ها أنا أنقر بأناملي لوحة المفاتيح ، وأسمع لسان الديك يصيح
، والكون قد فاق عن هزيع سباته ، وعقد الصباح قد تلألأت حباته
، وتقدمت جيوش النهار باقتدار ، ولاذت جيوش الدياجي بالفرار
، ورفرفت أجنحة السكون لتغادر ، وعادت همهمات الكون تبادر
، وأطلت الكائنات برؤوسها ، وتحركت أجسادها ونفوسها
، وضجت الطيور بالتغريد ؛ لعودة هذا الصباح الجديد ،
وهو يبتسم للكائنات ، ابتسامة الرضيع للوالدات ،
فتبسمت في وجهه المشارق ، وأقبلت عليه الخلائق
، تهزج بالفرح والحبور، وتظهر البهجة والسرور ،
ودبت الأرواح في نائميها فهبوا ، وتفتحت العيون فدبوا ،
وما لبثت الشمس أن أطلقت خيوطها في الكون
، تداعب الأجساد والجفون ،
وتلمس يداها نواعس العيون ،
تدفن بكفها جليد القرَّ ، وترمي معاطف الدفء والحر ،
حتى عم الأحياءَ الفرح ، وانتابهم السكينة والمرح
جميل ماخطته يداك أخي
كلمات عميقة جزلة أحيت في نفسي روعة العربية وجمالها
وهل أجمل من نبراس الفجر حين يطل على الحياة
تحيتي لك
__________________
|