عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 09-10-2013, 09:52 PM
الصورة الرمزية يزيد فاضلي
يزيد فاضلي يزيد فاضلي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: شرق الجزائر
المشاركات: 1,011

اوسمتي

افتراضي .../...

...بالنسبةِ لي..

أكيد..أكيد أختي الكريمة البديعة ريم..أحبُّ..بل أرغبُ في شَغَفٍ واشتهاءٍ وتوْقٍ أنْ يَعُودَ بِيَ الزمَانُ القهْقرَى إلى وراء..

وواللهِ لو استقبلتُ من أمري ما استدبرتُ وخُيِّرْتُ،لرحلتُ إلى دوْحَةِ الماضي الغابر في غيْر ما غضاضةٍ أو تحَفظٍ...!!

وليسَ باعثُ التوْقِ للعَوْدِ يَعودُ إلى الفرار من الحاضر أو التنصل من مغارمِهِ-وقد تجاوزتُ الأربعين-فإنَّ في حاضري-وللهِ الحمْدُ-من لطائفِ السِّتر والرضى ما يَجعلُ مثلي يظلُّ شاكراً مولاهُ على ما أعطى وأوفى وعلى ما حققَ من أحلامٍ وأماني وطموحاتٍ وإنجازاتٍ على الرغم من أنَّ الكمالَ لله تعالى،وعلى الرغم من أنَّ في النفسِ من التطلعاتِ الكثيرةِ ما يَجعلها تسعى دائماً للأفضل والأحسن والأنضر...

الباعثُ في التوق والاشتياق إلى العودةِ نحو الماضي،ودوْحةِ الماضي،وعَبَق الماضي شَيْءٌ مَا يتعلقُ بلثغتي العابثة البريئةِ حينما كنتُ طفلاً يَدرجُ هنا وهناك..شيْءٌ مَّا يتعلقُ بألعابي الصغيرة وأنا غلامٌ يافعٌ أنطُّ وأتنططُ بين إخوتي ورفاقي..شيءٌ مَّا يتعلقُ بمدرستي الابتدائية..بمدرستي الإعدادية..بالثانوية وأنا فتىً مراهقٌ أستمرئُ بداياتِ التوثبِ من خلال تلك الأيام المليئةِ بالانعتاق والعنفوان العفيف..!!

شيءٌ مَّا-هو ما يشدني للماضي-يشبهُ حدودَ المعنى الذي أرادهُ أبو الطيب في قولِه :

خلِقتُ ألوفاً لو رجعتُ إلى الصبَا ** لفارقتُ شيْبي مُوجِعَ القلبِ باكيَّا..!!

أقسِمُ-أختي-أنني أحياناً أحبُّ أن أجلسَ بين أولادي-حينما كانوا نبتاً صغيراً أو حتى وهم يَجتازون مرحلة الصبا الباكر-أجلسُ بينهم..أعيشُ لثغتهم..أكون طرَفاً في شقاوتهم البريئة..أحاولُ أن أداري رغبتي المُلِحَّة في أن ألعبَ لعبهم..أن أشاكسَ مشاكستهم..فما يمنعني غيْرُ إحساسي الأبوي-لأنني إنسانٌ ناضجٌ كبيرٌ-بذريعةِ التمنع عن فعل ذلك،بينما أنا في الأصل أجدُ رغبَة مُلِحَّةً أن أجلسَ بينهم وأعيشُ وإياهمْ براءة اللثغة..!!

وليسَ لذلك تفسيرٌ غيرَ كوْني-في عقلي الباطن-أتوقُ للعودةِ إلى تلكَ اللحظاتِ المسروقةِ من لطافةِ الأعمار..

ربما لأنَّ مغرمَ الرزانةِ وثِقلَ الانضباط الذي تتسِمُ به عوائدِ المرحلة العُمْريةِ الراهنة ترهقُ في كِيَاني أثقالَ التبعاتِ والالتزاماتِ الحياتية الكثيرة،فتتمنى النفسُ،بل تتوقُ أن تعود لأكثر من ثلاثين سنة ًلوراء..!!!

أنا هنا أتحدث عن نفسي بكل صدقٍ وأمانةٍ..وليسَ الآخرون مُلزمينَ بما أتحدث عنه..فإنَّ تقديري-في مسألةِ التوْق في العوْدِ إلى زمَنٍ فاتَ-نسبيَّة ٌ،وهي تختلفُ في رؤيتها من شخْصٍ لآخر...

ومَرَدُّ ذلكَ إلى هذا الماضي وما يَحملُ في ثنايَاهُ الحُبْلى بالحادثات...

هناكَ في الماضي ما قد ندفعُ أعمارَنا في سبيل عودةٍ لحظةٍ منه..وهناكَ في الماضي ما قدْ ندفعُ بذاتِ الأعمار في سبيل التنصل من لحظاتِهِ الرهيبة..!!!

بَيْدَ أن الالتفاتَ إلى الوراء-في كل الأحوال-والعودة إليهِ عزيزٌ عن النوال،لا يعدو أن يتجاوزَ وشوشاتِ الأماني الرضابِ التي تستنشِقُ من رحيق الأيام الخوالي ذكرياتٍ وذكرياتٍ طوَاها القدَرُ ولن تعودَ أبداً إلا صحائفَ نلقاها غداً منشورة يومَ العرْض الأكبر...

لي ماضٍ-أختي الكريمة-أحب أن أعود إليه بشوْقٍ..ولكنْ لي حاضرٌ أيضاً ما أنا بآسَفٍ أبداً أن أتواجدَ فيه وأستمتعُ بكل جمال دوْحتِهِ التي أنعَمَ اللهُ بها في ما كتبَ وقسَمَ..وصراحة ًأكرهُ في حياتي أن أجعلَ من الماضي مُعَسْكراً مضادًّا أو مُعاكِساً لحاضري...

أحبُ أن يتعانق الاثنان..أو على الأقل أن يكونا امتداداً لبعضهما في الاستفادة من تجارب الدمعة والبسمة التي جرَتْ في رحابهما...

وكلُّ ماضٍ لحاضرٍ ونحنُ طيبون إن شاء الله...

بوركتِ-مبدعتي الكريمة-على جذواتِ الأفكار والرؤى التي ينقدحُ زنادُها في فكركِ المبدع بين الحين والحين...ودمتِ-ودامَ الكُلُّ-بألفِ خير...
__________________
يَا رَبيعَ بَلـَـــــدِي الحبيب...
يا لوحة ًمزروعة ًفِي أقصَى الوريدِ جَمَـــالاً..!!

رد مع اقتباس