عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 12-02-2013, 12:09 AM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...وضَعْتِ يَدَكِ-أختي الكريمة،أو بُنيَّتي الصغيرة فتاة الإسلام-على جرحٍ غائر من جراحاتِ أمتنا الغائرة..وما أكثرَها في جسَدِها المُثخـَن..!!!

قيمة الإنسان العربي المسلم وقيمة دمه صارتْ من الهوان أمام الخصوم بحيث يصدق فيها قولُ الشاعر الحكيم وهو يصفُ واقعاً مماثلاً :

قتلُ وحشٍ في غابــــــــــــــــةٍ جريمة ٌلا تـُغتفـَـرْ
وقتلُ شعْبٍ كامِـــــــــــــــــــــل مسألة ٌفيها نظرْ..!!


العدوُّ أقلُّ منا عدَداً وإمكاناتٍ..إن قطعانه-على أقصى تقدير-تنتشرُ في بقاع الدنيا بتعدادٍ لا يَزيدُ عن ستة عشرَ مليوناً..بينما نحن أمة المليار ونصف المليار مسلم بتعدادِ خُمُس سكان المعمورة..ومع هذا فإن إحساساً عامًّا من الدونية قد ران على الأفئدة والعقول،فضاع من بين أيدينا ذلك الاستعلاء الإيماني الذي شرفنا الله تعالى به يومَ كنا بالفعل (( خيْرَ أمةٍ أخرجتْ للناس ))...

إنها تلكَ ( الغثائية ) التي تحدثَ عنها رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ذات يومٍ،وكأنما يَرَى من شغافِ الغيْب وأستاره الرقيقة مآلَ هذه الأمة حينَ تحيدُ عن المَحجةِ البيضاء النورانية التي تركنا عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله للرفيق الأعلى..

في الحديث الحسن الذي رواه أبو داوود وغيْرُه (( يُوشِكُ أن تدَاعَى عليكم الأممُ كما تداعَى الأكلة إلى قصعتِها..!! فقال قائلٌ : إمِنْ قلةٍ نحنُ يومئذٍ يا رسولَ اللهِ..؟؟!! قال : بل أنتم يومئذٍ كثيرٌ،ولكنكم ( غثاءٌ ) كغثاء السيل،ولينزعَنَّ اللهُ من صدور عدوِّكُمُ المهابة منكم،وليقذفنَّ في قلوبكم الوَهن..!! قيلَ : وما الوهَنُ يا رسولَ اللهِ..؟؟!! قال : حُبُّ الدنيا وكراهية الموتِ ))..

فيا سبحانَ الله..!! إنه-صلى الله عليه وسلم-مذ خمسة عشر قرناً خلتْ،كان يُدركُ بأنوار نبوتِهِ أن الإخلادَ إلى الأرض واستحكام الأثرة في حبها وعشقها-لدرجة التأليه والعبادة-سيُفرز جيلاً خائراً منبطِحاً-من الحكام خاصة ً-لا يستطيعون في مجموعهم أن ينبسوا ببنت شفةٍ أمامَ جبروتِ العدو وعربدته الاستعراضية التي ذهبَ مذاهبَ في التفنن فيها لم يسمعْ بها الأولون والآخرون..!!

الصورة الذليلة المُخزية التي خلـُصْتِ إليها-أختي الكريمة-من عملية مقايضة ذلك الجندي الخنزير بحشود نشامَى شبابنا المؤمن الغض المجاهد المرابط في سجون الاحتلال على أرض الرباط والجهاد ما هي في الحقيقةِ إلا واحدة من الصور المخزيةِ التي طالما تكررتْ وتكررتْ وتكررتْ بأشكال وأساليبَ وصيَغ مختلفة،بَيْدَ أن كأسَ الذلة والمهانة واحدَة..!!

إنها إفرازٌ لأصل الصورة التي حدثتْ منذ إسقاط الخلافة الإسلامية العام والإجهاز عليها العام 1924 للميلاد..وما تلاها من فضائحَ عربيةٍ ومساوماتٍ وقصة ( الأسلحة الفاسدة ) في حرب 1948 و ما تمخض عن هدنة التقسيم ومعاهدة ( رودس ) الشهيرة إلى وكسة حزيران العام 1967 التي عرَّتْ واقعنا العربي وما زلنا ليوم الناس هذا نتجرعُ مرارة هزاتها الارتدادية..!!

اليهود أدركوا منذ الجولة الأولى أننا-للأسف-أتفه من أن نخوضَ مواجهة حقيقية تعيدُ مرة أخرى ملاحمَ خيبر..والقادسية..واليرموك..وذات الصوارئ..وحطين..وعين جالوت..والزلاقة..وبلاط الشهداء..والقسطل..وميسلون...ولولاَ حرب العبور-في ملحمة العاشر من رمضان العام 1973 للميلاد-ولولا الصمود الهائل لنخبة المقاومة في غزة..في جنين..في لبنان وجنوبه لما عادت الأمة المسكينة تسمع بهكذا ملاحم فضلاً عن أن تراها عَياناً..!!

لقد دخلَ ( بن غوريون ) حرب العام الثماني والأربعين وراحَ يراقبُ عن كثبٍ طبيعة الزعيم والقائد العربي أنذاك،فقال قولته المشهورة-التي قرأناها في مذكراته- (( ستبسمُ نجمة داوود فوق نهودِ هذه الدمَى الكرتونية..!! )) وعندما قيلَ لـ ( غولدا مائيير )-رئيسة وزراء العدو في نكسة حزيران-إن البعثَ العربي قادم،ابتسمتْ وقالتْ قولتـَها المشهورة أيضاً : (( وهل هناكَ عربٌ أصلاً حتى يُبعَثوا..؟؟!!! ))..

العدو-أختي الكريمة-أحسَنَ جيداً قراءة الإنسان العربي-خصوصاً نفسية حكامه-فما استنكفَ لحظة من أن يَرانا قطعاناً في حظائرَ،يُمكنُ قتـْلـُها ونحْرُها بسهولةٍ-كما حدث في ( دير ياسين ) و ( كفر قاسم ) و ( أحداث البراق ) ومجزرة ( صبرا وشاتيلا ) و مجزرة ( الحرم الإبراهيمي ) ومجزرة ( الأقصى ) الأولى والثانية والثالثة والرابعة ومجازر عمليات عناقيد الغضب في ( قانا ) والبقاع-أو يُمكنُ المساومة والمقايضة عليها كبيْعٍ بالجملة ( !!!! )...

آهٍ-أختي-ما أهونَ الحياة عندما تتحركُ فقط بأنفاس العربي المسلم..وما أغلاها فقط وفقط عندما يتذكرُ العالم أن الأنفاسَ التي تحتويها غير عربية وغير مسلمة..!!!

ليسَ لي-وقد ألجمنا الصمتُ المسموعُ سنواتٍ وسنواتٍ-غير أن نهمِسَ خِلسَة ً: جُفتِ الأقلامُ..ورُفِعَتِ الصحفُ..!!!
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 12-02-2013 الساعة 03:41 PM
رد مع اقتباس