| 
				 جنازة جسدى 
 
			
			جنازة جسدى
 قصة قصيرة
 
 عاشر يا ابن أدم مهما تعاشر ..هكذا قلت لنفسى بعد أن قفلت راجعاً من آخر مراسم دفن جثتى ، لم يكن حزناً مابى ، فالأحزان ماعادت تؤثر كالسابق علّى ،لكنها العشرة والمعرفة الطويلة ، وأحداثاً مرت وأحداثاً عاصرناها معاً فى الخيال ، وتمنينا أن لو تحققت ..أشياء كثيرة سرت أفكر فيها ، وأنا عاود التساؤل المرة تلو الأخرى ، عن كيفية الحياة الجديدة التى سأحياها بلا جسد ، وكيف تكون؟ على الأرض أم فى السماء ؟وإن كنت الآن أسير وأتحرك ، وأمضى قاصداً منزلى الكائن هناك على أطراف الصحراء ، حيث أخترت أن أقيم بعيداً عن ضوضاء المدينة ، وقلبها الذى أصبح معتماً ، الروح على ماأعرف لاتسير ، بل تطير أو نحو ذلك ،  وهى خفيفة ، أخبرتنا الأخبار عنها أنها لطيفة ،  دخلت الجسد غصباً وتغادره غصباً .. لكننى لم يحدث لى أى من هؤلاء ! فأى الأرواح أنا ،شقى أم سعيد ؟.. ارتطمت قدماى بحجر ،  تألمت ،  زاد عجبى ، هل الأرواح تتألم للمسة حجر ؟ ..أكملت سيرى قاصداً العودة الى البيت ، عازما ً أن أقصص روايتى على زوجتى ، وأسمع منها المفيد ، فهى رغم أنها تعليم متوسط وأنا تعليم فوق العالى بقليل أستمع لرأيها ، وأنفذه فورا ، ليس لخوفى منها ، ولا هو تحيز لها ، ولا قلة شخصية منى فأنا شخصيتى قوية جدا بشهادتها - شهادة زوجتى - ولكنه تعود تعودته منذ سنين ، لأنها على ماخبرت ذات رأى حصيف ، وهى تسمع وتعى وتناقش وتقنع ، وشهادة للحق لابد أن أذكرها هنا هى تمد فى حبال صبرها متى تناقشنا ولاتفرض علىّ رأياً ، بل تعرض ماتراه ، قد يطول وقت العرض قليلاً ، وقد يتكرر مرات ومرات ، لكنه فى نهاية الأمر ليس أكثر من عرض ،من حقى أن أقبله  ، ومن حقى أيضا أن أعرض عنه ،  لذا أرانى كلما عرض لى عارض أو  الّم شىء بى عدت اليها ، تناقشت معها وأعطتنى المفيد .. وهكذا  اكملت السير .. رأيت أعرابياً قادماً على البعد ، قلت لن يرانى وهذا شىء طيب ،  هؤلاء الناس لم يعد لديهم ماكان لهم طوال دهور طوال ،  خاصة أيام الرسالة الأولى ، جاورنى الرجل ، القى بنظراته الوثابة على براح وجهى ، محدقاً فى عينىّ  ،
 قال
 السلام عليك - :
 قلت متعجبا -  :
 أنت ترانى ؟  - :
 قال بهدوء واثق  -:
 نعم -  :
 قلت
 جنازة جسدى  - انا عائد لتوى من:
 فكيف ترانى ؟
 تبسم العجوز عن فم أثرم إبتسامة هى الى البكاء أقرب وقال :- ..يابنى أنت لم تدفن جسدك بل روحك
 إهتزت المرئيات أمام عينى ، رأيت وجهه يصير وجوهاً عديدة تحدق بى ، تحاصرنى ، تحصرنى فى زاوية تحت نظراتها ، لا أملك معها الا أن أصلب مقلتى على براح وجهه ، منتظرا المزيد ..قال
 - ماآراه الأن أمامى جسد بلا روح - :
 تذكرت الحجر ..وسيرى على قدمّى وتساؤلى ..و..قلت لنفسى لن أصدق ماقال الا حينما أعود الى البيت ، أناقش الأمر مع زوجتى ، واستوثق منها
 
 
				__________________محمد عباس على
 عضو اتحاد كتاب مصر
 عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب
 عضو رابطة الأدب الإسلامى
 عضو نادى القصة بمصر
 my blog : mabassaly.blogspot.com
 mohamedabassaly.blogspot.com
 |