الموضوع: @شارع الغرام @
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-04-2013, 02:34 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...الإنسانُ-أختي البديعة وهج-قبضة من طين الأرض ونفحة من روح السماء...

إنه ليسَ بطبع المَلـَكِ الكريم المعصوم ولا هوَ بنزَق البهيميَّةِ التي تقودُ طبعَ الحيوان...

لاَ هُــوَ يُرفرفُ بجناحيْه-كالملائكة-بحيث يرتقي إلى تلك المثالية المستحيلة العجيبة،ولا هوَ حبيسٌ في دهليز العماء-كالسوائم-بحيث يهبط إلى درَكِ السافلين لا يُبارحُه أبداً..!!

إنه مخلوقٌ مُكَرَّمٌ حينَ أوْدَعَ اللهُ فيهِ إرادة التخيير الحُرَّةِ في سلوكِ الدربيْن والنهجيْن والسبيليْن،يختارُ منهما ما يُقررهُ في نفسه دونَ إكراهٍ أو إجبار (( وَهَدَيْناهُ النجديْن ))...

لقد خلق الله تعالى في جـِبـِلتِهِ بذرة الخير وبذرة الشر،وله أن يختار-بإرادةٍ حُرَّةٍ-أيَّ البذرتيْن يتعهدُها بالسقـْيِ والإنبات..!!

لذلكَ قال علماؤنا : إنه حينَ ترقُّ نفسُهُ وترتقي إلى أعلى-بالاستقامة-يغدو أكرَمَ عند الله تعالى وأسمى من الملائكة أنفسِهِمْ..!! وحين تهبط نفسُه وتتسَفـَّلُ إلى أدنى-بالانحراف-يُصبحُ كالحيوان سواءٌ بسواءٍ..!!

وحينَ يَتساوَى مع الحيوان في البهيمية يكونُ أحقرَ منه وأقلَّ شأناً..ألمْ يقلْ ربُّ العزةِ في سورة الأعراف عن أهل النار : (( أولئكَ كالأنعام بلْ هُمْ أضلٌّ ))..و ( بلْ ) حرفُ عطفٍ يُفيدُ الإضراب..أي أن الله تعالى سَوَّى بين بعض البشر والأنعامِ،ثم أضربَ عن هذه المساواة وأعلنَ أنهم أحقرُ وأتفه شأناً من الأنعام..!!

ولعلَّ أخطرَ سببٍ يجعلُ الإنسانَ أقلَّ مرتبة من البهائم هو فسادُ الفطرة الإنسانية في طبعه..!!

ولا يختلفُ اثنان خبيران-أختي الكريمة-بأحوال المجتمعاتِ الغربية ( في أوروبا وأمريكا ) في أن الإنسانَ هناكَ على الرغم من أنه يعيش مستوًى جبار وهائل وراقٍ في رفاهيةِ الحياة المادية ورَغد العيش استقراراً ورخاءً في بُناهُ التحتية لا نظيرَ له،خصوصاً في دول الشمال ( السويد،الدانمراك،سويسرا،النمسا،النرويج..إلى غاية كندا ) إلا أن نعمة المادة استحالتْ في حِسِّهِ إلى نقمةٍ مُرعبةٍ،دمَّرَتْ إنسانيَّتـَهُ أو تكاد..!!

قبضة الطين التي تسري في كينونتِه وفطرته،استفحلتْ وتورَّمتْ واستوحنتْ لدرجةِ أنه صارَ حيواناً في الاستجابة لرغباته الجسدية وسُعار شهواته بصورةٍ فاقتْ كثيراً من البهائم والحيواناتِ ذاتِها..!!

فالفاحشة-الشاذة والطبيعية-وزنا المحارم والتفنن المرعب في الانحراف،انتشرَ بصورةٍ مخيفةٍ وبمعدلاتٍ مُخزيةٍ بلغتْ حدَّ أن مؤسساتِ المجتمع المَدني هناكَ-أو ما تبقى منها-دقتْ ناقوس الخطر الأحمر مراتٍ ومراتٍ ومراتٍ...

والأمرُ صارَ وباءً في الغرب،يُذكِّرُ بما كانَ يُفعلُ قديماً في المدينتيْن الشاذتيْن ( سَدومْ ) و ( عمورة ) كما قالَ بذلك الفيلسوف الفرنسي المسلم رجيهْ جارودي رحمه الله..!!

هذه هي أوروبا المستنقع..وذاك هو الغربُ الحيواني،ومعَ إحساسنا بالقرافة والتقزز تجاه ما يَحدث هناك إلا أن إحساسَنا بالقرافة والتقزز لا يَبلغ درجة التعجب والاندهاش والاستغراب أبداً،لأن الإنسانَ هناكَ-وقد رأيتُ ذلك بأم عيني-لا يُهمه من حياته إلا الاستجابة لرغبته وشهوته المحمومة فقط وبلا ضوابط أو قيودٍ أو حدودٍ،وصارت المادة إلهًا في حسِّهِ يُعبَدُ..!!

ووالله ما استغربتُ أبداً حينَ أسمعُ بين الحين والحين ما تتناقله وكالاتُ الأنباء عن خروج مئات وألوف الشواذ في الغرب-كما يحدثُ في فرنسا وإيطاليا وكما حدث منذ أيام في أمريكا وأمام مبنى مجلس الشيوخ والنواب-خرجتْ هذه القطعان الحيوانية في مظاهراتٍ سلميةٍ،وُصِفتْ بأنها متحضرة ومنظمة،تطالبُ السلطات التشريعية بتقنين قانون،يُشرِّعُ ( زواج المثليين Le mariage gay ) وبإيجادِ حل مناسب لوضعهم القانوني..!!

والله ما نستغربُ أبداً وجودَ ووقوعَ هذا الأمر الداعر وسط تلك المستنقعاتِ الأخلاقية النجسَة...

لكنْ نحن..شبابُنا..مجتمعاتـُنا التي رباها الإسلام على الفطرة السوية الصحيحة..ما بالنـُا..؟؟ ما الذي أصابَنا..؟؟

ما المبرر إلى وجود ( الهيبز ) و ( الخنافس ) في قلب عواصمنا البائسة..؟؟ ولماذا في جامعاتنا بالذات وهي التي كان من المظنون أن يكونَ شبابُها هم خلاصة الدم النقي الفوار في حفظ الفطرة وأخلاقياتِ الإسلام السامقة..؟؟

مَنْ سواكمْ يا شبابْ ** إن دهتْ يوماً صِعابْ
أنتمُ الآمالُ تـُرْجَى ** أنتم الأسْدُ الغِضابْ..؟؟!!


نعَمْ..للأسف شبابُنا-إلا ما رحِمَ اللهُ-صارَ يصدق عليه المثلُ العربي ( جوِّعْ كلبَكَ يتبعْكَ..!! )..

أقسم بالله-أختي الكريمة-أحيانا ألقى هؤلاء الخنافس أو أشاهدهم في قنواتنا الفنية والترفيهية،فأبدأ بمَسْحٍ شامل في شكلهم ومضمونهم،فلا أجدُ شيئًا ذا بال يستحق الاحترام..بل أدنى ذرة احترام..!!

نتأملُ في أحدهم-وهو الشاب الذكر الرجل-فتتمتعُ أبصارنا بالمواصفات الآتية : شعْرٌ منكوشٌ مطلِيٌّ بعشراتِ الأدهنة والمراهم والأصبغة..كريمات ملساء لتنعيم الوجه وترقيق البشرة..حِلقٌ وأقرطة في الأنف والأذن..سلاسل ذهب في جيده الناعم كالغيْداء أو العذراء في خدرها..قميصٌ مضبوطٌ وبنطالٌ-من الجينز-بالكاد يُلِمُّ الأردافَ من فوق ومن تحت..مشية ٌ يهتز فيها كأنما هو الأنثى في إيهاب ذكر..نبرة صوتٍ رقيقةٍ لا تمت بصلةٍ للرجولة من بعيدٍ أو قريب..ضحكاتٌ وغنجٌ ودلالٌ لا ميوعة بعدَها...ثم بعد هذا كله يُقالُ لنا : إليكم الطالب في الدراسات العليا..!! هذا هو أملُ الأمة الواعد في النهضة والتنمية والتقدم العلمي...!!!!!!!!

إنني أروح أتأمل وأتأمل وأتأمل،فأقسم بالله لا أجد شيئًا يستحق الاحترام في هذه الدمية المتحركة...!! فتغلبني طبيعتي الضاحكة وأنا أقول في نفسي : لا أدري عن هذا المخلوق..أغداً سيَعقِدُ في زواجه على امرأةٍ أم هي-وربما تكونُ أقوى شخصية منه-مَنْ ستتطالبُ أن تكونَ العصمة في يَدِها..؟؟؟!!!!!!

إن رشَاشَ هذه التقليعات الغربية-أختي-للأسف لم تلفحنا من بعيدٍ فقط،بل صار شبابُنا في ضحضاحِها يمُورون..ولله الأمر من قبل ومن بعْدُ...

أما أسبابُ ذلك..ونتائج ذلك..وعواقب ذلك..والحلول البديلة المقترَحة..فلربما عدنا في جولةٍ أخرى نفصلُ ونبحثُ ونستنتج مع أن الإكسيرَ والترياقَ وصمام الأمان والدرع الواقي بين أيدينا منذ خمس عشرة قرناً..!!

وشكراً على ما تطرحينه هنا من هموم مجتمعاتنا وإشكالياته المعقدة التي لا تنتهي..!!
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!


التعديل الأخير تم بواسطة يزيد فاضلي ; 04-04-2013 الساعة 01:09 PM
رد مع اقتباس