كَانَتْ مُعَانَقَتِي لِهذِهِ الردَهَاتِ مُنْذُ عَامٍ تَقْرِيبًا .. لكِنْ لَسْتُ أدْرِي سِرَّ تَوَقُّفِي عَنْ
مُشاطَرَتِكُم نَزْفَ الجِراح .. أوْ مُصافَحَتِكُم في بَعْضَ انْشِراح !!
لَعَلَّ هُمُومَ الحَرْفِ دَلَفَتْ بِي بَعِيدًا ؛ لِأقْتاتَ عَلى الانْعِزالِ
رَيْثَما تَخْشَعُ النَّفْسُ في مِحْرابِ الجَمَالِ .. وَهَا أَنَا قَدْ عُدْتُ ..
لقلبي يا أحبتنا وجيبُ
وفي أعماقنا سكن اللهيبُ
وفي الأحشاء آلام توالت
متى سيغيب عنّا ذا الغريبُ ؟
متى يا أمتي تصفو سمانا ؟
وتبتسم المعابر والدروبُ ؟
متى سنعيش في دفء وأمن ؟
وينعم بالحبيب هنا الحبيبُ ؟
متى صهيون تغرق في أفول ؟
وشمسُ الغدر عن وطني تغيبُ ؟
متى يا أمتي يشدو حمام ؟
ويَبْهَجُ بالهديل هنا كئيبُ ؟
متى يا أمتي سيعود عزٌّ ؟
لِتُنْحَرَ فوق خِنجرِهِ الكُروبُ
متى سنعود كالبنيان صفا ؟
وأحقاد النفوس متى تذوبُ ؟
متى يتقاطر الإيمان شهدًا ؟
وتُروى بالدعاء هنا القلوبُ ؟
وتنتفضُ الجوارح من ذنوب ؟
لِتَسْقُطَ عن علائقنا العيوبُ
كرعشة طائر من بعد هطل
هنالك أنفسٌ فينا تطيبُ
عسى الرحمن يجعله قريبا
فربُّ العرش للداعي مجيبُ
عساها تنجلي كربات قومي
وتنقشع الغمامة والخطوبُ
...