[يزيد فاضلي]

..دائماً-أخي الكريم الواعي أنور-نتفق على ما لا يختلف عليه اثنان،وهو أن وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي المُعاصر-بل كل وسائل البث الأثيري أو الرقمي الأخرى-وكل أجهزتها التي يتم النقلُ عليها..نتفق جميعاً أن العَيْبَ والخللَ ليسَ فيها-كأداةٍ تكنولوجيةٍ-وإنما العيبُ والخللُ في اليد التي تستعملها وفي الهدف الذي نتجه بها إليه...

وفصلُ الخطاب في ما عَنـْوَنـْـتَ به طرحَكَ (( الواتس سلاحٌ ذوحدين ))...

إن الـ (( WhatsApp ))-كما يعلم القاصي والداني-برنامَجُ تواصل وحوار فيديَوي ورقمي،فعَّال الكفاءة وعالي الجودة في استخداماته وبسعر التكلفة الأقل-المتلفنة خصوصاً-ويمكنُ القولُ عنه بأنه يحققُ لكَ في عالم التواصل مجالاً مُختصَراً لوقتِكَ وجيْبـِكَ على ضوْءٍ من مَعْنـَى القاعدة الهندسية الثابتة : (( أقربُ مسافةٍ بين نقطتيْن الخط المستقيم ))...

وهو قد يُوَظفُ للفسادِ والشر والترويع وبث الانحراف،وقد يُوظفُ في الإصلاح والخير والتآلف ونشْر الاستقامة...

في كل الأحوال هو وسيلة لا غيْر..وصلاحُهُ أو فسادُهُ..وخيْرُهُ أو شرُّهُ...متوقفٌ على اليَدِ التي تستعمله وتستثمرُهُ في الأهداف والغايَاتِ التي تصبو إليها في النهاية...

أما عن أولئكَ الفارغين والفارغات،مِمَّنْ يُعانونَ هَوَساً عقليًّا أو عُقداً نفسية ًأو خوَاءً أخلاقيًّا وعلميًّا وثقافيًّا وفكريًّا،فأمرٌ واردٌ جدًّا أنْ لا يَجدوا وسيلة ًلِمُدَارَاةِ نقصِهمْ أوللتنفيس عن عُقدِهِمْ المختلفةِ غيْرَ جلـْبِ الانتباهِ-لأنهم منبوذون في ذواتِهم-بهذه المشاكساتِ وبتلك المضايَقاتِ وبهاتيكَ الأراجيف والشائعات،ويتخذون من وسائل التواصل وبرامِجها مَطيَّة ًلتحقيق ذلك...

وقديماً قال أبو الطيب المتنبي :

إذا ما خــلاَ الجبَانُ بأرض قوْمٍ ** طلبَ الطعنَ وَحْدَهُ والنـــزالاَ..!!

فسواءٌ كانت الوسيلة هي الواتس آب أو الفيْسبوك أو التويتر أو الموبايل الهاتفي العادي،بل حتى التلفزيون وقنواته الغفيرة الهائلة...فإنها مجرد وسائلَ؛إذا صادفتْ يَداً جبانة خائنة وصادفتْ قلباً مريضاً ونفسية ًمُعقدَة ً،قطعاً ستنقلبُ إلى مِعْوَل هَدْمٍ،ينشرُ الفوْضى ويُكهربُ المجتمَعَ بالشائعاتِ والترعيب...

شكراً-أخي-على التنبيه..وجزاكَ الله خيراً والأحبة َالأعضاءَ الذين أدلوا هنا بدِلائهم وسبقوني إلى تأكيد ما عَنَّ لي عن تلك الوسائل...