على أضواء الشموع البائسة,, ودموعها المنهمرة كأنهار بركان ثائر,,, افترقنا,,
ذهبت وأخذتني معها ضمن متاعها في زجاجة عطرها الوردية,,
حذفت أول حرف من إسمي كي لا تتعرف عليّ في ساحات المستقبل البعيد,,
هي لا تعلم أنها حين حذفت أول حروفي,, أصبحت ضمن متاعها و لها,,,
قالتها...لا تعد ,,ربما غدا أو بعد غد ربما,,
بعد سنوات لا تعد,,
ربما سنلتقي في طريق عابر,, بل طريق غادر ,,
فأي طريق يجمعنا بعد الرحيل؟؟؟
ستخوننا الطرقات وتتقاذفنا أنهار الحيرة يا آنستي ,,
سنعيش في محميات الغدر والخذلان ,,
سيضمنا المنفى,, فلا حب ولا عشق ولا أشواق,,
أي معركة خاسرة سأخوض؟؟
ماذا سأفعل لو صعقني الحنين ؟؟
أي الإتجاهات أسلك,, وقد وجهتني نحو الطوفان,,
بأي أرض أذرف الدموع ؟؟
كيف أشعر بالدفئ في ليلة شتاء,,بردها قارس,, وأفكاري مكبلة بالسلاسل,,
وأنت إمتطيت الرحيل ورحلتي,,,
دفعتني من على جرف مظلم نحو أعماق الماضي السحيق,,
أصبحت الماضي بالنسبة لك,,
اغتيلت سعادتي وعلقت أحلامي على المشانق اللعينة ,,
تجّهم القلم وإتشح بالسواد ,,جفت المحبرة ونمت بها الجبال,,
شعرت أوراقي بالبرد ,, فتكسرت حوافها وتصدعت أوصالها,,
تمنيت لو عدت للوراء لحظة لكي أعيش السعادة البائدة,,
فاجأني الزمان بإغلاق أبوابه في طريق الأحلام ,,فلا عبور للعالم الآخر ,,
لم أجد من الهروب بديلا ,,فوليت مهرولا أسابق الريح بخيال مهزوم,,
لأجدني مكاني لا أتحرك قيد أنملة ,,
فأنا هنا ,,كنت هنا ,,وسأبقى هنا ,,
توقف نبضي عند آخر حرف من حروفك,,
تركت جسدي هنا أمانة عند المكان ,, ورحلت معك,,
فربما ذات مساء تشعرين برغبة في البكاء,, ويجمعنا شوق عابر,,,
شوق ينزلني من مآذن الحنين لأمسح دموعك,,
فربما يموت وجعي,,
مودتي... علي محمد الشحي