إعادة الوحدة الوطنية
واختتم اليوم الأول للندوة بورقة تحت عنوان: (إمامة ناصر بن مرشد اليعربي ودوره في إعادة الوحدة الوطنية) ألقاها سعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، تحدث فيه: عن الحالة السياسية في عمان قبيل ظهور الإمام ناصر بن مرشد، متطرقا إلى أزمة الحكم النبهاني، حيث أكد أن بني نبهان يمثلون نظاما سياسيا فهم ملوك سلكوا أسلوبا مغايراً لأسلوب ونهج الائمة، فقد شهد عهدهم ازدهاراً في الحياة العمرانية والثقافية، لا سيما الاهتمام بالشعر والشعراء ومنذ ذلك العهد أخذ الفقهاء يؤلفون مؤلفاتهم الفقهية نظماً تمشياً مع روح العصر وليسهل على الناس حفظها على أن عهد بنى نبهان لا يخلو من مثالب وعيوب منها ان هذه الاسرة تعتبر اول اسرة عمانية خرجت من نطاق الامامة المنتخبة واقامت حكماً وراثياً محصوراً بين أفرادها ولهذا أعتبر الفقهاء والعمانيون حكمهم غير شرعي وقد أحجم المؤرخون عن كتابة تاريخهم ولذا غاب عنا تاريخهم كما شهدت فترة حكمهم احداثاً وصراعات قبلية دفع ذلك النباهنة للاستعانة بمملكة هرمز المعاصرة لهم، لمواجهة الاحداث التي اتسعت وادت في نهاية الامر الى سقوط دولة النبهانة ليسهم ذلك في زيادة الانقسام الداخلي وتفكك الوحدة الوطنية.
وتحدث د. الضوياني عن اسباب اختيار الامام ناصر بن مرشد للإمامة، حيث رآى أن مكانة اليعاربة وخبرتهم في إدارة شؤون الحكم أسهمت في تمكينها للوصول إلى سدة الحكم، من خلال تواجدها في الرستاق ونخل، ولها صلات عديدة بالعشائر العمانية المختلفة، بجانب زعامتها القبلية، فقد عاشت في كنف حكم النبهانيين، مرتبطة بهم من حيث سلالة النسب، وهو ما ساعدهم لإيجاد المساندة القوية من النباهنة في تثبيت كيانهم القبلي، وامتدت هذه الزعامة طوال فترة حكمهم بل شارك اليعاربة في الصراعات الدائرة بين أفراد اسرة النبهانة.
وتطرق سعادة الدكتور حمد إلى الحديث عن مبايعة الإمام ناصر بن مرشد، ارتكزت على مبادئ الامامة وفقا للتركيبة القبيلة للمجتمع العماني، والإمامة فرض في الكتاب والسنة والاجماع، وهي تتمثل في اربع حالات للإمامة تسمى المسالك الدينية وهي حالات الظهور والدفاع والشراء والكتمان وان الغرض لهذه الحالات يرمى الى استمرار الامامة فالإباضية تحرص على ان لا تبقى الرعية دون مرجع حاضر وامامة قائمة الا انه رغم اعتقاد بوجود الامامة واقتناعهم بضرورة تعين الامام ، فأنهم لا يرونها واجبة في ظروف خاصة فهي مشروطة بتوافر العوامل المساعدة على اقامتها وتبعا لذلك وضع علماء الاباضية مجموعة من الشروط ينبغي مراعاتها قبل اختيار الإمام وإعلان الدولة، وتختلف هذه الشروط باختلاف الظروف التي يعيشها المجتمع وباختلاف الإمامة المراد إعلانها.
واختتم الدكتور ورقته بالحديث عن جهود الإمام في توحيد البلاد، مؤكدا أنه استفاد من التحالفات القائمة في إطار المواجهة العسكرية، والصراع الذي سيحتدم مع المعارضين والرافضين الخضوع لسلطة الإمامة، وقد شكل الإمام ناصر بن مرشد قواته العسكرية وتكويناتها وقيادة حملاتها وإدارة شؤونها باعتماده على أبرز القادة من العلماء والزعامات القبلية من رجال اليحمد والمشاقصة وأهالي الرستاق ومنح وبنو ريام وبنو رواحة وغيرهم.
وقد برز دور العلماء، حيث تجلت العصبية الدينية فلم يقتصر هؤلاء على انتخاب الأمام فحسب، بل إن كثيراً منهم من أمثال الشيخ العالم خميس ابن سعيد الشقصي ومسعود بن رمضان وخميس بن رويشد وحميد بن سيف كانوا قادة الحملات التي شنت على القبائل المعارضة وعلى البرتغالين.
أوراق الندوة اليوم
وستكون أوراق اليوم الثاني الأولى بعنوان: (الإمام ناصر بن مرشد اليعربي وجهاده الوطني وتصفية الاستعمار البرتغالي) للدكتورة ناهد عبد الكريم الأستاذة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس.
فيما ستكون الورقة التالية بعنوان: (الحركة العلمية والأدبية في عصر الإمام ناصر بن مرشد اليعربي) للباحث موسى بن سالم البراشدي من وزارة التربية والتعليم.
أما الورقة الثالثة فستكون تحت عنوان: (ابن قيصر وكتابه في سيرة الإمام ناصر ابن مرشد اليعربي) للدكتور سعيد بن محمد الهاشمي من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس