منتديات السلطنة الأدبية

منتديات السلطنة الأدبية (http://www.alsultanah.com/vb/index.php)
-   النقد والكتابات الأدبية والسينمائية (http://www.alsultanah.com/vb/forumdisplay.php?f=14)
-   -   قراءة إنطباعيه في نصّ "السرّ في عينيك " لوحيد المسكري (http://www.alsultanah.com/vb/showthread.php?t=12470)

كمال عميره 04-05-2012 05:45 PM

قراءة إنطباعيه في نصّ "السرّ في عينيك " لوحيد المسكري
 
وحيد المسكري....هذا الحيي....الموّشح بالمواويل....الطالع من ضياء حنينه....حاملا بذرة أعماقه المسكونة بنور عينيها.....وكل امله....أن ينطلق من ذات فلبه متطلعا إلى حرية الفضاء الساحر في عمق مآقيها.....
بقلبه....أغانيه...رنّة اشعاره....فقد اصغى جيدا لحديث الزمن...بأن على كل واحد منا أن يكون حكيما....أن يجد قلبه....وأن يفتح عينيه...كي يسيل من بوحه مترفا بالمعاني.....كي يبحّر في وجدان فلبه الذي شرب ألوان حنينه....فأصابته رعشة القول.....فحلّق عاليا حيث الإيغال في رنّة اللغة المستحلبه لأحلام الرؤى الساحره....علّ فجر العواطف ...عواطفه المضيئة تنير الدروب.....إلى محطات عينيها المدهشة...
لا تسألي عن سرّ بوحي....
للقوافي المترفّات بالجنون...
وأناقة الكلمات.......
فالسر في عينيك
إن كان ثمة سبب لجنوني...
فأسألي عينيك...؟؟؟
أرأيتم...إنه لا يستحي من جنون نبضاته.....من حرقة مفرداته.....فقد عرف سرّ الجنون ...فراح يحكي للمرايا.....والشظايا.....وشطآن عينيها.....عن أرخبيل الكلمات التي رتلت موجه...عن عينيها التي وأدت كل الأقحوانات الجميله....فأنبّعث داخل قوالب لغته المبهرجة.....لغته الساحرة المفضية إلى عمق المبتغى.....ويعزّف أطيب الحانه على أوتار همساته المضيئه......لنشرها هنا ممزوجة بتعابير وسلاسة بحره الداخلي المزهر....وردا أرجوانيا شذيا....يلّون فرح قلبه بالشراب الشعري المسكر.....لينطلق العقل من عقاله......ويرميه مدهوش الملامح.....في أحضان الفوران المغسول بصابون اللّوعة علّه يطفئ جحيم الفقد والإشتياق....
كي يتوّشح القلب المفعم بعشقه.....ويجد خصلاته الفوضويه تنساب كوردة عاريه....نحو شجو مساء...عمّدته نوارس الحنين....
لا تسألي عن سرّ لوعة قلبي...
وإشتياقي...
وإنبثاق الشوق من أعماق ذاتي...
لأكتبك في جميع الأوقات....
أهزّوجة أتغنى بها....تطرب روحي...
فأنت انثى هزّت أركاني...
حرّكت جمود مشاعري....
أصرّخت صمتي...
هيّجت قلبي الضجر....
المعتق بالخمول القديم....
ينخطف فلبه بلّوعاته....يتدثر بصوف الغواية والحنين المشاكس......والشغف الصاعق....ويغدق على حلمه....وسهو مراياه.......على كل صباحاته العاطفيه المشاكسه....ليعلن عن توبة الحزن....وإستفاقة الحلم.....وإتحاد العقل بالقلب ليكتبها في جميع الأوقات بلغته الساحرة....علّه يكتشف تفسيرا مقنعا لعلاّت شروده بين عيونها واللامنتهى......هو الذي أنتظر العمر بلا جدوى...لم يدرك أنّه قد يجدها في تفاصيل حلمه القديم...ليغوص في بحار عينيها وينجذب نحو ذلك الوميض الذي كان يبرق منهما....
آه يا وحـــــــــــــــــــــــــيد......قد تكون مشكلتي أنني أعرّف إحساسك.....عمقه.....جنونه....وأعرف تلك النار الكاويه المعرّشه في تجاويف قلبك....وأغوار ذاكرتك......ذلك أن الجنون قاسمنا المشترك.....نحن المهووسين بتلوين العالم بألوان قوس قزح....
لذلك ادرك....بكل حرقة الإحساس...كم كنت مبهورا...أمام عينيها....وساذجا وساكنا...وعلى حافة البكاء الذي أطرّ مسارات العمر.........فقد كان وجهها واضحا كنسمات الربيع.....دافئا كنسائم الواحات...عذبا كمساءات فرحك....بلون الورد الذي لا يرى....وعيناها المفتوحتان للأنوار وغناء العصافير....
لذا....يحق لك أن تتساءل أخي وحــــــــــــــــــــــــيد....لماذا جاءتك دونما سابق إنذار....؟؟ وكيف يمكنها أن تعتذر عن كل الفوضى التي خلّفتها في أعماقك....؟؟؟
أنت الذي لا تملك معها سوى بوح الأعماق...لأيمانك بأن الصوت....قادر على محو الذنوب كلّها.....وأن الليل بظلامه ووحشته الكئيبه..لا يمكن أن ينسيك وجهها الملائكي الذي تسلل إلى شوارع قلبك المنبهرة بأمطار الترّنم....والأناشيد التي رتلّها الغيث السابح في شطآن عينيها.....
لا تسألي عن جنون عاطفتي...؟؟
ورغباتي نحوك....
للقاء المؤبد.....
لطمس العذاب الذي يؤرق روحي.
لإجتثات الآهات التي تحرقني عند زفراتي...
لا تسألي بحجم معاناتي عندما أفتقدك....؟؟
تلازمني الآهات......أستوّحش....
تنتابني أفكار سوداء......
تسوقني بعيدا لأختفي نحو التلاشي...
فأنا رجل لا أحتمل فراقك...
كوني لي وطن......وأمنحي قلبي السلام..
ضميني إليك................
فأنت اكسجين حياتي.............
هل حقا يمكنك أن تغفر لها ...كل تلك الإنقلابات المدّمرة التي أحدثّتها داخل نافورة وجعك......وجعلته نازفا ...وحارقا.....أنت الذي كنت تعتقد جازما أنّك منفيّ خارج الاشياء...والأحداق...ورنّات حنينها الفاضح السائل من نظراتها....
لذا صرت في المصّب الغير آمن إلى لغة الحريق.....منفيّ خارج الأشياء والبوح المسالم.....
ما الذي كان يمكنك فعله....ولم تفعله..؟؟
ما الذي كان يمكنك قوله.....ولم تقله...؟؟
وما الذي فاتك أن تتوق إليه...بعدما إلتقيتها ولفّتك مياه الغرق.....وأنت تبذر وقتك على شواطئها...؟؟
أيها المتعب من كل ملامحها المتسكعة في ذاكرتك....
أيها المتعب من مراثي الحنين المصبوبة في مسا مّاتك على مدّ ىثار اللهفة والغربة....
لا تبتئس...فقد تجيئك اللّحظات مترّعة بالزنابق....وتمتلكك رغبة الإنبهار كلّما حدّقت في وجهها المصبوغ بلّون البرتقال والبنفشج...
وستتعلم منها.....ومن أحضانها.....من رغباتك المجنونة بها.....من عذاباتك الحارقه....من آهاتك......زفراتك......وحريق الوحشه......كيف تحرث صحراء القلب......كيف تبدع في مدّه وسمائه......غيمة.....بحرا......شاطئا....وشمسا...؟؟؟
كي تنبت افراحك المزهرّة بالأماني....صفوفا من الأقحوان والبنفسج...
فتهربا سويا في غفلة من الوقت.....وأحراش الفراق إلى رحابة المدى.....
تاركين وراءكما جبلا من الصمت...............والأغنيات....
03..05..2012
والوقت منتصف الحنين

وحيد المسكري 05-05-2012 12:38 PM

أخي العزيز كمال
/
هنيئا لي أخوتك
/

سبر أغوار النصوص يحتاج إلى قراءة عميقة
وثقافة فكرية يتميز بها الشخص
لهذا وجدت فيك تلك الصفات التي أخذتني بعيدا إلى حيث الجمال
/
لي عودة ..
مترف بالجمال سيدي

جمعه المخمري 05-05-2012 01:54 PM

اخي كمال
احيي فيك هذا الجمال الروحي النابع من عراقة عروبتك
قراءة جميلة لا يجيدها الا الكبار
فعلا اظهرت معالم نص هذا النورس الشامخ في ربوع السلطنة
نص راقي وكاتبه راقي وانت راقي

كمال عميره 08-05-2012 03:58 PM

أخي وحيد..............هذه قراءتي.....هذا ذوقي...........
وهذا ما إنطبع في وجداني............من نصك الجميل...........
وهذه طريقتي في فهم النصوص التي تاسرني..............وتلقي اثقال جمالها داخل نافورة دمي......
لذا..............إن رايت أنني حقا قراتك كما تقتضيه القراءة............فهذا شيئ حقا يستحق الوقوف عنده..............وإن لم يكن الامر كذلك............فهذا لن يغير من قراءتي شيئا.........
لأنني حقا قرأتك كما تقتضيه اعماقي الواقعه تحت لفح الإحساس الحار الذي إنتشر بين طياتها............................داوم على نبض سحرك...........فأنت تستحق اكثر من مجرد قراءة إنطباعيه.....................دمت دوما في الق يا وحيد

كمال عميره 08-05-2012 04:06 PM

أخي جمعه...........
أحيي فيك المتابعه الشغوفة والدائمه.........
ولعلني لا ابيح سرا......إن قلت انني أتفاعل جدا....مع كل النصوص التي امر عليها....حتى وإن كان ذلك بدرجات متفاوتة....
أحب ان افهم عمق الآخر...........كي افهم حرفه......
كي يمكنني أن اساير حريقه.....................فعندي أن كل كلمة صادقة نابعة من القلب...........يجب أن يكون لها وقع....وصدى في ذاكرة وعمق القارئ..........
وإلا فلماذا نكتب................ونقرأ..............ونستنفر اعماقنا بجنون الحروف....؟؟
راق دوما مرورك اخي جمعه................دمت حقا نابضا هنا بكل فكره..........وعمقه...........ولغته المبدعه......................تحياتي

يزيد فاضلي 10-05-2012 08:33 PM

لا يَعدلُ حاشية القراءة الجميلة إلا متنَها الأجمل..
 
...قلبتُ بصري-أخي الحبيب المبدع كمال...-بين ثنايا هذه القراءة ( الماورائية ) لتلك القطعة التي جادَ بها الأخ المبدع الجميل وحيد المسكري،فلم ألبث إلا وبصري يمتد طولاً وعرضاً وعُمقاً لأتجاوزَ بهذا الامتداد مجردَ الاكتحال بمبنى القراءة البديعة إلى خلفيتِها الأبدع...

لقد كان أخونا وحيد بديعاً في متنه الخلاق...وكنتَ أنتَ الآخر-أخي كمال-بديعاً في حاشيتِكَ الرائعة،وبالتالي فقد تساوَقتما-في انسجامٍ وتجانس-بين الطائر المَحكي وصداه...!! بين الجمال وهالته...بين الكلمة ولحنها الناغم...

وهذا هو المطلوب في أية قراءةٍ،يُرادُ منها إعادةِ اسيتردادِ فنيةِ المبدع من خلال عين الناقد وفكره ومشاعره..!!

أذكر مرةً أن الشاعرَ الكبيرَ نزار قباني قال عن إحدى قصيدتيه ؛ ( قارئة الفنجان ) أو ربما ( رسالة من تحت الماء )-لا أذكر بالضبط-قال : (( إنها وُلدتْ في رحم الإبداع مرتين..والولادة الثانية كانتْ هي الولادة الحقيقية...!!! ))..وهو يقصد بهذا أن القصيدة-ككلماتٍ صامتة-لم تكن لترتقي بتلك الروعة وذاك السحر كما لو كانتْ ملحنةً في نغمٍ..لقد استطاع الموسيقار العبقري محمد الموجي-رحمه الله-أن يرتفعَ بتلحينها للأوج،وأعطاها-في حس وذائقة الشاعر ذاتِه-نكهة ًإبداعية ًأخرى،فكأنما ولدتْ من جديدٍ...!!!

هذا هو بالضبط-أخي كمال-ما يفعله القارئ المبدع حينما ينفعل ويتفاعل مع أي عمل من الأعمال..

وفي ظني أنكَ أحسنتَ وأجدتَ القراءة كما أحسن وأجادَ أخونا المبدع وحيد في أصل قريحته...

ودمتما غصنيْن باسقين في دوحةِ منتدياتِنا....

كمال عميره 10-05-2012 11:21 PM

أخي يزيد...........
ساحر بقلمك.....وبوجودك......وبلغتك الشفافه....الاقرب إلى التصوف....
لذا يتحتم علي شكرك......مرتين....
مرة لأنك إنضممت إلى هذا الصرح الأدبي الراقي...
ومرة....لكل سحر اللغة السارحة في افق النغم الصادح في ثناياك....
وإن كنت احسنت قراءة ما احسن ببوحه اخونا وحيد..............فقد كنت انت اكثر غحسانا بهكذا مرور..............لا يتقنه إلا المبدعون الذي تشردّوا حقا في فيافي اللغة الباهرة...
لذا احار حقا كيف اشكرك.............فأنا ممتن حقا لتلك اللحظة الفاصله من الزمن.........والتي دلتك علينا هنا...................فصرت بكل الق تواجدك الذي يشبهك...............تنثر أقحوانتك على مفرداتنا.................فتحيلها...........عطرا ولا اروع...............
داوم على مرورك الرائع......ولا تحرمنا من تواجدك..........يا إبن البلد الطيب.............ألف شكر على المصادفة السعيده

سالم الريسي 11-05-2012 04:37 PM

كمال


أعجبني توقفك معي هذا النص

أعجبني طريقة الأحتفاء به

أعجبني

ومثبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت



الى


اشعار اخر...

كمال عميره 11-05-2012 04:58 PM

وطبعا........من الرائع جدا ان يعجبني..........هذا التوقف... الجميل منك اخي سالم....
واشكر مرورك الجميل...........
دمت هنا..............حاملا هذا المشعل الذي يحاول إضاءة زوايا العتمه..........في واقعنا العربي المتمرّس في كل الإحباطات...... تسلم على مرورك...........وعلى تثبيتك للقراءة...........
هكذا احب المرور على إبداعات الآخرين......وقراءة أعماقهم...

فهد مبارك 20-05-2012 08:12 AM

سيدي العزيز

شكرا ألف شكر على هذا السبر والتعامل الجميل
قراءة جميلة
تحياتي


الساعة الآن 05:20 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية