عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 13-02-2013, 11:27 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...أتمنى أخي العزيز-بوميْحد-أن تكون مداخلتـُكَ الكريمة أقربَ للمعنى البلاغي المستوحَى من صورة التشبيه بالمقلوب أو من بديع أسلوب الحكيم وحُسْن التعليل..وأنا معكَ تماماً أن واقعَ الاستخذاء العربي-أمام اليهود-يجعلُ العاقلَ فينا مجنوناً ويَدَعُ الحليمَ حيْراناً،بيْدَ أن قضية فلسطين..ومسألة فلسطين..تتجاوز فينا-وأنتَ أدرى-مجردَ ردة الفعل الاكتئابية أو الإحباطية...

فلسطينُ-يا أخانا الكريم-أكثر من كونها رقعة جغرافية..أو صراعاً إقليميًّا على كومةِ قش وتراب..أو عِزبة أو منتجَعاً سياحيا ورثناه عن أبائنا وأمهاتنا،أو بئراً بتروليا يمكنُ المقايضة والمساومة عليه...أو منطقة دولية متنازَع عليها..أو مسألة داخلية تخص فقط أشقائنا في الضفة والقطاع ومناطق الثماني والأربعين...

لاَ..لاَ أخي الحبيب وأنت أدرى مني كمسلم يعرف مقتضيات عقيدته...

( فلسطين )-أخي-فكرة مصيرية وعقيدة دينية..وهي في حس المسلم ضرورة عقائدية في صميم الولاءِ والبَراء،وهي في عقل ووجدان الأمة الجَمعي-في الاعتقاد والإجلال-كالمسجد الحرام في مكة المكرمة أو كالمسجد النبوي في المدينة المنورة..وأي حديث عنها-ولو إيماءً بالتهكم على واقعنا المزري وهو مزري بالفعل-هو حديثٌ يوازي الحديث إيماءً وتهكماً على المسجد الحرام والمسجد النبوي..!!

وإيماننا بقضيتها-مع كل الواقع الأسيف ومع هذا الاستخذاء العربي الذي أصابَ الأمة منذ أكثر من ستين عاماً بسبب التقاعس والتفريط-إيماننا بقضيتها هو نفسُ إيماننا بقدسية ومكانة الصلاة والصيام والحج والزكاة في معتقدنا وقناعتنا الفكرية والقلبية...

نحن-أخي وبالرغم من كل شيء-نؤمن إيماناً جازماً قاطعاً بأن اليهودََ سرطانٌ وورمٌ مزروعٌ في تلك الأرض المقدسة المباركة التي باركها الله تعالى وبارَكَ ما حولها،ولا يجوز شرعاً أبداً على مسلم أن يتفوه-مجرد التفوه-بشرعنة الأحقية لليهود الغاصبين لتلك الأرض...

وقصة أن اليهود-من غير أحفاد يهوذا الإسخريوطي المتصهينين-لهم حق تاريخي أكذوبة أستطيع تأكيدها من مصادرهم هم..من مصادرهم الثلاثة التي يُقدسونها كعقيدةٍ وميعادٍ ( أعني : توراة العهد القديم بأسفاره الخمسة و التلمود و بروتوكولات خبثاء صهيون )...

إن زوالَ إسرائيل-أخي-ليس استنتاجاً فكريا وليستْ نظرية قابلة للاحتمالات ولا موضوعاً فلسفيا أو قضية سياسية يمكن تداولها بالنقاش والأخذ والرد على مائدة مستديرة كما نتناول أية قضية سياسية أو إقليمية أخرى فيها من احتمالات الممكن والمستحيل ما يَجعلُ المفكرين والسياسيين على تبايُن واختلاف...

إن زوالَ إسرائيل عقيدة دينية وحتمية قرآنية..ألا تقرأ معي قوله تعالى : (( وإذ تأذن ربكَ ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة مَنْ يسومهم سوءَ العذاب ))...

وسواءٌ-أخي-بنا أو بغيرنا..بنا أو بالأجيال التي ستأتي بعدَنا...إسرائيلُ هذه ستنتهي يَقيناً..ولو تأملتَ جيدا في حيثياتِ بقاءَها واستمرارَها ستكتشف بسهولةٍ أنها تحمل بذورَ فنائها في رحِمها،بيْدَ أن هناكَ ما يُطيلُ عمرَها المهترئ ويؤخرُ زوالها وهو ( الحبل ) الذي أشارتْ إليه الآية الكريمة : (( ضربتْ عليهم الذلة أينما ثقِفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس ))،فأما حبْلُ اللهِ فهو مقاديره الموْقوتة التي لا تتقدم في آجالها أو تتأخر،وأما حبلُ الناس فهو الضعف والهوان الذي أصابَ كيان هذه الأمة،فكأنما إسرائيل تستمد قوتـَها وبقاءَها وجبروتـَها من ضعفنا وهواننا في أنفسنا أمام ربنا سبحانه..إنها تتغذى في بقائها وتضمنُ استمرارَها إلى حينٍ من إحساسنا المستمر بالدونية ومن الابتعاد عن منهج ربنا..!!

وقولنا-إن قصدنا ذلك قصداً-(( إن قضية فلسطين لا تعنينا..وإننا نحن الشعوب العربية مللنا منها..وإن حكامنا الأماجد أقنعونا-أو ضحكوا علينا واستغلوا أمِّيَّتَنا وجهلنا وسذاجة فكرنا-وأوهمونا أن اليهود لهم حق تاريخي وإنساني وعقائدي في تلك الأرض )) هو شكلٌ من أشكال تمتين ذلك الحبل الصُّرِّيِّ الذي أشارتْ إليه الآية الكريمة ويُمِدُّهُمْ-كالمَصْلِ والصَّايْرُومْ-بالبقاء والقوة والتجبر والاستمرار..!!

لا يَجوز لمسلم أبداً أن يقولَ هذا الهَذر إن كان يَعنيه ويَقصِدُه قصداً..والذي قال عن فلسطين : لقد مللتُ من قضيتها،هو عندي أمام الله تعالى كمن قال تماماً : أنا مللتُ من الصلاة المفروضة..ومللتُ من صيام شهر رمضان..ومللتُ من أداء مناسك الحج والعُمرة..ومللتُ من أداء فريضة الزكاة..ومللتُ من ترديد اسم بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف..!!...أقسمُ بالله العظيم لا أجد فرقاً أبداً بين القوْليْن الخطيريْن..!!!

وأنا مسؤول مسؤولية كاملة عن هذه الفتوى أمام الله تعالى غدًا يومَ القيامة..!!!!

فهل يُعقلُ أن يَصدُرَ عن مسلمٍ مثقفٍ واعٍ..يعرف أهمية الأقصى في عقيدته ودينه وسيرة نبيه وأسلافه العِظام منذ فتحها الفاروق عمر رضي الله عنه..فصلاح الدين..فنور الدين الشهيد..فعماد الدين زنكي..فالمظفر قطز...فآلاف الآف من الشهداء-قادة وعلماء-الذين سقطوا دفاعاً عنها وعن أسوارها وعن أقصاها ومحرابه وحائطه البراقي الذي صلى فيه النبي عليه الصلاة والسلام بجميع الأنبياء والرسل ومنه عُرجَ به إلى السماوات العُلا..هل يُعقل أن يصدُرَ عنه هذا الكلام العجيب الغريب : (( أختي العزيزه الا تعلمي أن المسجد الاقصى كان في أرضاً يهوديه وولانا الله قبلتاً في ارض عربيه وهو المسجد الحرام ))..؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ولحساب مَنْ يُقالُ هذا الكلام الذي لم يَقلْ به مسلمٌ في الأولين والآخرين ؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!

ثم مَنْ قال إن قضية فلسطين مرتبطة بأبي عمار أو أبي وهدان أو علان أو بمنظمة التحرير أو غيرها...؟؟؟!!!

المسألة-أخي-هنا مسألة عقيدة وليستْ تنظيراً نضاليا أو فكرة تحريرية من الاستعمار..!!!

نحن هنا-أخي-لا نتحدثُ عن منظمة الفارابندومارتي في السالفادور..أو منظمة الباسك التحررية في أسبانيا..أو منظمة الجيش الإيرلندي في اسكوتلندا..ولا نتحدث عن مقاومة الشيوعي تشي غيفارا وأزمة خليج الخنازير في الستينات..ولا نتحدث عن ثورة المقاومة الفيتنامية في الخمسينيات والسبعينيات ...ولا نتحدث عن الحركات التحررية التي اجتاحت العالم الثالث في القرن الماضي حيث نجد حسابات السياسة والبترول والمصالح الاقتصادية والبرغماتية وسياسات الاستقطاب في الحرب الباردة لصالح الرأسمالية الليبيرالية الغربية أو لصالح الشيوعية الاشتراكية الشرقية هي المحرك الرئيس لأولئكَ القادة والزعماء ولتلك الثورات والحركات...!!!!

نحن هنا-أخي-نتحدث عن قضية الأقصى..الأقصى يا سيدي الكريم...!!!!!!!!!!

ثم مسألة أخرى :

نعمْ أخي..أنا هنا في الجزائر..وأنت هناك في سلطنة عمان..وغيْرُنا هنالكَ في ماليزيا وأندونيسيا أقصى جنوب شرق آسيا...

قد نكون بعيدين كل البعد عن أرض الرباط المباركة..وربما عجزنا تماماً عن النصرة باليد والجهاد وربما المال،وهو شرَفٌ لا يَعدله شرَفٌ فاتنا..وربما حراكنا تقيد تماماً لعوامل وظروف كثيرة لا ندري هل يَقبلُ الله فيها أعذارَنا أم لاَ...مع هذا فإن فلسطين تبقى حاضرة بين أعيننا..نتأوه لجراحاتها..نتابع أخبارَها..ندرس عنها ونحدث أبناءَنا وأحفادنا عن ملحمتها وملاحم أسلافنا..نحدثهم عن حكاية فلسطين..وقصة فلسطين..ونعلمهم عشقَ فلسطين..والإيمان بقضيتها..ونمنيهم ونزين لهم كيف يسقطون شهداءَ على أسوارها..نحدثهم ولا نمل من الحديث عنها أبداً وذلك أضعف الإيمان وأقل واجب نحوهَا..!! فلربما حفظنا بها ماء وجهنا أمام ربنا سبحانه وتعالى يوم تسقط وجوهُنا كِسَفاً أمامَه وهو يُسائلنا عن قضيتنا الأم، ولربما بما أننا نحن الجيل الجبان العاجز الخائر المهزوز الأمي الجاهل الذي يعيش مرارة الهزيمة والضعف والانكسار يُخرجُ اللهُ من أصلابنا غداً مَنْ يَحملُ الراية الحقيقية ويُبيّضُ ما سوَّدناهُ نحن في قضية الأقصى..وأمانة الأقصى..ومكانة الأقصى..(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ))...

وعذراً-بنيتي الكريمة فتاة الإسلام-إن دخلتُ مرة أخرى كجملةٍ اعتراضية...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 14-02-2013 الساعة 09:58 PM
رد مع اقتباس