[يزيد فاضلي]

...شكرَ اللهُ لكَ-أخي الكريم عامر الناعبي-هذه الموْجة التفسيرية الجليلة في تفسير قول اللهِ عزَّ وجلَّ من الآيةِ ( الإعجازيةِ ) العظيمة ( 86 ) من سورةِ الكهف...

ولنتذكَّرْ-أحبتي الأكارم-ونحنُ نعيشُ ظلالَ هذه القطوف التفسيرية الدانياتِ التي نقلها لنا أخونا عامر أنَّ :

الإمامَ الجليلَ أبا جعْفرٍ محمدَ بن جرير الطبري رحمه اللهُ تعالى ونفعَ به ( شيْخُ المفسرينَ وإمامُ المؤرخينَ )-كما وسَمَهُ علماءُ السِّيَر والتراجم والأعلام والرجال-وهوَ من أكبر علماءِ السلفِ تأليفاً للمصنفاتِ...

فتفسيرُهُ المشهورُ ( الجامع البيَان عن تأويل آي القرآن )-المعروفُ لدَى جماهير الأمةِ بـ ( تفسير الطبري )-أوسَعُ التفاسير إطناباً في تفاصيل الشروح عن إجمالٍ،وهو أكثرُها تغزيراً في التجزيئ على الإطلاق،إذ أنه يَقعُ في ما يُساوي واحداً وثلاثينَ جزءً في بعض طبعاتهِ من القِطع الكبير..!!

وقدْ زكَّاهُ خِيرة ثقاتِنا من علماءِ وفقهاءِ السلف الصالح...

جاءَ في ( مجموع الفتاوَى،الجزء : 13 ص : 385 ) لشيْخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه اللهِ : (( ...وأما التفاسير التي في أيدي الناس فأصحها تفسير محمد بن جرير الطبري،فإنه يذكر مقالات السلف،بالأسانيد الثابتة،وليس فيه بدعة،ولا ينقل عن المتهمين... ))..

وقال عنه الإمامُ الحافظ شمسُ الدين الذهبي رحمه الله في موسوعتهِ التراجمية ( سِيَّر أعلام النبلاء، الجزء : 14 ص : 267 ) : (( الإمام الجليل،المفسر أبو جعفر،صاحب التصانيف الباهرة..من كبار أئمة الإسلام المعتمدين.كان ثقة حافظًا صادقًا،رأسًا في التفسير،إمامًا في الفقه والإجماع والاختلاف،عَلاَّمةً في التاريخ وأيام الناس،عارفًا بالقراءات واللغة وغير ذلك... ))..

وقالَ عنه الإمامُ الحافظ أبو زكريا مُحْي الدين يَحيَى بن شرف النووي رحمه الله في ( تهذيب الأسماءِ واللغات،الجزء الأول،ص : 78 ) : (( أجْمَعَتِ الأمة على أنه لم يصنف مثل الطبري... ))..

وقال عنه الإمامُ الحافظ الحُجة الثقة شيْخُ الإسلام محمد بن إسحاق بن خزيْمة رحمه الله-نقلاً عن الإمام الذهبي في ( العِبَر في خبَر مَنْ غبَر،الجزء الأول،ص : 460 ) : (( ما أعلم على الأرض أعلم من محمد بن جرير... ))..

رحمه الله تعالى وجزاهُ عن الإسلام والمسلمين خيْرَ ما يُجازَى عالِمٌ نحريرٌ عن دينهِ وأمته...

وشروحاتُ تفسير الآية الكريمة التي نقلها الأخ الكريمُ عامر عن تفسير الإمام الجليل-وهي كما نرَى مأثورة ً عن آثار نبويةٍ،وعن فهوم الخلـَّصِ من جيل الصحابةِ رضوان الله عليهم-لا يَجبُ أنْ تـُفهَمَ إلا من خلالَ فحواها الإيحائي اللغوي الصحيح،حتى لا يقعَ تمَحُّلٌ في تأويلِها أو تكلفٌ يُناقِضُ فيه النقلُ الصريحُ العقلَ الصحيحَ،وبالتالي يَقعُ لَيٌّ لعُنق الآياتِ الكريماتِ بما قد يُثيرُ تكَلفاً ممجوجاً في فهْمِها،يستغلهُ أعداءُ الإسلام وخصومُهُ المتربصون في إيجادِ ثـُغرٍ تشكيكيةٍ،قد تثيرُ نقعاً في عقائدِ الأمةِ....

جزاكَ اللهُ-أخي عامر-على هذه الومضةِ التفسيريةِ الإيمانيةِ الجليلة...ودمتَ قلماً مُزهِراً في قسمنا الإسلامي....