ مَضَارِبَهُـمْ
رَحَـلُــوْا وَضَـمُّـهُـمُ قَــبْــرٌ وَقِـيْـعَــانُ

هَــذَا قَـضَــاءُ الْـلَّــهِ وَنَـحْــنُ نَكْـسِـبُـهُ
وَالْــلَّــهُ مَــنّـــانُ لِـلْـعَـبْــدِ رَحْــمَـــانُ