كنــوف السحــاب
يا كنـــوف الســحـاب المثـقــلات الرّكـام
يا المزون اللي كـست صحـوة الجــو غيم
يا سحــب ظللــي قـــامت رفيـع القــوام
راعـــي الكشــح الأهيــف و العويد النعيم
و أرســلي بالصخـى نفحـه رذاذ و غمــام
و أسكبيـها علــى الوجــه البهي الوسيــم
الخــدود النّــديـــه و الشــفــاة النــعـــام
و الثنـــايـــا لألـــي مــن محــيط عقيـــم
في جبيــــنه ضيــا القمــرا و حد الحسام
و انعطــــاف الحــواجب كنها حـرف ميم
يـــوم شـلت عيـونـه و أمطـرتني سهـام
مــا قــويت الصمــود ولا بقـى لي لزيـم
صــاب قــوّة دفــاعاتـي عطـل و انعـدام
رافــع الرّايــه البيضــاء ولا سـين / جـيـم
شفــت فيــه الوصــوف النّادرات الرّحام
ليـن شــد انتبــاهي بيــن ضـول الحــريم
يــا فــريد الجـمـال و يــا رفـيع المقــــام
أرجـــو أنــك تعـــاملنــي بقـــلـب رحــيم
تعتنـــي بــي و تعطــيني امــل و اهتمــام
دام قلــــبي مولـــع بــك و جرحــي أليــم
لــي ذكـرتـك عيــوني ما غضـت فالمنــام
لـــك تســرّينـــي الذكــرى بـ ليـل عتـــيم
أنـت حـب البـدايـه و أنـت مســك الختـام
و انتـــه آللـي ب عرش العـاطفة مستديم
و انــت مقصــودي الــذاتــي و غايـه مرام
بـس هــونــك عــلى قلــب بحبـّك يهـــيـم
و أنـــت عنــدك عـذاب الحـب برد و سلام
بيــن مــاهـو عــلى غيــرك عذاب و جحيـم
و أنـت مـن مفــرق الهــامـه اليــن البهــام
مـــكتــسي بالجمــــال و بالحــلا كسرتيــم
لابـــس الحــــسن حلــه و المـــزايا وسـام
فيــك جيـد الغــزال و فيــك عيــن العـديـم
مــن وهـــج مبسمـك تجلي خيـوط الظـلام
و مـن بهــى طلتــك تنعــش حيــاة السقيم
يــوم تقبـــل تظـــاهـــي نـــور بــدر التمام
و يـــــوم تقفي دجـر يتـــلاك ليـــل بهــــيم
فـي صريــح العبـــارة و اعتـرف لك لــزام
وللــه أنــي مــتيّـــم بــك و ربـــي عليــــم
بانتـظــــار الــزيــارة لــو تجـي بـعــد عــام
لا تبـــاعـد و أنـــا مــالـي ســواتـك نــديــم
أغتيـــال النـــفوس بــدون حــجّـه حـــرام
تـــدري الظلــــم فـي الأنســان طبع ذميم
مـــا يبرّيـــك من حقـــي صــلاه و صـيــام
لـــو تطوفــت فـي ركـن الصفى و الحطيم
شفــت كسر القلوب و شفت كسر العظام
بـس كــسر القــلـوب أكبـر بشــي عــظيم
الشـــاعر : زايـــد بـن عبــدون الجنــيبي
|