أيتها المسافرة عبر الزرقة العميقة .. تعب الصوت فيني وتعبت حنجرتي ولا يعود سوى بقايا صوتي ...
أرى البحر أمامي جاثم منذ عهد مراكب جدي ... أرى مواخر السفن وعبابها ... أرى الموج المتكر تحت أقدامي على الأصداف ... أرى كل ذلك ولا أراكِ .
تعبت كثيرا وأنا أبحث عنك حتى في مآذن المساجد وفي عيون الناس ... تعبت وأنا أردد على أذني اسمك / كنيتك / دلعك ... تعبت كثيراً ، لكن رائحة البارود تشي بنذر سيء ... رائحة البارود أرغمتني أن أطالع السماء فماذا رأيت ... لم أرى طيور تحلق ... ولا سماء ذات زرقة صافية ولا سحب رمادية ذات مطر .. رأيت دخان كثيف وأشلاء تسبح تتقاذف من مكان لآخر .. دخان .. كل الذي رأيته وضباب .
حينها أدركت فقط أنك في معمعة الدخان تدورين كالرحى في الأعلى حتى إذا تهاوى الدخان سقطت جثتك هامدة على أرضي اليباب .
أخي كمال ...........
كالعادة كل نص منك إبحار وسفر بعيد تجعلنا نسافر معك بكل الألوان حتى لو أنك استبعدت تلك الألوان رغماً عنا نضعها في الحقيبة ولا أدري ربما هو روح النص الجميل الذي يسوقنا إلى هكذا هلوسة . فعفواً سيدي .
لك شكري وكثير احترامي .