قوافي.....أيتها العابرة كما الأماني هنا...
معذرة يا صديقتي.............سأكون اليوم مشابها حقا لحروفي..........في حجم ثورتها وحنقها......
ولن ارتدي ثياب الناصح الامين....
ها أنا أحفر في الصخر باظافري......علّ كلماتي تسقط مع كل اللعنّات الساقطة عليهم..........أولئك الآكلون من زمردّة المعاني....تسقط مثل كل الظلال الساقطة مع جزيئات عمرنا المنقضي....
فنحن نعرفهم.......ونعرف للاسف كيف بالتآمر يخيطون لنا وطنا........مليئا بالتعازي...
وكيف بنذالتهم.............وإنتماءاتهم المشكوك فيها.....يغتالون احلامنا...........وآمالنا.....في أن نرى مدنا بلا عبيد...............حكاما بلا عساكر....
فقد ارهقتنا سنوات الإنتظار المرّيرة....كي نذرف كل دمعاتنا الواجفه....
لم يبقى لنا..........في رحلة الحلم سوى هذا السراب........
فهل حقا ننتمي لامة ....تقرأ في كل صلواتها آي الكتاب...؟؟
هل حقا.............نؤطر كل مساراتنا...........بالتفكير الحر.....المدهش......الشفاف.....الواعي.....المستقيم ....كي ننحاز إلى الصواب...؟؟؟
لا شيئ يبدو قابلا للمزج يا قوافي.............
لا شيئ ابدا....سوى هذه الإرتكاسة الوبيلة في وحل.............التخلف....والأعماق المزيفة....
تبدو لي هذه الأرض بانها صارت موشومة بالفساد...........فقد تغمدتنا الشوارع.....الازقة الحارات......وكل الجزيئات بلعناتها............ولم نعد نملك في الممر الآمن إلى لغة الأمل..........سوى ما يموج حقا بأعماقنا..........من صفاء.....صار يجب أن يظل صادحا إذا كنا حقا ننتمي أو نتشرف بالإنتماء لهذه الامة...................
هل أشكرك يا قوافي على انك استطعت بالفعل الغوص داخل وجع المعاني....؟؟
لن افعل............فطالما كنا أنا وأنت قاب قوسين أو ادنى من وجع الاماني.........
لذا لن اشكرك.....................وسأشكر الأقدار التي انعمت علي بك.............أيتها النابضة هنا........بكل سحرها.....ووعيها......وأعماق المراة العربيه الصادحة فيها...........
من الأعماق................شكرا على المرور الذي أحزنني اكثر..........ذلك أننا نتبادل أنخاب واقع الامة...........دون نية مبيتة للسكر......وكم من المؤسف حقا.......أن تكون اعماق متلألاة بسحر الحروف السابحة في ذرى المحبة.....والشوق و...غائرة في مأساة امتها.....
دون أن تترك لها سببا إضافيا للفرح
__________________
|