(رغيف الأحلام لايسد سوى جوع الأنقياء ! )
ثوابت !
من قال أن البشر لايغيرون جلودهم ؟
من قال ان الدم لايُصبح ماء ؟
من قال ان الظفر لايخرج من اللحم ؟
هُم قالوا لنا !!!
انهم أهل الزمن الأبيض!
الأنقياء الذين أمسوا اليوم في مرحلة من العمر
يُطلق عليها ( أرذل العمر )
أو قبلها بقليل ! ..
ونحن صدقنا كل ماقالوا!
وعملنا به طاعة .. وقناعة !
لكن الأزمنة لاتحتفظ بقناعاتها
ولابثوابتها ..ولابقيمها !
فلاثوابت لــ الأزمنة
فكل الأشياء تتغير !
كل الأشياء تُبدل جلدها
واصبح الماء أغلى من الدماء !
ومن أجله تُسفك الدماء ..وأشياء أخرى !
وأصبح الظفر ..لايمت للحم بصلة !
وجيل المبادىء انهزم !
وبقوة ...!
انسلاخ !
عند الحنين لانشبهنا كثيرا
كإن معجزة ما تُخرجنا من داخلنا
فنغادر انفسنا !
نصبح كل شيء إلا .. نحن !
فاللحنين قدرة فائقة على فتح ابوابنا وصناديقنا وكهوفنا واكواخنا المغلقة
نتسلل خلسة الى مافررنا منه
والى مااغلقنا دوننا ودونه الابواب
فنقف على الأبواب المغلقة بكل حنيننا
لدفء حُرمنا منه لسبب ما !
ونغتسل من ادران واقع لايمت لماضينا بصلة !
فبعض ( الماضي) يبقى رطبا نديا
لاتغادره الحياة ..ولايجف أبدا !
كـ جسد جريح .. بقي خلفنا محتفظا بحرارته
يئن ..ولايموت !
مقاييس!
في النظرة الأولى إليك
كنت أراك طويل القامة
كنت أراك عملاقا ذو هيبة وحضور!
وحين أفتقدك كنت أرفع راسي عاليا كي ابحث عنك في الفضاء!
وعند النظرة الاخيرة اليك
تغيرت كل المقاييس
فكنت اراك قصير القامة
قزما يبحث في غابة الحياة عن بياض الثلج
وحين أفتقدك كنت أخفض رأسي كثيرا
كي أبحث عنك عند قدمي
ومازلت في دهشة !!
كيف غادرتني وانت أقصر قامة !
وأي قدرة للحب في التلاعب بالأحجام
فنراهم قبل الفراق ..أكبر مما يجب !
ونراهم بعد الفراق ..أقصر مما يجب !
مسمار جحا !
مسمار جحا هو العذر الذي نحتاجه أحيانا
لنستر به مشاعر ما ..أو لهفة ما ..أو حنين ما !
فكل حاجة على أبوابهم هي ..مسمار جحا !
وكل حاجة في حضورهم ... هي مسمار جحا!
وكل عذر لرؤيتهم ...هو مسمار جحا!
وكل كذبة للحديث معهم ... هي مسمار جحا !
وكل صدفة مفتعلة في طريقهم ... هي مسمار جحا !
فما من حكاية حب على الأرض ..
خلت من ( مسمار جحا )
فحافظوا على مسامير الحكاية !
فبعد انتهاء الحكايات ..لايُسعفكم عند الحنين سواها !
فشل !
فشلت بعدك في الكثير !
وفقدت رغبة الإستقرار
فتركت نفسي للريح ..تأخذني حيث تشاء!
فكنت أعلو برعب ..وأهبط برعب !
أطير سريعا ..وأسقط سريعا !
لهذا لم أشعر بعدك بالآمان ..وفقدت أجنحتي من قوتها الكثير !
وأصبح من السهل ان أحصي الآن عدد الريش المتبقي بأجنحتي!
فالحكايات التي عشتها بعدك علمتني التمثيل
وعلمتني الكذب وعلمتني التحايل !
علمتني كل شيء إلا ..الحب !
فالحب يحتاج إلى ( قلب )
وأنا منذ ان فارقتك ..وأنا أشعر بفراغ قلبي في جسدي!
حتى أكاد أسمع صوت الريح بين أضلعي!!