[وحيد المسكري]

دعيني أحلــم , أريد أن أحلم

/
إن أفرطتُ في الحلم يوما فذاك من دواعي الرغبة للهروب من واقعٍ مؤلم , وبما أن الأحلام لا تكلف الكثير , والسعادةُ أصبحت صعبةُ المنال في هذه الحياة فأني سأحلم لأصنع من الحلم عالمٌ أستثنائي لا يشبه أي عالم ..

/
دعيني أحلم ,
لأنصهر في أعماق حلمي
لأختفي عن أخفاقاتي الماضية ,
لأنسى أني ذات يومٍ قد أنكسرتُ,
لأصنع من ذاتي الصامتةُ / المرهقةُ صخبٌ يملأ العالم
لأربح قضيةٌ الأنتظارُ القديمة,
لينتشي قلبي المكلومُ الموشحُ بالمواجع /
والذكرياتُ الخائبة,
/
دعيني أحلم ,
فالحلم شريعةُ المفتقدين ,
وطريق الراحلين من مواجع الحياة وواقعها المريرُ,
حيث نبني عالمنا وميادين سعادتنا الخالدةُ
بالحب / والأملِ
ولقاءاتُ الغرامِ التي تفخر بها الأيامُ
لتبقينا على مدى التاريخ ذكرياتٌ /
كالأساطيرُ الجميلة ,
/
دعيني أحلم ,
لأنسى ذكرياتي المبغضةُ المرهقةُ للعقل,
لأبتعد دون رجعة عن واقعي المريرْ
فثمةُ حلمٌ يسكن عقلي ,
عن عالم مثاليٌ لا يشبه أي عالم/
زمرديٌ / بشوشٌ /
يحتويني دون وجعي / وآهات الليالي /
وكل ما يؤرق روحي,
/
دعيني لأحلم ,
لأسكن غفوتي,
لأبتعد عن كل ما يرهق الروح من وجعٍ
فالواقعُ محزنٌ لا محال ,
لكنني سأحلم
علني أفيقُ ذات يومٍ تغمرني الأفراحُ
والقلبُ تغمره السعادة عمرا مديدا
/

مخرج ,
رغم الحلم يبقى الواقع أمرٌ نعيشه , هكذا قدرت الأمور , وبهذا سنرضى ,
فالحلم والواقع لا يتفقان ابدا إلا إذا شاء المولى ,

نورس عمان
12/6/2012